في معرض الأعمال الغنائية المخصصة عادة لتلائم أجواء الصيف، نلاحظ هذا العام انتشار عدد من الأغنيات المشتركة (دويتو) التي جمعت بين فنانين ومغنين عرب ومن جنسيات مختلفة أيضاً.
الدويتو الأول جاء بتوقيع المغني المصري عمرو دياب برفقة نجله عبد الله دياب. حملت الأغنية عنوان "يا ليل" وهي من ألحان دياب وكلمات أمير طعيمة. وقد طرحت في منتصف يوليو/ تموز الماضي. هذه الأغنية هي التجربة الأولى لعبد الله برفقة والده. غنى عمرو دياب فيها باللغة العربية، بينما قدم نجله مقاطعه الغنائية باللغة الإنكليزية، ضمن مزيج موسيقي اعتمد على ألحان موسيقى التكنو المدمجة بإيقاعات عربية.
بداية مشروع هذا الديو انطلق مع إعلان ترويجي جمع بين الأب وابنه لصالح شركة فودافون المصرية للاتصالات. وبحسب تعليقات دياب والشركة على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن الفيديو الخاص بالإعلان نال إعجاب الجمهور المصري الذي طالب بتحويل المقطع الغنائي إلى أغنية كاملة.
الدويتو الثاني جمع بين الفنانَين المصريَّين أحمد سعد وروبي. وصورت الأغنية التي حملت عنوان "يا ليالي" على طريقة الفيديو كليب، وقد لاقت أصداء جيدة منذ إطلاقها في منتصف الشهر الماضي، إذ تخطى عدد مشاهداتها على منصة يوتيوب الـ15 مليون مشاهدة.
يتميز هذا الإصدار بكلمات الأغنية البسيطة وسهلة الحفظ، والإيقاعات والألحان المألوفة والخفيفة التي تعتمد في صلبها على إيقاع المقسوم الذي يتيح استخدام الطبلة كعنصر جذب يسيطر على ريتم الأغنية. إضافة إلى ذلك، لجأ مخرج الفيديو كليب أحمد أبو الواحد إلى تقديم نسخة موسيقية راقصة شبيهة بأعمال بوليوود، حيث نرى رقصات استعراضية منسقة ومقسومة إلى فريقين، كل مغن يتقدم الجهة الخاصة به. كما برزت الألوان والملابس المتناسقة، وهذا ما منح الأغنية طابعاً لافتاً للاستماع والمشاهدة.
تتوالى الأغنيات المشتركة لنشهد ولادة عمل ثنائي، من توقيع المغني العراقي ماجد المهندس وزميلته السورية أصالة، تحت عنوان "الحب الأبدي". الأغنية من تأليف فائق حسن، زوج نصري ومدير أعمال المهندس، وألحان محمود خيامي. حققت الأغنية ما يزيد عن 8 ملايين مشاهدة على "يوتيوب"، منذ لحظة إصدارها في مطلع أغسطس/ آب الحالي.
غير أن العمل في محتواه لا يقدم أي جديد، لا على صعيد الكلمة التي ظهرت كما لو أنها محشوة ومستهلكة، ولا على صعيد ألحانها النمطية والبسيطة، إذ يبدو اعتماد شركة روتانا للصوتيات على إنتاج عمل يعتمد نجاحه على حضور المطربين وشعبيتهما في الساحة الفنية العربية. ومن ناحية أخرى، فإن اعتماد شراكة مثل هذه لها تطلعات تجارية وربحية تستهدف تحقيق نجاح مماثل لما حققته أغنية "من أول دقيقة" التي جمعت بين سعد المجرد وإليسا خلال صيف العام الماضي.
الثنائية الصادمة والأكثر غرابة هي تلك التي جمعت بين محمد منير والمغنية اللبنانية ميريام فارس. طرح المغنيان، قبل نحو عشرة أيام، أغنية مشتركة عنوانها "الساحل الشمالي" من تأليف وتوزيع محمد رحيم. قدم منير صوته بأسلوبه المعتاد أمام الألحان والإيقاعات البلدية، بينما قدمت فارس مقاطعها الغنائية باللهجة الإسكندرانية.
منذ لحظة إعلان هذا التعاون على صفحات المغنيَّين الشخصية، تداولته وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام بشكل واسع، لما له من وقع صادم في عالم الفن والموسيقى العربية. ولعل وقعها كان أكبر على الجمهور المصري والوسط الفني هناك، حيث انهالت التعليقات والانتقادات التي طاولت أولاً منير، على اعتبار أنه من أهم الأصوات في الساحة المصرية، وأن مستوى فارس الفني لا يرقى لمستواه وتاريخه.
فارس نالت نصيبها من فورة غضب المصريين والمشاهير، لما جاء منها من تصريحات بقيت عالقة في الأذهان منذ عام 2019، حين ردت خلال أحد اللقاءات على سؤال بشأن سبب عدم إحيائها حفلات في مصر قائلة: "أصبحت في مستوى لا يستطيع المصريون مجاراته".