استمع إلى الملخص
- **استخدام التكنولوجيا في العمليات العسكرية**: يستخدم جيش الاحتلال خوادم أمازون السحابية وأنظمة الذكاء الاصطناعي من مايكروسوفت وغوغل لتصنيف المعلومات عن غزة والفلسطينيين، مما ساعد في تحديد أهداف التفجيرات.
- **التخزين السحابي والذكاء الاصطناعي**: توفر شركات مثل غوغل وأمازون ومايكروسوفت خدمات تخزين البيانات والذكاء الاصطناعي لجيش الاحتلال، مما أتاح له مساحة تخزين غير محدودة وفعالية عملياتية في قطاع غزة.
تتنافس شركة أمازون "بقوة" مع شركة مايكروسوفت، منذ فوز الأولى بعقد مشروع نيمبس مع السلطات الإسرائيلية، على أمل أن تأخذ مكانها بصفتها أفضل مزود للخدمات العسكرية، وفقاً لما كشفه موقعَا +972 ماغازين ولوكال كول الإخباريَّان.
مشروع نيمبس وقعت عليه إسرائيل مع "غوغل" و"أمازون" عام 2021، ويهدف إلى تشجيع الوزارات على نقل أنظمة المعلومات الخاصة بها إلى الخوادم السحابية للشركتين المذكورتين والحصول على خدمات متقدمة منها. وتبلغ قيمة العقد 1.2 مليار دولار.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، طالب مئات الموظفين في الشركتين بقطع العلاقات مع جيش الاحتلال، عبر رسائل مفتوحة واعتصامات. وفصلت شركة غوغل 50 من موظفيها على خلفية مشاركتهم في الاحتجاجات التي نظمت في إطار هذه الدعوات بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وكانت "مايكروسوفت أزور" مزود سلطات الاحتلال الرئيسي للخدمات السحابية، إذ باعت خدماتها إلى وزارة الأمن الإسرائيلية ووحدات الجيش المختلفة، وفقاً لمصادر في الصناعات العسكرية والأسلحة. وكان من المفترض أن تزود "مايكروسوفت أزور" جيش الاحتلال بالسحابة حيث ستخزن بيانات المراقبة، لكن "أمازون" عرضت سعراً أفضل.
وكشف الموقعان الإخباريان أن جيش الاحتلال يستخدم خوادم "أمازون" السحابية وأنظمة الذكاء الاصطناعي التابعة لـ"مايكروسوفت" و"غوغل"، لتصنيف المعلومات وفرزها، مع تزايد البيانات المخزنة عن غزة والفلسطينيين.
واستطاع الموقعان الإخباريان الوصول إلى تسجيل صوتي للعرض الذي قدمته راشيل ديمبينسكي، قائدة مركز الحوسبة وأنظمة المعلومات في جيش الاحتلال، أمام نحو 100 عسكري وصناعي، في تل أبيب في 10 يوليو/ تموز الماضي.
وأكدت ديمبينسكي في عرضها للمرة الأولى أن جيش الاحتلال يستخدم التخزين السحابي وخدمات الذكاء الاصطناعي التي تقدمها شركات التكنولوجيا العملاقة في عدوانه المتواصل على قطاع غزة. وتضمن العرض شعارات "أمازون" و"غوغل كلاود" و"مايكروسوفت أزور". وقالت ديمبينسكي إن الجيش يستخدم "سحابة تشغيلية" في أنشطته، والتي عادة ما يُحتفظ بها في خوادم عسكرية داخلية.
وتتضمن السحابة الداخلية تطبيقات لتحديد أهداف التفجيرات، وبوابة لعرض الصور الحية من المسيَّرات في سماء غزة، بالإضافة إلى أنظمة إطلاق النار والقيادة والسيطرة.
ولفتت ديمبينسكي إلى أنه مع عدوان القوات الإسرائيلية على قطاع غزة، أصبحت أنظمته العسكرية الداخلية مثقلة بالأحمال، مما سبّب مشكلات فنية هددت بإبطاء قدراته العسكرية.
وبحسب الموقعيَن الإخباريين، توفر شركات التخزين السحابية الكبرى خدمات تخزين البيانات والذكاء الاصطناعي لوحدات الاستخبارات العسكرية منذ أكتوبر الماضي. وأشارت مصادر أمنية إلى أن هناك زيادة كبيرة في مشتريات جيش الاحتلال من الخدمات من "غوغل كلاود" و"أمازون ويب سيرفيسز" و"مايكروسوفت أزور"، كما أن معظم عمليات الشراء من "غوغل" و"أمازون" تمت في إطار "نيمبس".
وفي إشارة إلى أن الخدمات السحابية التي تقدمها شركات التكنولوجيا الكبرى توفر فرص تخزين غير محدودة من دون الحاجة إلى التخزين المادي في مراكز الحواسيب التابعة لجيش الاحتلال، قالت ديمبينسكي إن الميزة "الأهم" التي توفرها شركات الخدمات السحابية هي القدرات المتقدمة في الذكاء الاصطناعي. وذكرت أن العمل مع شركات التكنولوجيا هذه أعطى الجيش "فعالية عملياتية مهمة جداً" في قطاع غزة.
وكشف تحقيق "+972 ماغازين" و"لوكال كول" أن جيش الاحتلال يخزن بعض المعلومات الاستخبارية التي جمعت من خلال المراقبة الجماعية للفلسطينيين في غزة على خوادم تديرها شركة أمازون. وأوضح أن بعض موفري الخدمات السحابية يقدمون العديد من قدرات الذكاء الاصطناعي وخدماته لقوات الاحتلال منذ بداية العدوان.
وباعتبارها جزءاً من التحقيق الذي أجراه الموقعان الإخباريان، أجريت مقابلات مع مصادر في وزارة الدفاع الإسرائيلية، وكذلك صناعة الأسلحة الإسرائيلية، وثلاث شركات للتخزين السحابي، وسبعة مسؤولين في الاستخبارات الإسرائيلية.
ووفقاً لثلاثة مصادر استخباراتية، فإن التعاون العسكري مع "أمازون" قوي للغاية، إذ زودت الشركة مديرية الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بخادم يستخدم لتخزين معلومات استخبارية واسعة النطاق ساعدت جيش الاحتلال. ويسمح نظام التخزين السحابي المذكور للجيش بالحصول على "مساحة تخزين غير محدودة" للاحتفاظ بالمعلومات الاستخبارية عن "الجميع" تقريباً في غزة.
وأكدت مصادر عسكرية أن المعلومات الاستخبارية التي جمعت من مراقبة الفلسطينيين في غزة ضخمة ولا يمكن تخزينها إلا على خوادم عسكرية، وهذا الوضع أجبر جيش الاحتلال على اللجوء إلى الخدمات السحابية التي تقدمها شركات التكنولوجيا.
من ناحية أخرى، ذكرت مصادر عسكرية أن الكميات الهائلة من المعلومات المخزنة في الخدمات السحابية التي تقدمها "أمازون" ساعدت حتى في التحقق من الغارات الجوية في غزة.
(الأناضول، العربي الجديد)