أعمال الجريمة... موضوع يوحد عرض المنصات

22 نوفمبر 2021
يتهم مكسيم خليل بجريمة قتل في "رقصة مطر" (فيسبوك)
+ الخط -

يمكن اختصار واقع المسلسلات العربية القصيرة بموضوع واحد، هو "الجريمة". حكايات عربية تسعى بكل ما أوتيت من طاقة إلى منافسة منصة "نتفليكس" التي تعمل على مجموعة خاصة من هذا النوع. يتجه المنتجون في العالم العربي دائماً إلى محاولة في تقليد الغرب، والعمل على منافسة هذا العملاق بقوة.

في الماضي، حاول بعض المنتجين العرب الاستثمار بأفلام "الأكشن"، في إطار مكرر لمقارعة الأفلام الأميركية التي لا تزال تستحوذ على الأسبقية لجهة الحضور والتفاعل في جميع أنحاء العالم. لم يعطِ الجمهور العربي الثقة كاملة لمنتجي الأفلام، بخلاف ما هو حاصل اليوم. قبل سنوات، دخل المتابعون إلى عالم المنصات، ومتابعة أبرز الانتاجات الفنيّة والترفيهيّة هناك مقابل اشتراكات مالية شهرية وسنوية تعزز حضور هذا النوع من العروض وتفاعل الناس مع عوالم الإنترنت، وتأهب العالم العربي لدخول المنظومة، في تأسيس منصات تواجه الغرب.

حصلت "شاهد" على نسبة مرتفعة من المشتركين بداية تأسيسها قبل ست سنوات، وتحولت إلى أكثر المنصات متابعة في العالم العربي، فاجتهدت المنصة في تأسيس فريق عمل خاص بالإنتاجات التي تطلق عليها "حصري" لتكون سباقة في العروض، وفعلاً هذا ما حصل في السنوات الأخيرة، وتحولت المنصة إلى حالة عربية تتصدر عرض معظم الإنتاجات الجديدة بعيداً عن عالم التلفزيون.

حتى اليوم، قدمت "شاهد" وغيرها من المنصات العربية مجموعة لا بأس بها من المسلسلات الطويلة والقصيرة، لكن الحقيقة أن معظم الأعمال التي قدمت كانت تدور في فلك واحد، هو جريمة غامضة وفريق من الممثلين لكشف ملابساتها.
يبدأ نهاية الشهر الحالي عرض مسلسل "رقصة مطر" من بطولة مكسيم خليل، إخراج جو بوعيد. حكاية أخرى لعصابة تعتمد مبدأ القتل، ويزج اسم البطل مكسيم خليل في الاتهام ليقضي فترة في السجن، وهو يتمتع بمركز اجتماعي مرموق بحسب الأحداث والبناء الدرامي.

محاولة أخرى من قبل شركة "الصبّاح" للخروج بمسلسل قصير يتخذ من طابع الجريمة عنوانه العريض، وذلك بعد أسابيع قليلة من إنهاء عرض "البريئة" من إخراج رامي حنا، وكان من بطولة كارمن بصيبص وتقلا شمعون وبديع أبو شقرا. جريمة قتل أخرى يذهب ضحيتها موظف في متحف للآثار، يكون شريكاً وضحية "المافيا" التي وظفته، لكنّ الاتهام يوجه إلى زميلته في العمل التي تسجن، ثم يُطلَق سراحها لتبدأ رحلة البحث عمّن لفق لها التهمة، وحرمها زوجها وابنتها.

بداية العام الحالي، قدم المخرج السوري السدير مسعود أول أعماله الدرامية في مسلسل "قيد مجهول" ولعب بطولته عبد المنعم عمايري وباسل الخياط. المسلسل يدور حول جريمة قتل لرجل أعمال نافذ، يكشف من خلالها عن مرض نفسي يعانيه البطل "سمير عبد الرحيم" ويعيش ازدواجية في تعاطيه مع محيطه العائلي والمجتمعي. يمكننا القول إن "قيد مجهول" أفضل من طرح فكرة الجريمة في مجموعة لا بأس بها من المسلسلات القصيرة الخاصة بالمنصات، وخرج من ثوب التقليدية التي تجتاح الأعمال المنافسة. تحصر دراما المنصات نفسها في زاوية ضيقة، تعتمد على الأعمال السريعة والقصيرة في آن واحد، وتفتح الباب على سؤال ضروري: هل هذا ما يريده المشاهد فقط؟

المساهمون