- وزير التراث الإسرائيلي يدعو لإيجاد "طرق أكثر إيلامًا من الموت" للفلسطينيين، مع تكرار جمل تبريرية للإبادة الجماعية واستخدام معلومات كاذبة لتعزيز التحريض.
- "صدى سوشال" يدعو منصات التواصل لتصنيف جمل التحريض كـ "أكواد العداء لفلسطين"، وسط تزايد خطاب الكراهية والتحديات التي تواجه الفلسطينيين على الإنترنت والواقع منذ يناير 2023.
منذ السابع من أكتوبر 2023 وحتى نهاية شهبر فبراير/ شباط الماضي، راقب مركز صدى سوشال للحقوق الرقمية نشر إسرائيليين وداعمين للاحتلال حول العالم، محتوى تحريضي على مواقع التواصل يدعو إلى القتل والإبادة وحرق الأطفال، وتهجير الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، بلغاتٍ عبرية وأجنبية، وصادرة عن المستويات الإعلامية، والشعبية الإسرائيلية.
ورصد "صدى سوشال" أكثر من 1400 مرة استخدمت فيها جملة "من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها" كتبرير للإبادة الجماعية في قطاع غزة، وكدعوة إلى استمرارها، وصولًا إلى دعوات وزير التراث الإسرائيلي عميخاي إلياهو بإيجاد "طرقٍ أكثر إيلامًا من الموت للفلسطينيين"، بعدما دعا في بداية الحرب إلى إلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة وهو التصريح الذي تناقله الإسرائيليون على مواقع التواصل الاجتماعي.
حتى أن هذا المحتوى التحريضي، اعتمد في تعزيز سياقٍ تحريضه على معلوماتٍ كاذبة نفاها الإعلام الإسرائيلي نفسه، والبيت الأبيض، وتراجع عنها مصرحوها، وأخرى تتعمد في تعميم ما يجري كردٍ على حركة حماس بما يعني نزع الطابع المدني للأطفال والنساء والرجال غير المسلحين في غزة وتبرير قتلهم.
ودعت "صدى سوشال" منصات التواصل الاجتماعي لتصنيف هذه الجمل، وغيرها، كـ "أكواد العداء لفلسطين"، لما تحمله من سياقٍ يراد فيه تعزيز التوجه الإسرائيلي لاستمرار قتل الفلسطينيين وإبادة شعبٍ بأكمله في غزة.
ورصد المركز الفلسطيني ثمانية جمل تكررت في الخطاب الشبعي والسياسي والإعلامي الإسرائيلي منذ بدء حرب الإبادة. هذه الجمل هي:
- من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها
- العملية الإسرائيلية في غزة هدفها تحرير الرهائن
- هل تدين حركة حماس؟
- الفلسطينيون اغتصبوا النساء وقطعوا رؤوس الأطفال يوم السابع من أكتوبر
- المستشفيات الفلسطينية تستخدم كمقرات للفصائل العسكرية في غزة
- حماس هي داعش الفلسطينية
- المسلحون الفلسطينيون يختبئون بين المدنيين في قطاع غزة
- كفى معاداة سامية
وكانت هذه العبارات قد تخطت الإعلام الإسرائيلي، نحو مؤسسات إعلامية غربية، وضيوف يطلون على أبرز برامج التوك شو حول العالم، ولم يعد المحتوى التحريضي، يقتصر على اللغة العبرية، بل توسع نحو اللغات الإنكليزية والفرنسية والألمانية، وحتى العربية، في خلال حسابات أنشأتها إسرائيل لمخاطبة العرب.
لكن من المهم الإشارة إلى أن التحريض وخطاب الكراهية ضد الفلسطينيين لم يبدأ في السابع من أكتوبرالماضي، بل راح يتخذ منحى تصاعديا منذ يناير/ كانون الثاني 2023 بشكل ملحوظ، وواجه الفلسطينيون ومناصرو فلسطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة من الأخطار والتحديات عند التعبير عن آرائهم. ومع تزايد موجات العنف والعنصرية، تتزايد المخاوف من انتقال الاضطهاد والتضييق من صفحات التواصل الاجتماعي إلى أرض الواقع.
ورصد مركز صدى سوشال خلال عام 2023 أكثر من 28 ألف منشور تحريضي وخطاب كراهية، 27 ألفاً منها وردت خلال الأشهر الثلاثة الأولى من حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على قطاع غزة، وشملت دعوة للقتل الصريح، وتشهيراً بالصحافيين، وتحشيد الجماعات لملاحقتهم، من دون اتخاذ منصات التواصل الاجتماعي خطوات الرقابة نفسها التي تتخذها عند التعامل مع المحتوى العربي.