أطلقوا صوت غزة... دعوة مفتوحة كي يتحدّث العالم

08 فبراير 2024
على مدخل متحف رينا صوفيا في مدريد (ماتيو لانزويلا/ Getty)
+ الخط -

انضم رسام الجداريات الشهير شيبرد فيري (Shepard Fairey) إلى مشروع "أطلقوا صوت غزة" (Unmute Gaza)، الذي اجتذب عشرات من فناني الغرافيتي حول العالم، بغرض إعادة عرض أعمال مصوري غزة، في ظل استمرار حظر الاحتلال الإسرائيلي دخول المصورين والصحافيين إلى فلسطين.

أعاد الفنان الأميركي، صاحب لوحة "الأمل" الشهيرة التي تصوّر باراك أوباما وتحولت إلى أيقونة استخدمت في كثير من الفعاليات والحملات، تمثيل عدد من الصور المروعة التي خرجت من قطاع غزة، مع وجود رمز صامت في المنتصف.

وكتب فيري، المعروف أيضاً باسم أوبي على موقعه الإلكتروني، أنه انضم إلى المبادرة العالمية لأنه من دعاة السلام، متحدثاً عن العمل الذي افتتح به مشاركته: "لقد استلهمته من صورة بلال خالد لصبي صغير يبكي من الألم بسبب جروحه والدماء تسيل على وجهه". وأضاف أن صورة كهذه (وآلاف الصور الأخرى) "تسلط الضوء على المعاناة الإنسانية التي تحدث في غزة"، معرباً عن صدمته من "القصف العشوائي وتجاهل حقوق الإنسان في غزة من قِبَل الجيش الإسرائيلي"، مشيراً إلى أن "حرمان أهل غزة من المياه والطاقة الكهربائية والضروريات الأساسية، فضلاً عن تهجيرهم الجماعي، ليس له أي مبرر أخلاقي".

استطاعت مبادرة "أطلقوا صوت غزة" كذلك أن تجتذب حركة Art in Ad Places في ولاية فيلادلفيا؛ إذ انضمت إلى المشروع العالمي في الأسبوع الماضي، فأزال أعضاؤها عدداً من إعلانات مواقف الحافلات في منطقة سنتر سيتي في الولاية الأميركية، ووضعوا محلها صوراً لتذكير الناس بما يحدث في قطاع غزة، داعين إلى وقف إطلاق النار.

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Unmute Gaza (@unmutegaza)

شهد الأسبوع نفسه أيضاً انضمام منظمة السلام الأخضر الإسبانية الناشطة في مجال البيئة إلى المبادرة التي انطلقت في نوفمبر/تشرين الثاني، من خلال نشر لافتة ضخمة تحمل رؤية شيبرد فيري لصورة بلال خالد الشهيرة، التي يبكي فيها طفل فلسطيني راجياً المساعدة.

وضعت المنظمة البيئية الداعية إلى وقف إطلاق النار في غزة اللوحة على مدخل متحف رينا صوفيا في مدريد يوم 31 يناير/كانون الثاني، وهو المتحف الذي يضم لوحة بابلو بيكاسو "غرنيكا" التي تعرض أهوال حملة القصف الألمانية النازية على المدينة الإسبانية.
وفي بيان، قالت المديرة التنفيذية لمنظمة السلام الأخضر، إيفا سالدانيا، إنه لا يوجد مكان أفضل من المتحف لإدانة ما يحدث في قطاع غزة، حيث تقبع لوحة بيكاسو التي تمثّل "رمزاً لمعاناة المدنيين في الحرب". وأردفت سالدانيا أن ما يحدث في فلسطين دعاها إلى أن تقف "مع عدد لا يحصى ممن يطالبون بوقف فوري لإطلاق النار في غزة"، مؤكدة: "نضم أصواتنا إلى أصواتهم، وندعو الأطراف المعنية والمجتمع الدولي إلى إعطاء الأولوية للحفاظ على حياة الإنسان قبل أي شيء".

المبادرة العالمية التي انضم إليها عدد لا بأس به من الفنانيين حول العالم، أمثال جوفري أوليفيراس وإسسيف وباسترديلا وإيرون وستيفن كريتشي وإرنست زاتشرفيك، اعتمدت على أعمال المصورين الصحافيين المحليين في غزة، أمثال بلال خالد وسامح نضال رحمي ومحمود بسام وساهر الغرة، وإعادة عرضها من خلال رؤى قدمها فنانو الجداريات العالميون.

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Unmute Gaza (@unmutegaza)

وشجعت حركة فن الشارع الدولية الجمهور على المشاركة من خلال طبع الأعمال الفنية عبر موقعها ونشرها "لنقول إننا لا نوافق، ولسنا متواطئين، لذلك نقوم بالطباعة واللصق".

وجاء في بيان الحركة: "نحن، مثل كثير من الناس في جميع أنحاء العالم، مصدومون من الوضع في فلسطين، منذ سنوات عديدة وفلسطين تحت النار، واليوم يموت آلاف المدنيين في غزة، بينما حكومات دولنا الغربية متواطئة في هذه الإبادة الجماعية".

وأشار البيان إلى "الجدار الإعلامي" الذي أقامته إسرائيل من خلال قطعها الكهرباء والإنترنت، حتى لا تتسلل الحقائق حول ما ترتكبه من جرائم إبادة جماعية إلى العالم. كما احتفت "أطلقوا صوت غزة" بدور المصورين الصحافيين المحليين الذين "يخاطرون بحياتهم لتوثيق ما يحدث هناك".

وأكد البيان أن جميع فناني الجداريات من كل أنحاء العالم مدعوون إلى "إنشاء أعمال فنية من الصور التي التقطها هؤلاء الصحافيون الرائعون، وإضافة رمز MUTE، وتشجيع الناس على لصقها في مدنهم"، مشيراً إلى أن الهدف من وراء هذه الحركة "بناء جسر بين مجتمع الفنانين، والناس من كل أنحاء العالم، وأولئك الذين يواجهون الموت كل ثانية في غزة". وأضاف البيان أنها "طريقة بسيطة للدعم، مع إظهار حقيقة ما يحدث".

وفقاً لمؤسسي المبادرة، فقد انتشرت الحملة حتى اليوم في أكثر من 83 مدينة في 30 دولة. أما أكثر المطبوعات التي تم تنزيلها من قاعدة بيانات الموقع الإلكتروني فهو عمل شيبرد فيري المبني على صورة التقطها المصور الصحافي بلال خالد في 8 نوفمبر/تشرين الثاني.

تُظهر الصورة الفوتوغرافية طفلاً فلسطينياً ملطخاً بالدماء، ويبدو على ملامحه الألم مع تعليق، "هل يمكنك سماعنا؟". بينما تتناول الأعمال الفنية الأخرى البنية التحتية المدمرة في قطاع غزة، وآباء فلسطينيين يحتضنون جثث أطفالهم الشهداء.

أطلقت الحملة علناً في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 عندما رفع أعضاء "أطلقوا صوت غزة" لافتات تتضمن رؤية فنان الشارع الإسباني Escif للصور التي التقطها بلال خالد ومحمود بسام من الطابق الثالث من متحف غوغنهايم في مدينة نيويورك. وذكر موقع HyperAllergic في ذلك الوقت، أن هذه الحيلة أجبرت المتحف على إغلاق مدخله مؤقتاً. ومنذ ذلك الحين، انتشرت صور الفنانين المعاد صياغتها في كثير من مدن العالم.

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Unmute Gaza (@unmutegaza)

المساهمون