"من... إلى" ولغز العائلة والعصابة والجريمة

يمكننا القول إن مسلسل "من... إلى"، من بطولة قصي خولي وفاليري أبو شقرا، وقصة بلال شحادات وإخراج مجدي سميري، لم يحقق ما كان الجمهور يصبو إليه. الواضح أن التأجيل في التصوير والعرض لما بعد موسم رمضان 2022، وضع جهود القائمين على العمل في مأزق واضح. ويمكن الاعتراف بأن خروج المسلسل من المعادلة الموسمية للدراما هو ما ظلمه في عرضه الذي انتهى قبل أيام، على منصة شاهد.

يجد وليد حمدان (قصي خولي) نفسه في دوامة وصراع بين مافيات وعصابات، السبب هو ارتباطه بسارة (رواد عليو)، المرأة التي تزوجها وكانت حاملاً منه، قبل أن تقع جريمة ليلة عيد ميلاد ابن وليد البكر من زوجته الأولى، يذهب ضحيتها بعض الاطفال وأهاليهم ممن حضروا حفل عيد الميلاد. يتساءل وليد وأهل الضحايا كيف اختفت هند (رواد عليو أيضاً) وقُتل المحتفلون، ليكتشف لاحقاً أن سارة هي هند، وتحمل تاريخاً حافلاً في الخداع، وهي كانت على علاقة مع خليل (فادي أبو سمرا) الذي خطط وأمر بتنفيذ الجريمة وخطفها من منزلها، للانتقام منها ومن شقيقها.

تتمحور أول عشر حلقات حول التشويق، والسعي إلى فك لغز الهجوم على منزل وليد وقتل الأطفال، لمعرفة المزيد عن خفايا هذه الجريمة. ويحسب لمؤلف القصة، بلال شحادات، خروجه عن المألوف؛ إذ فتح الخيوط العامة للمسلسل، واصطحب المشاهد في رحلة بحث من خلال عرض حيوات معظم المشاركين في فهم حقيقة ما جرى، مثل إصابة المساعدة في الشرطة بمرض السرطان، وخضوعها للعلاج الكيميائي، وغيرها من الحكايات الموازية للقصة الرئيسية.

يحاول قصي خولي العودة إلى الدراما الاجتماعية، بعد عدد من المسلسلات القصيرة التي قدمها، وكانت جيدة، مثل "بارانويا" لأسامة عبيد الناصر فكرةً وإخراجاً، وكذلك "الوسم" من كتابة براءة زريق وإخراج سيف الدين سبيعي.

نجوم وفن

التحديثات الحية

رامي عياش ممثلاً... كل هذا الاستخفاف

جمهور قصي خولي في دمشق هنّأه على خياره في "من... إلى"، قائلاً إن خولي عاد إلى جلده في مثل هذه الاعمال الدرامية التي تتميز بأسلوبها الاجتماعي التشويقي، إذ أدّى شخصية وليد بشكل مقنع. رجل بسيط يحاول سباق الأمن والقضاء اللبنانيين للحصول على ابنته من زوجة مخادعة، كانت أداة لحرب خفية بين عصابتين، يرأس الأولى شقيقها هاني (رامز أسود) لمواجهة المافيا الثانية التي يقودها خليل (فادي أبو سمرا) الذي قضى أبناؤه في حادث مروع، مشابه لما حصل مع عائلة ومحيط وليد.

لكن، بدورها، لم تستطع فاليري أبو شقرا (لعبت دور مي) أن تقدّم أداء مقنعاً. ربما مثّل "من... إلى" فرصة لها لتكريسها بطلة صف أول، إلا أنها لم تُوفّق.

يؤخذ على المخرج مجدي سميري الاعتماد على الشكل الهوليوودي في انتزاع المشاهد بشكل واضح، وكأنه لا يريد الخروج من هذه المدرسة أو التقنيات، بعدما اعتمد الأجواء نفسها قبل أشهر في مسلسل 8 Days، من بطولة مكسيم خليل. وهذا ما يشكل الارتباك عند المشاهد؛ إذ سيكون عليه التأقلم مع نمطية في التصوير أو التنفيذ بألوان قاتمة، وأماكن تصوير عشوائية تشبه تلك المشاهد التي نراها في الأفلام الأميركية.