"هيومن رايتس ووتش" تؤكد: "فيسبوك" و"إنستغرام" قمعا المحتوى الفلسطيني

08 أكتوبر 2021
حثت المنظمة "فيسبوك" على إجراء تحقيق مستقل (أحمد غرابلي/ فرانس برس)
+ الخط -

أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، اليوم الجمعة، أن "فيسبوك" ومنصتها "إنستغرام" أزالتا محتوى حمله فلسطينيون، بما في ذلك تجاوزات ارتُكبت خلال المواجهة العسكرية بين الاحتلال الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، هذا العام.

يضاف الاتهام الصادر عن المنظمة الحقوقية الدولية إلى الضغط الذي تتعرض له أكبر شبكة تواصل اجتماعي في العالم، بعدما قالت موظفة سابقة في الشركة أمام المشرعين الأميركيين، الثلاثاء، إن "فيسبوك" بحاجة إلى تنظيم.

وعبّر الفلسطينيون علناً عن شكاوى من الرقابة التي فرضت على الشبكات الاجتماعية في مايو/أيار الماضي، تزامناً مع العدوان الإسرائيلي على غزة، وما شهده حيّ الشيخ جراح في القدس المحتلة من قمع ومحاولات تهجير.

ووصفت كبيرة باحثي الحقوق الرقمية لدى "هيومن رايتس ووتش" ديبورا براون، في بيان، الإجراءات التي نفذتها "فيسبوك" بأنها "رقابة". وأكدت "قمع (فيسبوك) المحتوى الذي ينشره الفلسطينيون ومؤيدوهم، وهم يتحدثون علناً عن قضايا حقوق الإنسان في إسرائيل وفلسطين".

وحثت المنظمة، ومقرها في الولايات المتحدة، "فيسبوك" على إجراء "تحقيق مستقل بشأن تخفيف المحتوى في ما يتعلق بإسرائيل وفلسطين، لا سيما في ما يتعلق بأي تحيز أو تمييز في سياساتها أو إنفاذها أو أنظمتها".

واستشهدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" بثلاثة أمثلة أزالت فيها "إنستغرام" المنشورات لاحتوائها على "خطاب أو رموز تحض على الكراهية"، وإن أعيد نشر المحتويات لاحقاً بعد تقديم شكاوى. وقالت المنظمة إن هذا "يشير إلى وجود عيب في آليات الكشف أو الإبلاغ لدى (إنستغرام)".

وأفادت بأن إحدى المنشورات المحذوفة تضمنت صورة لمبنى مع تعليق: "هذه صورة لمبنى عائلتي قبل أن تقصفه الصواريخ الإسرائيلية يوم السبت 15 مايو/أيار 2021. لدينا ثلاث شقق في هذا المبنى".

بالإضافة إلى ذلك، أبلغ مراقبو الحقوق الرقمية عن مئات المنشورات المحذوفة والحسابات المعلقة وقيود أخرى.

وأضافت المنظمة أنها راجعت "لقطات شاشات من أشخاص كانوا يشاركون محتوى عن العنف المتصاعد وأبلغوا عن قيود على حساباتهم، بما في ذلك عدم قدرتهم على نشر محتوى أو بث مقاطع فيديو مباشرة على (إنستغرام)، أو نشر مقاطع فيديو على (فيسبوك)، أو حتى تسجيل الإعجاب بمنشور".

وشددت على أن "مدى وحجم القيود المبلغ عنها يستدعيان إجراء تحقيق مستقل".

في مايو/أيار، ألقى تطبيق "إنستغرام" باللوم على "خطأ تقني أثر على الملايين من قصص الناس والأرشيفات والمحفوظات على مستوى العالم"، بما في ذلك من فلسطينيين رأوا محتواهم المنشور "يختفي".

وقال متحدث باسم "فيسبوك" حينها إن قيوداً فرضت "بالخطأ" على الوسم العربي "الأقصى"، وإن الأمر أزيل بعدها.

واعتذرت "فيسبوك" حينها "عن كلتا المسألتين، ولكل أولئك، بما في ذلك مجتمعنا الفلسطيني، الذين شعروا أن قدرتهم على إجراء مناقشة مفتوحة حول الأمور المهمة قد تأثرت بأي شكل من الأشكال".

ومع ذلك، أكدت "هيومن رايتس ووتش" إن "فيسبوك" لم تعالج القضايا التي أثارتها في الجوهر. وقالت براون: "بدلاً من احترام حق الناس في التحدث علانية، تسكت (فيسبوك) الكثيرين تعسفياً من دون تفسير، وتكرر عبر الإنترنت بعض الاختلالات وانتهاكات الحقوق نفسها التي نراها على الأرض".

تصاعد الضغط لوضع أحكام منظمة لمنصات وسائل التواصل الاجتماعي، مع ما كشفت عنه الموظفة السابقة في "فيسبوك" فرانسيس هاوغين، التي قالت إن المنصة تغذي الانقسام وتؤذي الأطفال.

(فرانس برس، العربي الجديد)

 

المساهمون