"مياس": النجاح بعيون غربية

29 يونيو 2022
فاز فريق "مياس" بلقب "أرابز غوت تالنت" عام 2019 (MBC)
+ الخط -

ما الذي يدفع فريق الرقص اللبناني "مياس"، والذي فاز في إبريل/نيسان 2019 بلقب "أرابز غوت تالنت"، أن يُسافر إلى الولايات المتحدة، ويتقدم للمباراة من جديد في البرنامج نفسه، بالنسخة الأميركية؟
سؤال يطرح بعدما أثار الفريق الموهوب جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، لنيله "الزر" الذهبي من قبل لجنة تحكيم مؤلفة من فنانين عالميين، مشهود لهم بالنجومية، وتأهله إلى المراحل المقبلة من البرنامج. صورة تبدو للبعض المتابع شهادة ثقة وجودة على حسن وأداء هذا الفريق الذي لم يبخل قبل سنوات، وقدم أفضل ما عنده في لوحات ضمن "أرابز غوت تالنت". وحقيقة كانت هذه اللوحات توازي الاختبار الأول الذي انفجر نجاحاً أمام اللجنة الأميركية.

يحاول الفنانون المحترفون أو الهواة دائماً الخروج من الدائرة المحلية للنجاح والشهرة، وهذا ما يضعهم في فوهة امتحان آخر قد يلغي مسيرة ما قبل اجتياز الامتحان الثاني، ولكن بصورة لجنة تحكيم لا تتعدى أربعة أشخاص. المغنية اللبنانية ألين لحود كانت تقدمت عام 2014 إلى برنامج "ذا فويس" بالنسخة الفرنسية أيضاً. ابنة الفنانة الراحلة سلوى القطريب حاولت أن تجرب حظها في استفتاء على حرفيتها ربما، وحصدت قبولاً لدى المدربين. لكنها لم تصمد كثيراً في مواجهة مواهب فرنسية، إذْ أحكمت سيطرتها على المدربين والجمهور ونالت التصويت المفترض أن يؤهل هذه المواهب للفوز باللقب في النهاية.

في أكتوبر/تشرين الأول 2015، فاجأت المغنية اللبنانية هبة طوجي، جمهورها في لبنان، عندما اجتازت الاختبار الأول أمام لجنة تحكيم برنامج "ذا فويس" بالنسخة الفرنسية. صدمت طوجي لجنة التحكيم بحرفية كبيرة، ومزجت بين الغناء بالفرنسية وأغنيتها "لا بداية ولا نهاية"، وتأهلت إلى المراحل التالية من "فويس" بالنسخة الفرنسية. لكنها عادت أدراجها إلى بيروت، بعدما خذلها المدرب ميكا الذي اختارها بداية ضمن فريقه وفضّل عليها منافسها في الشوط الثاني.

تؤكد طوجي في حواراتها أن تجربتها في "فويس" بالنسخة الفرنسية أضافت إليها الكثير، وتنسى أحيانًا بداياتها، ووقوفها في مسرح آل الرحباني، ومشاركتها في مهرجانات وأمسيات غنائية ناجحة جداً جعلتها تغرد خارج سرب مغنيات جيلها، بل مكّنتها من فرض حضورها الملتزم، مهما اختلفت نسبة الشعبية، أو تصدّرها الـ"ترندات" المتعارف عليها كمقياس أو مكمل ضروري للنجاح في العالم الافتراضي والمنصات.

هكذا تأتي محاولات بعض الفنانين العرب الذين يتمتعون بالموهبة، وأحيانا بالحرفية في مسابقة جماهيرية يحصدون معها عاصفة من المتابعة على مواقع التواصل الاجتماعي. محاولة تكرس حقهم في خيارات وجدوا فيها ما يناسبهم، لكنها تأتي دائمًا كمجرد مرور عابر، ربما يساهم إلى حد ما في تكريس الموهبة بـ"شهادة غربية" هذه المرة. في حين ينظر البعض الآخر إلى الأمر مجرد تعلّق من قبل المواهب العربية بكل ما هو غربي، وحصد شهادات تدخل ضمن السيرة الذاتية للمغنية أو المغني، مفادها المشاركة في برنامج المواهب بنسخته الأميركية أو الفرنسة والتأهّل إلى المراحل الثانية، لكن ضمن البيان نفسه تغيب جملة "خسر أمام منافسه".

المساهمون