أوقفوا الصمت... "صرخة جماعية" في وجه العالم

01 ابريل 2024
من تظاهرة تضامنية في دبلن (مصطفى درويش / الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- في مبادرة فنية تضامنية، أطلق 48 فنانًا من 12 دولة ألبوم "أوقفوا الصمت" للتنديد بالإبادة في غزة وكسر الصمت الدولي، متضمنًا أغاني بأنواع موسيقية متعددة.
- العائدات من بيع الألبوم تذهب لأطباء بلا حدود والهلال الأحمر في فلسطين، مع أعمال مستوحاة من الواقع الفلسطيني تعبر عن التضامن والمقاومة.
- الألبوم يمثل جزءًا من حركة فنية أوسع تستخدم الفن للتعبير عن الرفض والتضامن مع القضايا الإنسانية، مؤكدًا على دور الفنانين والمستمعين في دعم القضايا العادلة وإحداث التغيير.

شارك عشرات من الموسيقيين والمغنين في إنتاج ألبوم غنائي، وصفوه بـ "صرخة جماعية" ضد الإبادة الجماعية التي يشنّها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، دعماً للشعب الفلسطيني، في حين وجّه منتجو الألبوم جميع العائدات إلى منظمة أطباء بلا حدود والهلال الأحمر في فلسطين.
تحت اسم "أوقفوا الصمت" (Cease Silence)، أطلق 48 فناناً من 12 دولة، ألبوماً غنائياً رقمياً في مواجهة ليس الجرائم الإسرائيلية التي تحدث في قطاع غزة وحسب، بل ضد "الصمت المطبق لأولئك الذين لديهم منصات وتأثير في الناس ويمكن الاستماع إليها".

صرخة جماعية تمتد على 4 ساعات

يمتد الألبوم إلى أربع ساعات، ويضم أغاني وموسيقى تنتمي إلى الإلكترونيك والفولك والجاز والهيب هوب والتسجيلات الميدانية، وهو متاح للتحميل عبر موقع Bandcamp، منذ صدوره في الأول من مارس/ آذار.
وأوضح مطلقو المبادرة الفنية في إعلانهم عنها أن "تخلوا عن الصمت" تمثّل وسيلةً للتضامن مع الشعب الفلسطيني، و"تشجيعاً بمجتمعنا وجماهيرنا ليس فقط على التبرع، بل أيضاً على التحدث والتحرك".
وأضافوا: "نحن ندعو المستمعين للانضمام إلينا في هذا العمل الذي يستهدف الدعم والتوعية، وحتى ليلتحقوا بمجموعة من الفنانين المتحدين في رعبهم، يرفعون أصواتهم ضد هذه الإبادة الجماعية".
وعن أغنيته في الألبوم الجماعي "عرايس"، يقول المغني والملحن والفنان التشكيلي والكاتب دوريان وود: "يشير العنوان إلى طبق لحم فلسطيني شهير، أما الأغنية فمستوحاة من منشور على وسائل التواصل الاجتماعي للمخرجة الفلسطينية بيسان أودس".
يوضح وود: "تحدثت الفنانة الفلسطينية عبر منشورها عن مشاركتها طبق عرايس مع فلسطينيين آخرين بينما كانت مختبئة في خيمة مؤقتة، في لحظة قصيرة من الفرح وسط الهجمات السادية التي يشنّها جيش الاحتلال الإسرائيلي".
من بين أغاني الألبوم أيضاً، واحدة بعنوان "التضامن للأبد" لفرقة Lunatraktors، المستوحاة من أغنية "جو هيل" التي كتبها ألفريد هايز عن نقابي عمالي وكاتب أغانٍ أميركي شهير، أُعدم ظلماً في عام 1914 مثلما يعتقد كثيرون، وتستهجن الأغنية في كلماتها الظلم في العالم.
وقالت الفرقة في كلمة لها لدى إطلاق الأغنية: "إننا نتضامن مع جميع الأشخاص في كل أنحاء العالم الذين يتحملون وطأة كراهية الآخرين وعنفهم. نحن نقف مع المقاومة ضد الأنظمة القمعية التي تشنّ حروباً تسبب كثيراً من الألم غير الضروري".

من بين المقطوعات الموسيقية التي يضمها الألبوم الجماعي كذلك، واحدة للموسيقي الهندي ساراثي كوروار، يجمع عبرها الموسيقى الشعبية الهندية مع موسيقى الجاز، تحت عنوان Indefinite Leave To Remain.
إلى جانب كل هؤلاء، ساهم الموسيقي البريطاني والكاتب وفنان الأداء جون كالاهان، بأغنية تحمل عنوان How We Are Change. ومنها: "لا بأس ألا تكون على ما يرام. ليس خطأك بل خطأ العالم، إذا شعرت أن الأمور ليست على ما يرام، ذلك ما يتيح لنا أن نتغير، كيف نتغير؟ لا تخَف من أن تخاف، عندما تكون وحيداً فأنت لست وحدك، إذا لم يكن أحد يستمع إليك، فلا يعني ذلك أنك غير مسموع، هذه هي الطريقة التي نعرف بها السؤال: كيف نتغير؟".

"لا أحد يسمع خطواتي الصامتة"

عن الحب وألم الفراق في زمن الحرب، شاركت الفرقة الأيرلندية Landless بأغنية تحت عنوان Lassie Lie Near Me، من كلمات شاعر اسكتلندي قديم، هو روبرت بيرنز (1759 ـ 1796). في حين أطلق ثنائي موسيقى الفولك البريطاني Cath and Phil Tyler، أغنية تحمل عنوان Come and Stand at Every Door، تقول كلماتها: "آتي وأقف عند كل باب، لكن لا أحد يسمع خطواتي الصامتة. أطرق ولا أزال غير مرئي، لأني ميت، أنا فقط في السابعة من عمري رغم أنني مت، في هيروشيما منذ فترة طويلة، أنا الآن في السابعة من عمري كما كنت في ذلك الوقت، عندما يموت الأطفال فإنهم لا يكبرون. لا أحتاج إلى الفاكهة، ولا أحتاج إلى الأرز، لا أحتاج إلى حلويات ولا حتى إلى الخبز، لا أطلب شيئا لنفسي لأني ميت. كل ما أطلبه هو من أجل السلام، أنت تقاتل اليوم، أنت تقاتل اليوم، لذلك أطفال العالم، ربما يعيشون ويكبرون، ويضحكون ويلعبون".
وتحت عنوان "مكالمة"، قدمت الفرقة البولندية النسائية Sutari أغنية مستوحاة من نداء الزفاف البولندي التقليدي الذي يحدث خلال طقوس تسمى Oczepiny، وتعبّر كلمات الأغنية عن معاني التضامن والبحث عن دعم المجتمع.
من بين الأسماء المشاركة في الألبوم الغنائي أيضاً، المغنية البربارودسية ـ النيجيرية ماريا أوزور Maria Uzor، والموسيقي الفرنسي إريك شونو، والمغني DEVINE Imibono، والموسيقي الإنكليزية ستيف هيلاج.
هذا ليس الألبوم الأول الذي يصدر وتُخصص عائداته للفلسطينيين في قطاع غزة، إذ صدر في 11 مارس الماضي، ألبوم جديد للمغنية الرئيسية لفرقة Big Thief الأميركية، أدريان لينكر (Adrianne Lenker)، ومن المفترض أن تخصص عائدات الألبوم بالكامل للجهود الإغاثية في قطاع غزة.
كتبت لينكر لدى إعلان إصدارها الجديد Bright Future: "كل ما يمكن أن أتفوه به من تعبيرات لن يبلغ القوة اللازمة لإيصال رسالتي التي يحملها هذا العمل. لا أستطيع التعبير عن مدى حزني وغضبي إزاء العنف المستمر ضد الفلسطينيين".
تابعت المغنية الأميركية: "يجب أن يتوقف القتل، إن الحاجة إلى وقف إطلاق النار أصبحت ملحّة جداً، وهذه المجموعة الجديدة من الأغاني التي أعتزّ بها هي إهداء إلى فلسطين".

المساهمون