"آزوان"... صوت الاحتلال متخفياً في فرقة غنائية

05 أكتوبر 2024
"آزوان" خلال حفل "إم تي في" في نيويورك، 11 سبتمبر 2024 (ديميتريوس كامبوريس/Getty)
+ الخط -

أثارت فرقة موسيقية جديدة تحمل اسم As1one (آزوان) غضباً عارماً في مواقع التواصل الاجتماعي. مردّ هذا الغضب تعريف الفرقة لنفسها بأنها "أول فرقة بوب إسرائيلية فلسطينية في العالم". وزاد الغضب ظهور الفرقة ترقص وتغني وتدعي الوحدة والسلام، بينما يكمل عدوان الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة عاماً كاملاً.

"آزوان" فرقة جمعها المديران التنفيذيان في قطاع الموسيقى الأميركية، جيمس دينر وكين ليفيتان، المعروفان بتطوير الفرق الشعبية Maroon 5 وKings Of Leon. وقد أرادا إنشاء "نسخة إسرائيلية" من فرقة الكيبوب ​​الكورية الجنوبية الشهيرة BTS، بهدف تكرار نجاحها. ونفّذوا تجارب أداء في جميع أنحاء دولة الاحتلال عام 2021، وتجاهلوا الأراضي الفلسطينية مبرّرين ذلك بالصعوبات اللوجستية. تتكوّن "آزوان" من أربعة موسيقيين إسرائيليين وفلسطينيين اثنين، هم: أوهاد عطية، وناطع روزنبلات، وكلاهما إسرائيلي من تل أبيب، وصادق دغوش، وهو فلسطيني من رهط، والفلسطيني أصيل فرح من حيفا، والإسرائيليان نيف لين وناداف فيليبس. ونقلت مجلة بيلبورد الموسيقية عن عطية قوله: "نحن هنا لصنع الموسيقى وتوحيد الناس، لا يهمّ من أين أنت، أو ما هي خلفيتك أو معتقداتك. يمكننا أن نحب الموسيقى نفسها ونستمتع بالأغنية نفسها".

لكن منذ أن أصدرت "آزوان" أغنيتها المنفردة الأولى، الشهر الماضي، توالت ردود الفعل السلبية لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي. وتساءل بعضهم طبعاً عن توقيت الإصدار المتزامن مع العدوان في غزة ولبنان، ووصف آخرون الفرقة بأنها دعاية، وترويج لفهم سطحي للسلام والوحدة، واتهموها بأنها محاولة لصرف الانتباه عن جرائم الاحتلال.

حملت الأغنية الأولى للفرقة اسم All Eyes On Us (كل العيون علينا)، وهو تحريف واضح لحملة All Eyes On Rafah (كل العيون على رفح) التي حققت انتشاراً واسعاً تزامناً مع استعداد الاحتلال لاجتياح رفح، حيث كان كل الغزيين محشورين بعد طردهم من باقي مناطق القطاع. كتب حساب غرين فوريست في مساحة التعليقات تحت الأغنية: "يتعين على الفرقة تقديم بعض التوضيحات في ما يتعلق بعنوان الأغنية. التوقيت غير مناسب حقاً ويبدو متعمداً".

وفي التعليقات، وصفَ حسابٌ الفرقةَ وأغنيتها بأنها PSYOP، أي من الألعاب النفسية التي تمارسها وكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه)، وتهدف إلى التأثير في الجماهير وتفكيرهم الموضوعي، وبالتالي في سلوك الحكومات والمنظمات والمجموعات والقوى الأجنبية الكبرى. ووصفها حساب آخر بأنها "هسبراه"، أي أنها تنتمي إلى الدعاية الإسرائيلية. وذكّر حساب "وي كيب آز سبوكي" عبر "إكس" بأن "آزوان مثال على ما تسميه حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات "التطبيع". فهي تتصرف وكأن "إسرائيل" وفلسطين دولتان شرعيتان متكافئتان يمكنهما الالتقاء سلمياً من خلال الفنون. على عكس كون إحداهما مستعمرة استيطانية تحتل الأخرى وترتكب إبادة جماعية".

المساهمون