نشر الصحافي كنان وقاف، الذي يعمل في صحيفة "الوحدة" التابعة للنظام السوري، عبر صفحته على "فيسبوك"، تسجيلاً مصوراً يؤكد فيه مداهمة منزله من قبل قوات النظام، في محاولة لاعتقاله.
وقال وقاف في التسجيل "أصوّر هذا الفيديو على عجل وأنا موجود خارج البيت، إذ اتصلت بي زوجتي وأبلغتني بقدوم قوة ضخمة بسلاح ميداني كامل لاعتقالي من المنزل، كأنهم أتوا لاعتقال أحد أفراد "داعش"، وليس اعتقال صحافي أو مواطن... أرعبوا زوجتي وأرعبوا الأطفال. هذا الفيديو صوّرته بعد التهديدات الكثيرة التي وردتني. أتمنى فقط أن يحصل أطفالي على العناية فقط، وهذا الفيديو بمثابة وصية".
وكنان وقاف قد اعتقل سابقا في مارس/آذار 2021 من قبل النظام السوري، بسبب منشور له على "فيسبوك"، تحدّث فيه عن عملية خطف مقابل فدية نفّذها نجل غسان خليل محافظ الحسكة، وكشف أنّ المختطِف هو عنصر في قوات النظام يُدعى جعفر حسن.
وفي الرابع من فبراير/شباط الحالي، كتب وقاف منشوراً على "فيسبوك" بعنوان "فشة من المهم جداً وكثيراً"، على خلفية استقبال رئيس النظام السوري بشار الأسد لكل من الفنانة سلاف فواخرجي وزوجها وائل رمضان أرفقه بالتالي: "استقبال الفنانين، لكن قرار رفع الدعم وما رافقه من هياج شعبي، احتجاج وقطع طرق في السويداء، وتكسير مركز تكامل في مصياف، وطوابير أمام الهجرة والجوازات، وطوابير أمام مديريات التموين، وطوابير أمام السجل المدني، وطوابير أمام مديريات النقل.. غير مهم أبداً".
وفي إطار التضييق والملاحقة، أعلنت وزارة الداخلية التابعة للنظام السوري، في بيان لها على "فيسبوك"، عن إيقاف شبكة مكوّنة من خمسة أشخاص "يتعاملون مع صفحات ومواقع إلكترونية مشبوهة... ويزودونها بمعلومات كاذبة عن مؤسسات حكومية وشخصيات هامة". وجاء في البيان "في إطار متابعة مرتكبي الجرائم الإلكترونية، تمكّن فرع الأمن الجنائي في اللاذقية من رصد وتوقيف شبكة مؤلفة من مجموعة أشخاص يتعاملون مع صفحات ومواقع إلكترونية مشبوهة تدار من الخارج، يقومون بتزويدها بمعلومات كاذبة عن مؤسسات حكومية، بهدف الإساءة والتشهير والنيل من هيبة الدولة، وتشويه سمعة شخصيات هامة".
ولا تقتصر ممارسة "التشبيح" من قبل النظام والمقربين منه على القتل والاعتقال، بل تنتشر كذلك على مواقع التواصل الاجتماعي. وهذه المرة كان دور حيدرة بهجت سليمان، الذي هاجم الفنان فراس إبراهيم على فيسبوك". وسبب الهجوم، تدوينة لإبراهيم تناولت استقبال رئيس النظام لكل من سلاف فواخرجي وزوجها وائل رمضان، وحذفه مباشرة بعد الهجوم. كما حذف إبراهيم منشوراً انتقد فيه الهجوم الذي شنه عليه حيدرة بهجت سليمان. ويشتهر هذا الأخير بهجومه على الفنانين السوريين الذين ينتقدون النظام بطريقة أو بأخرى.
وفي هذا الإطار، قال أحد الصحافيين المقيمين في مناطق النظام (فضل عدم الإفصاح عن اسمه) لـ"العربي الجديد": "أعتقد أن الفترة المقبلة ستشهد تضييقاً أكبر على وسائل الإعلام والأصوات المنتقدة لأداء النظام، حتى لو كانت تلك الأصوات أو الوسائل محسوبة على الموالاة". موضحاً أن الدليل هو "التضييق على الفنان عباس النوري عندما قال رأيه ثم عاد وتراجع عنه تحت الضغط".
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
