أصوات الموسيقى تصمت في أفغانستان تحت حكم "طالبان"

23 سبتمبر 2021
أفاد موسيقي واحد على الأقل بأن مقاتلي طالبان حطموا آلته الموسيقية (Getty)
+ الخط -

بعد شهر من استيلاء طالبان على السلطة في أفغانستان، بدأ صوت الموسيقى في البلاد بالخفوت.

وقال أحد مقاتلي طالبان، وهو يقف بجانب مجموعة من آلات العود التقليدية التي تعرض في المعهد الوطني الأفغاني للموسيقى "لسنا مهتمين بالاستماع إلى هذه الأشياء". وتابع: "أنا لا أعرف حتى ما هي. شخصيا لم أستمع إليها إطلاقا ولست مهتماً".

في المرة الأخيرة التي حكمت فيها الجماعة المتشددة البلاد، في التسعينيات، حظرت الموسيقى، رغم أن الحكومة الجديدة التي شكلتها طالبان لم تتخذ هذه الخطوة.

لكن الموسيقيين يخشون بالفعل من فرض حظر، وبدأ بعض مقاتلي طالبان في فرض القواعد بشكل فردي، ومضايقة الموسيقيين.

المعهد الوطني الأفغاني للموسيقى، الذي كان في يوم من الأيام وجه أفغانستان الجديدة الشاملة، باتت قاعات الدروس فيه خاوية، ويخضع لحراسة مقاتلين من شبكة حقاني، وهي جماعة متشددة تابعة لطالبان.

وتقيد العديد من قاعات الزفاف عزف الموسيقى، وأغلقت صالات الكاريوكي أو واجهت مضايقات، ويكتم السائقون أجهزة المذياع الخاصة بهم كلما يمرون بنقطة تفتيش تابعة لطالبان، وأفاد موسيقي واحد على الأقل بأن مقاتلي طالبان حطموا آلته الموسيقية.

ويسعى بعض الموسيقيين الى تغيير مهنتهم، أو يستعدون لمغادرة البلاد، لأنهم يعرفون ان عمر مهنتهم قصير - ان لم يكن قد تلاشى.

أفغانستان لديها تقاليد موسيقية قوية، متأثرة بالموسيقى الكلاسيكية الإيرانية والهندية. كما أن لديها مشهدا مزدهرا من موسيقى الـ"بوب" الشعبية. وقد ازدهر كلا النوعين في العشرين سنة الماضية.

ورداً على سؤال عما إذا كانوا سيحظرون الموسيقى مرة أخرى، قال متحدث باسم طالبان إن ذلك قيد البحث والمراجعة.

من الموسيقيين الذين تمكنوا من مغادرة أفغانستان أريانا سعيد، نجمة موسيقى الـ"بوب" البارزة التي كانت أيضا محكمة في برنامج المواهب التلفزيوني "ذا فويس أوف أفغانستان".

اعتادت أريانا تلقي تهديدات بالقتل من المتشددين الإسلاميين، وقررت الهروب في اليوم الذي استولت فيه طالبان على كابول، وهي الآن في اسطنبول، حيث طلبت من السلطات التركية مساعدة الموسيقيين الآخرين على مغادرة البلاد.

وقالت: "طالبان ليسوا أصدقاء لشعب أفغانستان، إنهم أعداؤنا. الأعداء فقط هم من يريدون تدمير تاريخك وموسيقاك".

في أفغانستان، كان إبراهيم أفضلي يدير شركة عائلية لإصلاح الآلات الموسيقية، ولكن في منتصف أغسطس/ آب، ترك أدواته وكسر الآلات التي تركت في الورشة وأغلق أبوابها.

الآن، يبيع الرجل البالغ من العمر 61 عاماً، البطاطا المقلية والوجبات الخفيفة في كشك على جانب الطريق ليتمكن من إطعام أسرته المكونة من 13 فرداً.

(أسوشييتد برس)

المساهمون