"ناسا" تعلن إنهاء رحلة المسبار "إنسايت" الاستكشافية في نهاية الصيف

18 مايو 2022
من خلال "إنسايت" تمكن العلماء من تحديد سماكة قشرة المريخ (أدريان مان/ Getty)
+ الخط -

بعد نحو أربع سنوات من سبر أغوار المريخ، يعتزم المسبار "إنسايت" إنهاء عملياته خلال الصيف المقبل، بسبب الغبار المتراكم على ألواحه الشمسية.

غير أنّ البيانات التي جمعها سيستخدمها العلماء من العالم أجمع لسنوات عدة، للاستمرار في تحسين فهم طريقة تشكل الكواكب، بحسب ما أشارت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" خلال إعلانها هذا النبأ، أمس الثلاثاء.

سجل المسبار "إنسايت"، المزود خصوصاً بجهاز فائق الحساسية لقياس الزلازل، أكثر من 1300 "هزة مريخية"، إحداها بقوة 5 درجات قبل أسبوعين فقط، وهي الأقوى حتى الآن.

لكن قبل انتهاء المهمة، بحدود يوليو/ تموز، سيتم إطفاء جهاز قياس الزلازل. وسيقاس مستوى الطاقة في المسبار بعدها بواقع مرة يومياً تقريباً، وستلتقط بعض الصور أيضاً. وبحلول نهاية عام 2022، ستتوقف المهمة بالكامل.

ويعود ذلك إلى التراكم الحاصل على مر الأشهر للغبار المريخي على اللوحين الشمسيين اللذين يبلغ عرض كل منهما 2,2 متر. وتبين أنّ سرعة تراكم الغبار توازي تقريباً ما كانت عليه التقديرات التي وضعتها فرق "ناسا" مسبقاً.

قبل نحو عام، عمدت "ناسا" إلى عملية تنظيف لافتة، استُخدم فيها الغبار. وحفرت ذراع الروبوت السطح، وأنزلت برفق كميات من التربة المريخية فوق الروبوت. وحملت الريح جزءاً من الغبار على اللوحين الشمسيين، ما أتاح في إطالة عمر المهمة.

لكن لماذا لم تدمج أدوات تتيح تنظيف اللوحين مباشرة؟ السبب يعود إلى مسألة التكلفة، وفق ما قال بروس بارنردت من مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة "ناسا" خلال مؤتمر صحافي الثلاثاء. ومثل هذه الآلية كانت لتنتقص من الميزانية المخصصة للأدوات العلمية.

علوم وآثار
التحديثات الحية

وكان "إنسايت"، وهو أحد الروبوتات الأربعة الموجودة حالياً على المريخ مع المسبارين الأميركيين "برسيفيرانس" و"كيوريوسيتي" والصيني "جورونغ"، قد وصل إلى الكوكب الأحمر في نوفمبر/ تشرين الثاني 2018.

وسمح له جهاز قياس الزلازل المدمج به، وهو من صناعة فرنسية، بتحقيق إنجازات كبيرة.

ولطالما طرحت التركيبة الداخلية للمريخ "علامة استفهام كبيرة"، وفق بانردت الذي يعمل على هذه المهمة منذ أكثر من عشر سنوات. لكن بفضل "إنسايت"، "تمكننا للمرة الأولى في التاريخ من وضع خريطة لباطن المريخ".

وتتيح الموجات الزلزالية التي تتبدل بحسب المواد التي تعبرها صورة عن باطن الكوكب الأحمر. وتمكن العلماء على سبيل المثال من أن يؤكدوا أن نواة المريخ سائلة، كما حددوا سماكة القشرة المريخية، وهي أقل كثافة من ما كان يُعتقد سابقاً، وتتألف على الأرجح من ثلاث طبقات.

إلى ذلك، في مطلع مايو/ أيار الحالي، سُجلت هزة أكبر بكثير من كل سابقاتها، بقوة بلغت 5 درجات. وفيما كانت هذه الهزة لتكون عادية على الأرض، فإنها قد تقرب من القوة القصوى على المريخ وفق تقديرات العلماء.

وقال بروس بانردت: "هذه الهزة ستشكل كنزاً حقيقياً من المعلومات العلمية عندما سنحللها فعلياً".

وأشار إلى أن الاهتزازات الأرضية على كوكبنا مردها خصوصاً إلى حركة الصفائح التكتونية، لكن هذا السبب ليس الوحيد، إذ إن القشرة الأرضية قد تهتز خصوصاً تحت تأثير الاختلالات في الحرارة بسبب وشاح الأرض الموجود تحتها. ويعتقد العلماء أن الاهتزازات على المريخ شبيهة بهذا النوع.

كذلك مُنيت مهمة "إنسايت" بنكسة مع أداة كان يُفترض زرعها على عمق بضعة أمتار تحت السطح لأخذ حرارة الكوكب، لكن بسبب تركيبة التربة حيث حط الروبوت، لم تحصل العملية بالشكل المخطط له.

لكن في كل الأحوال، في ظل نجاح جهاز قياس الزلازل، تعتزم وكالة "ناسا" في المستقبل استخدام التقنية في مناطق أخرى، وفق مديرة علوم الكواكب لوري غلايز التي قالت "نرغب كثيراً في وضع شبكة مكتملة على القمر، لفهم حقيقة ما يحصل".

(فرانس برس) 

المساهمون