منظمة العفو الدولية في مرمى الانتقادات لاستخدامها صوراً أنشأها الذكاء الاصطناعي

03 مايو 2023
جهات عدة وثقت عنف الشرطة الكولومبية إزاء المتظاهرين في 2021 (سيباستيان بارّوس/Getty)
+ الخط -

على الرغم من اللقطات الكثيرة التي وثقت وحشية الشرطة الكولومبية في تعاملها مع التظاهرات عام 2021، فإن الصور التي استعانت بها منظمة العفو الدولية (أمنستي) أخيراً ليست إلا صنيعة الذكاء الاصطناعي.

وواجهت منظمة العفو الدولية انتقادات حادة، بعدما لجأت إلى نشر صور صنعت بتقنية الذكاء الاصطناعي في الترويج لتقاريرها على منصات التواصل الاجتماعي. وهذه الصور محذوفة الآن.

وثقت هذه المنظمة، ومقرها لندن، ومراقبون آخرون مئات حالات انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها الشرطة الكولومبية خلال موجة الاضطرابات عام 2021، من بينها العنف والتحرش الجنسي والتعذيب.

لكن المصورين الصحافيين وخبراء في مجال الإعلام حذروا من أن استخدام صور أنشئت بواسطة الذكاء الاصطناعي يمكن أن يقوض عمل منظمة العفو الدولية ويغذي نظريات المؤامرة.

وقال المصور الصحافي المقيم في بوغوتا خوانشو توريس: "نحن نعيش في عصر شديد الاستقطاب ومليء بالأخبار الكاذبة، ما يجعل الناس يشككون في مصداقية وسائل الإعلام. وكما نعلم، فإنّ الذكاء الاصطناعي يكذب. ما نوع المصداقية التي تتمتع بها عندما تبدأ بنشر صور أنشئت بواسطة الذكاء الاصطناعي؟".

ورأى توريس أنّ استخدام المنظمة لصور الذكاء الاصطناعي "إهانة" للمصورين الصحافيين الذين يغطون الاحتجاجات من الخطوط الأمامية.

وأضاف: "قوة الصحافي هي في إعادة خلق الواقع وما يراه، وهو ما خاطر العديد من المراسلين والمصورين بحياتهم من أجله خلال الإضراب الوطني (في كولومبيا). لدي صديق فقد عينه. إن استخدام صور الذكاء الاصطناعي لا يكلفنا هذا الواقع فحسب، بل يكلفنا أيضاً الصلة بين الصحافيين والأشخاص"، وفقاً لما نقلته صحيفة ذا غارديان البريطانية، أمس الثلاثاء.

من جهة ثانية، أوضحت منظمة العفو الدولية أنها استخدمت الصور الحقيقية في تقارير سابقة، لكنها اختارت استخدام لقطات أنشئت بواسطة الذكاء الاصطناعي لحماية المتظاهرين من انتقام محتمل على يد السلطات. لتجنب تضليل الجمهور، تضمنت الصور نصاً أشار إلى أنها من إنتاج منظمة العفو الدولية.

بعد الجدل، أصدرت منظمة العفو الدولية بياناً، جاء فيه: "أزلنا الصور من منشورات وسائل التواصل الاجتماعي، لأننا لا نريد أن يؤدي نقد استخدام صور أنشئت بواسطة الذكاء الاصطناعي إلى تشتيت الانتباه عن الرسالة الأساسية، وهي دعم الضحايا ودعواتهم لتحقيق العدالة في كولومبيا". وأردفت: "لكننا نأخذ النقد على محمل الجد، ونريد مواصلة المشاركة، لضمان فهمنا بشكل أفضل للآثار ودورنا في معالجة المعضلات الأخلاقية التي يطرحها استخدام مثل هذه التكنولوجيا".

المساهمون