أرشيف طلال طه... الصحف الفلسطينية منذ 1969

13 سبتمبر 2022
الفلسطيني طلال طه بين صحفه القديمة (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -

يُخزن الفلسطيني طلال طه (73 عاماً) مئات الأعداد الورقية من الصحف الفلسطينية المحلية داخل مخزن داخلي بمنزله في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، وهذا المخزن خصصه منذ سنوات لتخزين الصحف الورقية بعدما اعتاد على ذلك منذ قرابة 40 عاماً.
ويعمل طه على جمع أبرز الصحف اليومية الصادرة في فلسطين، وتحديداً اليومية منها مثل صحف "فلسطين" و"القدس" و"الأيام"، ومن ثم يقوم بكتابة اسمه عليها ورقم هاتفه الشخصي بخطه الشخصي ويضع علامة على الأخبار أو التقارير التي تجذبه.
وتتكدس مئات الأكياس داخل المخزن الذي خصصه طه، حيث تجرى عملية تخزين الصحف بالنسبة له بوضع خاص وبشكلٍ شهري، بحيث يضع كل أعداد الصحيفة الصادرة خلال شهر في مظروف خاص به ويكتب اسم الصحيفة والشهر عليه.
وخلال فترة جمع الأعداد، يقوم طه بوضع الأعداد اليومية وترتيبها على شاشة التلفاز لتبقى تحت أنظاره فيما يمنع أي شخص من الاقتراب منها أو سحب أي ورقة عبر وضع دبابيس حديدية على كل عدد بعدما ينتهي من قراءته.
ويعتبر هذا الأمر بالنسبة للمسن الفلسطيني هواية شخصية، بدأت أواخر عام 1969 وتعززت أكثر مع انتشار الصحف الورقية في فلسطين، يرفض أن يتركها أو أن يُقلع عنها بالرغم من تطور وسائل الاتصال وبروز مواقع التواصل الاجتماعي.
وقبل عقود، اعتاد طه على إرسال أبنائه لمسافات طويلة لشراء الصحف الورقية من أحد الموزعين، وكانت هذه العملية تجرى بالتتابع بين أبنائه، سواء يومياً أو تحديد أسبوع لكل واحد منهم، ومع تطور توزيع الصحف، أصبح الموزعون يقومون بإيصالها له على دراجاتهم الهوائية، قبل أن يتطور التوزيع أكثر من خلال الصناديق التي توضع أمام المنازل.
وخلال هذه السنوات، كان المسن الفلسطيني يحول بعض الأخبار التي تنشر عبر الصحف على أوراق ملونة ومصورة، خصوصاً الأحداث الشهيرة التي شهدتها فلسطين أو المنطقة العربية كصفقات التبادل أو وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أو عملية اعتقال الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين.
وتضم هذه الصحف آلاف الأخبار التي مرت على القضية الفلسطينية، خصوصاً منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي وحتى الآن، سواء الانتخابات التشريعية الأولى 1996 أو الانتخابات التشريعية الثانية عام 2006، واتفاقية أوسلو، وغيرها من الأحداث.
وإلى جانب الأكياس والتخزين لهذه الصحف، يخصص طه بعض الحقائب صغيرة الحجم لأعداد الصحف التي تضم أحداثاً نوعية، حيث يحرص أن يُطلع المحيطين به على هذه الأعداد حينما تكون الفرصة سانحة لهذا الأمر.
ويقول طه لـ "العربي الجديد" إن بداية معرفته بالصحف كانت مع صحيفة "القدس" المحلية، حيث اعتاد على قراءتها والاحتفاظ بأعدادها لسنوات، ثم التحقت بها صحيفة الأيام كصحيفة أخرى يقوم بقراءتها والاحتفاظ أيضاً بأعدادها.
ومع عام 2007 وإغلاق المعابر ونتائج الانقسام الفلسطيني ومنع إدخال الصحف بين غزة والضفة في تلك الفترة، اتجه طه لصحيفة فلسطين المحلية الصادرة في غزة، وبقي على هذا الحال عدة سنوات، مارس فيها ذات الهواية بتخزين الصحف والاحتفاظ بها.
ومع عودة دخول الصحف الصادرة في الضفة الغربية والقدس إلى غزة، أصبح المسن الفلسطيني يحتفظ بأعداد الصحف الثلاثة الصادرة، ويقوم بتخزينها بالطريقة التي اعتاد عليها، وهو ما أدى لتكدس المئات منها.

ويرى طه أن الصحف تمتلك تنوعاً معلوماتياً وثقافياً أكبر من مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما يدفعه للحفاظ على شغفه بقراءة الصحف وجمعها، إلى جانب أنه يحب أن يمسك الورقة بيديه أكثر من اطلاعه عما ينشر إلكترونياً.
ولا يتوقف الأمر بالنسبة للسبعيني الفلسطيني على الصحف فقط، إذ يحتفظ بقرابة 3 آلاف إلى 4 آلاف من دعوات الزفاف التي تلقاها على مدار حياته من أقاربه ومعارفه، ويمتلك دعوات تعود لأكثر من 20 عاماً ويزيد.
ووفقاً لطه، فإنه لن يتوقف عن هذه الهواية باعتبارها أصبحت ملازمة له منذ قرابة 40 عاماً، حرص فيها على جمع أبرز الصحف الصادرة وأبرز الأعداد التي كانت تضج بأهم الأحداث السياسية التي شهدتها فلسطين.

المساهمون