يتجه الأهل إلى استبدال الشطائر بعلب غذائية، لضمان التنوع والحفاظ على جودة الطعام لأطفالهم، لكن بعيدًا عن الأشكال والأفكار للوجبات الغذائية التي يمكن تحضيرها، من المهم أن يدرك الأهل ما هي المكونات الغذائية التي يحتاج أطفالهم إلى تناولها في المدرسة. ويساعد تضمين وجبات غذاء الأطفال الكثير من المجموعات الغذائية المفيدة على تحسين أدائهم وسلوكهم، كما يساعدهم على الشعور بالشبع ويمنحهم الطاقة.
إليكم كل ما تحتاجون إلى معرفته عن المكونات الأساسية لتحضير وجبات غذائية صحية وسهلة وسريعة، مع اختصاصية التغذية جيسيكا خليل.
مكونات الوجبات الغذائية الصحية للمدرسة
تساهم الوجبات الغذائية الصحية في تعزيز صحة الأطفال وتحسين أدائهم في المدرسة، إذ تؤثر إيجابًا على تركيزهم وطاقتهم، وتقلل من الاضطرابات التي يمكن أن تواجههم. تذكر اختصاصية التغذية جيسيكا خليل، لـ"العربي الجديد"، أن هذا الروتين لا يقتصر على السلوك في المدرسة فحسب، بل ينمي فكرة النظام الغذائي الصحي ليصبح من أساسيات حياة الأطفال ليرافقهم عندما يكبرون، ويحميهم من أمراض عديدة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم والكوليستيرول وغيرها.
تنصح خليل الأهل بالتركيز على المجموعات الغذائية الآتية في الوجبات الغذائية المعدّة للمدرسة:
- النشويات (الكربوهيدرات): تمنح الجسم الطاقة التي يحتاج إليها، ولا سيما للخلايا العصبية الموجودة في الدماغ، كما أنها تحتوي على مجموعة فيتامين ب بأنواعه، إضافة إلى الألياف الضرورية لنمو الأطفال. تؤكد خليل أهمية التركيز على النشويات ضمن الوجبات الغذائية الصحية المعدّة للمدرسة، مثل كعك الأرز والرقائق والخبز المصنوع من القمح الكامل أو الشوفان.
- البروتينات: تساعد على دعم نمو العضلات من خلال تغذية أنسجة الجسم وخلاياه وتفعيل الدورة الدموية لتقوية جهاز المناعة الذي يعتبر من أساسيات نمو عظام الأطفال. يمكن إضافة أنواع مختلفة من البروتينات إلى الوجبات الغذائية في المدرسة مثل منتجات الألبان (الجبنة البيضاء، اللبنة) وزبدة الفول السوداني.
- الخضار والفاكهة: تؤمن كمية مهمة من الماء التي يحتاج إليها الأطفال، كما أنها غنية بالفيتامينات. تشدد خليل على أهمية التنويع في اختيارات الفاكهة والخضار في الوجبات الغذائية المعدّة للمدرسة، مثل الطماطم والخيار والموز والفراولة والكيوي.
أما بالنسبة للكمية اللازمة، فتشير خليل إلى ضرورة تقسيم العلب الغذائية إلى قسمين، النصف الأول للخضار والفاكهة، والنصف الثاني للبروتينات والنشويات.
كما تشدد على ضرورة الابتعاد عن المأكولات المعلّبة والمعالَجة أوالمصنّعة، مثل مرتديلا اللحم المصنّع والجبنة المطبوخة، والتي غالبًا ما يستخدمها الأهل، لكنها تحتوي على كمية قليلة من البروتينات والكالسيوم والمعادن والفيتامينات مقارنة مع مشتقات الأجبان الأخرى، وتؤكد ضرورة استبدال السكريات بالدهون الصحية التي تساعد على تنشيط خلايا الدماغ، مثل الجوز واللوز والفاكهة الغنية بالمعادن والفيتامينات لتقوية جهاز المناعة، مثل التفاح والرمان.
كيفية تحقيق التوازن بين وجبات لذيذة وصحية
من المهم أن تجمع الوجبات الغذائية المعدّة للمدرسة، بين ما يحب أن يتناوله الأطفال، والعناصر الغذائية الأساسية لضمان نموهم، إذ يمكن ضمان استمتاعهم بالطعام في المدرسة من خلال تحقيق التوازن بين وجبات لذيذة من جهة، وصحية من جهة أخرى، لذلك تنصح خليل الأهل بتقسيم الوجبات اللذيذة التي يمكن تناولها في المدرسة بتنوع على أيام الأسبوع والابتعاد عن التكرار، باتباع الحيل الآتية:
- إضافة الشوكولا في أحد أيام الأسبوع مع نوع من الحمضيات، والتوت أو الرمان.
- اختيار الفاكهة التي يحبها الأطفال للأيام التي لا يُسمح لهم فيها بتناول الحلويات، بذلك يمكن الاكتفاء بكمية السكر اللازمة منها.
- الاستعانة بالمكسّرات والفاكهة المجففة التي تساعد على تحسين مزاجهم في المدرسة، في أحد أيام الأسبوع بديلًا للفاكهة وإضافة الخضار، مثل الجزر والخيار والخس.
الحلويات في المدرسة بين المسموح والممنوع
تساعد الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر المضاف على رفع مستويات الإنسولين بسرعة ما يسمح بزيادة الطاقة، لكن من المهم معرفة أن هذه الطاقة عابرة لأنها تفتقر إلى الدهون والبروتينات والألياف، وسرعان ما يتبعها انخفاض سريع في نسبة السكر في الدم. تشير خليل إلى أن جسم الأطفال يحتاج إلى السكريات شرط معرفة اختيار نوعيتها وكميتها وتوزيعها بشكل صحي، لذلك تنصح الأهل بـ:
- تحديد أيام معينة لوضع السكريات داخل الوجبات الغذائية.
- اختيار الحلويات الغنية بالحليب أو العصير الطبيعي مثل قوالب الحلوى التي يمكن تحضيرها في المنزل من دون سكر مضاف.
- تحضير حلويات منزلية من زبدة الفستق والعسل والتمر والتفاح، التي تكون لذيذة ويمكن أن يعتاد الأطفال على طعمها بديلًا للسكريات.
- استخدام الدبس الذي يعتبر بديلًا صحيًّا للسكر، ويحوّل الحلويات إلى وجبات صحية ولذيذة.
حيل لتحضير وجبات صحية لذيذة وسريعة
تؤثر طريقة تقديم الطعام بشكل غير مباشرعلى نفسية الأطفال، من هنا يمكن التركيز قليلًا على تقطيع الفاكهة والخضار ودمجها بشكل يلفت النظر إلى تذوقها. تقدم جيسيكا خليل نصائح لمساعدة الأهل على تحضير وجبات صحية ومميزة بسرعة، باتباع الحيل الآتية:
- التخطيط يوم الأحد، وكتابة مكونات الوجبات الغذائية لكل أيام الأسبوع.
- تحضير مجموعة من الحلويات الخالية من السكر والصحية في يوم واحد، وتقسيمها لتوزيعها.
- شراء علب مقسمة يسهل بها توزيع الطعام داخلها.
- الاكتفاء بالكمية التي يمكن للطفل تناولها، لتحفيزه على إنهاء وجبته.
- إضافة شرائح الحامض أو حبوب التوت إلى الماء، لتشجيع الأطفال الذين لا يحبون شرب الماء.
تشدد خليل على أهمية تقديم كوبين من الحليب يوميًّا للأطفال، والحرص على أن يشربوا ليترًا من الماء على أقل تقدير، لتحسين القدرة على التركيز واستيعاب كل الدروس، كما تنصح الأهل بتوعية أولادهم على أهمية الماء الذي يشكل 60% من الجسم، ولا سيما عند الشعور بالجوع الذي غالبًا ما يكون حاجة إلى شرب الماء لإنعاش الجسم في أيام المدرسة وبين الحصص التي تحتاج إلى طاقة وتركيز.