"أديتيا-إل1" مسبار هندي في طريقه لدراسة النظام الشمسي

01 أكتوبر 2023
يحمل نفس اسم آلهة الشمس الهندوسية (إندرانيل موخيرجي/ فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت وكالة الفضاء الهندية، مساء السبت، أن المسبار الهندي الذي أطلق نحو النظام الشمسي لدراسة الشمس غادر مجال تأثير جاذبية الأرض.

تم إطلاق مهمة "أديتيا-إل1" Aditya-L1، تعني الشمس باللغة الهندية، في 2 سبتمبر/ أيلول، في رحلة تستغرق أربعة أشهر. وتحمل أدوات علمية لرصد الطبقات الخارجية للنظام الشمسي. وقالت المنظمة الهندية لأبحاث الفضاء في بيان: إن "المسبار خرج من مجال تأثير جاذبية الأرض".

قطع المسبار، الذي يحمل نفس اسم آلهة الشمس الهندوسية، مسافة 920 ألف كيلومتر منذ إقلاعه، أي أكثر من نصف الطريق وصولا الى وجهته. في هذه المرحلة، تلغي قوى الجاذبية للأرض والشمس بعضها بعضاً، ما يسمح للمسبار بالبقاء في مدار مستقر.

وأضافت المنظمة: "هذه هي المرة الثانية على التوالي التي ترسل فيها المنظمة الهندية لأبحاث الفضاء مركبة فضائية خارج مجال تأثير جاذبية الأرض، حيث كان مارس أوربيتر Mars Orbiter مهمتها الأولى" في عامي 2013-2014.

أطلقت كل من اليابان والصين مهمات مراقبة الطاقة الشمسية الخاصة بهما، لكن في مدار الأرض.

وإذا نجحت المهمة الجديدة للمنظمة الهندية، فإن المسبار سيكون الأول الذي يتم وضعه في مدار حول الشمس من قبل دولة آسيوية.

وقد وضعت الولايات المتحدة ووكالة الفضاء الأوروبية مركبات في المدار لدراسة الشمس، بدءا من برنامج بايونير التابع لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) في الستينيات.

وقال عالم الفيزياء الفلكية سوماك رايشودوري، لقناة NDTV، عند إطلاق المهمة في بداية سبتمبر/ أيلول: "هذه مهمة طموحة بالنسبة إلى الهند"، مشيرا إلى أن المركبة تعتزم دراسة انبعاثات الكتلة الإكليلية، وهي ظاهرة دورية تؤدي إلى تصريفات هائلة من البلازما والطاقة المغناطيسية المتأتية من الغلاف الجوي للشمس.

في 23 أغسطس/ آب، أصبحت الهند أول دولة تنجح في إنزال مركبة غير مأهولة، وهي "شاندرايان-3"، بالقرب من القطب الجنوبي للقمر غير المستكشف حتى الآن إلى حد كبير، والرابعة التي تنفذ هبوطا متحكما فيه على سطح القمر، لتنضم بذلك إلى هذا النادي الضيق.

قبل ذلك، كانت الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي والصين فقط هي الدول التي تمكنت من تنفيذ مثل هذه العملية بنجاح.

نفذت مركبة "براغيان"، وهي مركبة ذات ست عجلات تعمل بالطاقة الشمسية، مهمة علمية إلى منطقة القطب الجنوبي للقمر، قبل أن تتوقف عن العمل طوال مدة الليل القمري، أي حوالى أسبوعين.

تعتزم المنظمة الهندية لأبحاث الفضاء تمديد مهمة الروبوت المتنقل الخاص بها عن طريق إعادة تنشيطه بمجرد عودة الضوء إلى سطح القمر، لكن هذه الآلة لم تتجاوب بعد.

وقال رئيس المنظمة الهندية لأبحاث الفضاء إس. سوماناث، الأربعاء الماضي: "لا مشكلة في ألا تتجاوب الآلة، لأن المركبة قد فعلت ما كان متوقعًا منها".

وقام برنامج الفضاء الهندي على ميزانية منخفضة نسبيا، رفعت عقب فشل محاولة أولى لوضع مسبار في المدار حول القمر عام 2008.

ويرى خبراء أن الهند قادرة على إبقاء تكاليف برنامجها الفضائي منخفضة من خلال نسخ التكنولوجيا القائمة وتعديلها كما يلزم، وبفضل طفرة المهندسين المهرة الذين ينالون رواتب منخفضة مقارنة بنظرائهم من الأجانب.

ومن المقرر أن تطلق الهند مهمة مأهولة لثلاثة أيام إلى مدار الأرض بحلول السنة المقبلة. وتعتزم خوض مهمة مشتركة مع اليابان لإرسال مسبار ثانٍ إلى القمر بحلول 2025، ومهمة إلى مدار الزهرة خلال العامين المقبلين.

(فرانس برس)

المساهمون