أخيراً، أصدرت المغنية الكندية آفريل لافين ألبوماً جديداً يحمل عنوان Love Sux، وهو الإصدار الرسمي السابع في مسيرة نجمة البوب البديل التي سطع نجمها في مطلع الألفية الثالثة.
في الألبوم الجديد، تعود لافين إلى الأسلوب الموسيقي الأقدم الذي عرفها به الجمهور؛ نقصد هنا "البانك بوب"، إذ مزجت فيه بين روح البانك روك العنيفة، وموسيقى البوب التي كانت سائدة في مطلع الألفية. تصف لافين الألبوم بأنه يحمل شعوراً شبيهاً بالعودة إلى أيام المدرسة الثانوية للتسكع مع أبناء جيلها، الذين كان باستطاعتها بناء جسور للتواصل معهم من دون مجهود.
وبحسب تصريحات لافين، فإنها اختارت العودة إلى هذه النقطة من مسيرتها لصناعة ألبوم خفيف ومبهج، رغبة منها في بث رسالة إيجابية للناس، بهدف حثهم على الدفاع عن أنفسهم وهوياتهم والقيم الذاتية التي يملكونها. تشير لافين إلى أن وجود بعض الأغاني في الألبوم التي تتمحور بموضوعاتها حول حسرة الانفصال لا تغير من الأمر شيئاً، لأنها بهذه الأغاني أيضاً تحافظ على ذات النبرة والروح القوية، التي ترغب في نقلها إلى الجمهور.
يضم الألبوم الجديد 12 أغنية، سبق أن طرحت منها لافين أغنيتي Bite Me وLove It When You Hate Me بشكل مسبق كأغانٍ منفردة العام الماضي. الأخيرة بينهما تتعاون فيها مع فرقة Blackbear، وكذلك تتعاون لافين في الألبوم مع العديد من الأسماء اللامعة في عالم موسيقى الروك، منها ماشين غَن كيلي ومارك هوبوس.
من دون مقدمات، يبدأ الألبوم بطاقة عالية جداً مع أغنية Cannonball التي تعتمد -كسائر أغاني الألبوم- على الغيتارات الكهربائية والإيقاعات السريعة بشكل رئيسي. تصرخ لافين في بداية الأغنية الافتتاحية: "أنا قنبلة موقوتة على وشك الانفجار، فلنذهب يا أبناء العاهرات"، لتأخذنا لافين برحلة نوستالجية عنيفة وصاخبة نحو الماضي؛ ماضٍ ليس ببعيد كثيراً، لكنه يحمل روحاً وقيماً مختلفة تماماً عن الرومانسية المثالية التي اتجه نحوها البوب البديل في الأعوام الأخيرة، بتأثير مواقع التواصل الاجتماعي.
السياق العاطفي الذي تنحرف نحوه الأغنية الافتتاحية سريعاً، لا يشبه شكل العاطفة السائدة في أغاني البوب في هذه الأيام، ولا في البديلة منها، فهو عنيف يسمي الأشياء بمسمياتها، تكثر فيه الإهانات والألفاظ السوقية، ويعبر عن المشاعر بشكلٍ فج. هذا الأمر يبدو أوضح في الأغنية الثانية، Bois Lie (كذبة الخشب) التي تختلط بها بعض الكلمات الفرنسية بالإنكليزية، لتتحدث عن الحنين العاطفي بطريقة لا تخلو من التلميحات الجنسية؛ فالأمر يتعلق بالجسد وذاكرته، الذي أصبح يربط بين أشياء غريبة، كاللسان وشفرات الحلاقة، والسكين والعضو الذكري، والانتقام والأسنان التي تعضّ. وهي المفردات التي تؤسس أرضية متينة للمعاني الغريبة التي تطرحها لافين في الأغنية الثالثة، Bite me، التي تذكر فيها: "أنت تعضّ وتقضم أكثر مما تستطيع أن تمضغ".
ويرد فيها أيضاً: "ستشعر بي على طرف لسانك"، لتبدو العلاقة الجنسية التي تحولت مع الزمن إلى ذكرى عابرة، مليئة برموز الانتقام والحدة والخطر؛ هذه التراكيب تزيد من جمالية الكلمات التي تمر في الأغنية الأساسية التي طُرحت بشكل منفرد مسبقاً، والتي تتكرر فيها: "كان يجب أن تمارس الجنس مع شخص مثلي إلى الأبد".
بهذا الأسلوب، تجعل لافين من الذكريات المؤلمة أمراً طريفاً، يحمل نوستالجيا مزدوجة، بين العلاقات العاطفية المنسية، والأغاني العنيفة التي قد يحنّ إليها أبناء جيل لافين. المميز في الموسيقى النوستالجية التي تقدمها الفنانة، أنها تحافظ بشكل كبير على الروح الأصلية للزمن الذي تنتمي إليه، ولا تتجمل فيها الذكريات وتترفع إلى مرتبة أعلى؛ ليتجلى الإبداع في الألبوم في جمع كل المشاعر المتضاربة بشريط واحد.