صحيح أن "ويكيبيديا" موسوعة إلكترونية شهيرة يعتمد عليها الملايين، إلا أنها ليست دقيقة دائماً لأنها مفتوحة أمام التعديلات من العامّة، لذا قررت المؤسسة المالكة للموسوعة التعاون مع شركة ميتا لمكافحة التضليل.
وتستكشف مؤسسة ويكيميديا، وهي منظمة غير ربحية تشرف على "ويكيبيديا"، بانتظام حلولاً جديدة لمحاربة عيوبها، وبدأت باللجوء إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي في هذا المجال.
وتعاونت المؤسسة أخيراً مع "ميتا" لتحسين الاقتباسات من "ويكيبيديا" بالذكاء الاصطناعي. إذ تستخدم "ويكيبيديا" المراجع لتأكيد المعلومات في الموقع، لكن هذه غالباً ما تكون مفقودة أو غير كاملة أو غير دقيقة.
وبينما يقوم متطوعو "ويكيبيديا" بالتحقق مرة أخرى من الحواشي السفلية، يصعب عليهم المواكبة مع إضافة أكثر من 17 ألف مقالة جديدة شهرياً.
وبالاستعانة بتقنية تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي من "ميتا"، يمكن للنموذج الأول من التقنية مسح مئات الآلاف من الاقتباسات تلقائياً في وقت واحد للتحقق من دقتها. تعتمد التقنية على مجموعة بيانات تتكون من 134 مليون صفحة ويب عامة، وفقاً لموقع ذا نِكست ويب التقني.
وأفادت "ميتا" التي أطلقت على النموذج اسم Sphere بأن المكتبة مفتوحة المصدر أكبر وأكثر تعقيداً من أي مجموعة استخدمت على الإطلاق لمثل هذا البحث.
وللعثور على المصادر المناسبة في مجموعة البيانات، درب الباحثون خوارزمياتهم على 4 ملايين اقتباس من "ويكيبيديا". هذا مكّن النظام من التحقق من صحة كل عبارة.
وإذا ظهر الاقتباس غير مناسب، فسيوصي النظام بمصدر أفضل، إلى جانب مقطع معين يدعم الادعاء. يمكن للمحرّر بعد ذلك مراجعة الاقتراح والموافقة عليه.
ويمكن أن يساعد هذا التعاون في جهود التحقق من الحقائق. ويهدف الفريق الآن إلى تحويل أبحاثه إلى نظام شامل. ويخطط، في الوقت المناسب، لإنشاء منصة يمكن لمحرري "ويكيبيديا" استخدامها في رصد مشكلات الاقتباس وحلها منهجياً.