تعود أغنية عيد الميلاد Carol of the Bells، المعروفة في كافة أنحاء العالم الأنغلوساكسوني، اليوم الأحد، إلى العاصمة الأوكرانية، حيث تعزفها أوركسترا كييف الفيلهارمونية لسبب لا يعرفه معظم الناس، وهو أن هذه الأغنية كانت في الأصل أغنية أوكرانية تقليدية.
الأغنية المعروفة باسم شيدريك، أو أنشودة رأس السنة، أغنية تقليدية ميلادية ألفها الملحن ميكولا ليونتوفيتش في بداية القرن العشرين، وتم أداؤها لأول مرة في كييف مع حلول عيد الميلاد عام 1916.
هذه السنة، ستؤدي جوقة الإذاعة الأوكرانية هذه المقطوعة عشية عيد الميلاد، الذي يحتفل به للمرة الأولى في أوكرانيا تزامنا مع العالم الغربي في 25 ديسمبر/ كانون الأول كعلامة على القطيعة مع الكنيسة الأرثوذكسية الروسية.
وصادق الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، رسمياً على نقل موعد الاحتفالات بعيد الميلاد من السابع من يناير/ كانون الثاني إلى 25 ديسمبر/ كانون الأول.
وجاء في مذكرة مرفقة لنصّ القانون الذي أقرّه النواب: "أخضع الشعب الأوكراني لفترة طويلة للأيديولوجية الروسية في كل مجالات الحياة تقريباً، بما يشمل التقويم اليولياني والاحتفال بعيد الميلاد في السابع من يناير/كانون الثاني".
وتابعت المذكرة أنّ "النضال (..) المجدي لترسيخ الهوية يساهم في رغبة كل مواطن أوكراني بعيش حياة خاصة به وتقاليد وأعياد خاصة به".
ويندرج نقل موعد عيد الميلاد في إطار سلسلة من الإجراءات التي اتّخذتها أوكرانيا في السنوات الأخيرة لتنأى بنفسها عن موسكو.
الحفل في كييف سيعيد للمرة الأولى إنتاج العرض الأول للأغنية في قاعة كارنيغي بنيويورك، والذي حدث في أكتوبر/تشرين الأول 1922 عندما أعلنت أوكرانيا استقلالها عام 1918 في أعقاب ثورة أكتوبر/تشرين الأول، وكانت تكافح، لكن من دون جدوى، للدفاع عنه.
وأرسل رئيس جمهورية أوكرانيا الشعبية القومي، سيمون بتليورا، في 1919، الجوقة الوطنية الأوكرانية في جولة إلى أوروبا الغربية ثم إلى الولايات المتحدة للدفاع عن استقلال البلاد.
دبلوماسية الموسيقى
تقول تينا بيريسونكو، وهي من منظمي الحفل الموسيقي، الأحد: "أراد بتليورا إقناع الغربيين بالاعتراف باستقلال أوكرانيا، وأطلق مشروع دبلوماسية الموسيقى هذا". وكانت الأغنية ضمن هذا البرنامج.
ولم يعرف الملحن ميكولا ليونتوفيتش مدى شهرة ونجاح عمله، فقد اغتيل على يد عميل سوفياتي عام 1921، بحسب وزارة الثقافة الأوكرانية.
وفي 1936، تولى الأميركي من أصل أوكراني بيتر ويلهوسكي هذه المقطوعة الموسيقية وكتب الكلمات تحت عنوان Carol of the Bells.
اغتيل سيمون بتليورا، الذي كان مقيماً في المنفى في باريس، هناك عام 1926 على يد الفوضوي اليهودي صموئيل شوارتزبارد، الذي حمّله مسؤولية المذابح بحق اليهود التي ارتكبت في أوكرانيا عام 1919.
أوكرانيا، التي أصبحت مستقلة مجدداً منذ انهيار الاتحاد السوفياتي في 1991، تكافح من جديد منذ ضم روسيا شبه جزيرة القرم وبدء الحرب في شرق أراضيها عام 2014، ثم حصول الغزو الروسي في 24 فبراير/ شباط 2022.
(فرانس برس)
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
