يلقى تطبيق "كلوب هاوس"، الذي يعتمد على التدوينات الصوتيّة، إقبالاً متزايداً، في ظلّ عدم إتاحته للعموم، وعدم قدرة الرقابة على حجبه. فـ"كلوب هاوس" (Clubhouse)، هو تطبيق تواصل اجتماعي جديد يعتمد على الصوت. تصف الشركة نفسها بأنها "نوع جديد من المنتجات الاجتماعية القائمة على الصوت، يسمح للناس في كل مكان بالتحدث ورواية القصص وتطوير الأفكار وتعميق الصداقات والتعرف إلى أشخاص جدد مثيرين للاهتمام حول العالم". ويمكن الدخول والخروج من الدردشات المختلفة حول مواضيع مختلفة، وهو يشبه كثيراً البث الصوتي المباشر وتطبيقات الاستماع. ويمكن للمستخدمين ببساطة الاستماع أو عرض أفكارهم كأنهم في حفلة النادي.
أطلق بول دافيسون وروهان سيث التطبيق في العام الماضي. بحلول شهر مايو/ أيار، قُدرت قيمته بحوالي 100 مليون دولار على الرغم من وجود 1500 مستخدم فقط في ذلك الوقت، وفقاً لـCNBC. وشهد "كلوب هاوس"، الذي أُطلق في أوائل 2020، زيادة هائلة في عدد المستخدمين هذا الشهر، بعدما عقد الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" إيلون ماسك، والرئيس التنفيذي لشركة "روبن هود" فلاد تينيف، مناقشات على نحو مفاجئ على تلك المنصة. ولا يمكن الدخول إلى غرف الدردشة الخاصة بالتطبيق إلا من خلال دعوات من الأعضاء الحاليين.
بين الميزات والمشاكل
مع ذلك، للتطبيق مشاكل تتعلق بسوء الاستخدام والمحتوى، إذ لاحظت صحيفة "نيويورك تايمز" شكاوى عديدة من أن التطبيق لم يفعل الكثير لحماية المستخدمين من سوء المعاملة. وكتب موقع "ذا فيرج"، في يوليو/ تموز، أن التطبيق لا يبدو أن لديه خطة للإشراف على المحتوى. وكتبت "فانيتي فير" مقالاً في ديسمبر/ كانون الأول يشرح أن طبق المقاطع المؤقتة والصوتية جعلت منه "ملاذاً للأقوياء لمغازلة كراهية النساء والعنصرية". ورد التطبيق على المجلة قائلاً إنه "يدين بشكل قاطع جميع أشكال العنصرية وخطاب الكراهية وسوء المعاملة، كما هو مذكور في إرشادات المجتمع وشروط الخدمة لدينا، ولديه إجراءات ثقة وأمان قائمة للتحقيق ومعالجة أي انتهاك لهذه القواعد".
وصفت مجلة "فوغ" تجربة التطبيق بأنها "تجمع بين المحادثات الحية على غرار البودكاست والمناقشات الجماعية وفرص التواصل"، بشكل "يحاكي تفاعلات الحياة الواقعية". ومن مميزات التطبيق أن المقاطع الصوتية لا تترك التطبيق، إذ لا يوجد تسجيل للمحادثات ولا يتم حفظها. ويمكن للتطبيق أن يجتذب مشاهير مثل أوبرا وينفري أو كيفن هارت أو دريك أو كريس روك أو أشتون كوتشر، الذين قد يقدمون برامج حوارية. ويعني هذا أن المستخدم سوف يحظى بفرصة لعب دور المذيع واستضافة الدردشات وتقديم الحوارات.
السريّة والإطلاق
ويمكن لمستخدمي "آيفون" تنزيل التطبيق وحجز اسم مستخدم، لكن يبدو أن التطبيق يخطط للتوسع في القريب العاجل ليشمل عامة الناس. وتقول إدارة التطبيق إنها لم تفعل ذلك حتى الآن لسببين: تريد بناء مجتمع ببطء وتريد إعداد ميزات تساعدها في التعامل مع أعداد أكبر من الناس.
ويعتزم مؤسسا التطبيق فتحه للعموم قريباً، بسبب الإقبال المتزايد عليه، إذ إنّ عدد مستخدميه يزداد بمعدل مليونين أسبوعياً. وأعلن المؤسسان بول ديفيسون وروهان سيث، في بيان، أواخر يناير/ كانون الثاني الماضي، أنهما يرغبان في "فتح كلوب هاوس للعالم بأسره"، ونيتهما إطلاق اكتتاب جديد بواسطة شركة "أندريسن هوروفيتز" الاستثمارية المتخصصة في الرأسمال المجازف. وأشار المؤسسان إلى أن الشبكة باتت مدعومة اليوم من نحو 180 مستثمراً، ويمكن للاكتتاب الجديد أن يجعل قيمة رأسمالها نحو مليار دولار، وفقاً لموقع الأخبار الحصرية "ذي إنفورميشن".
وتعتزم الشبكة كذلك تطوير قدرات خوادمها لمواكبة الإقبال المتوقع، وتحسين الخدمة عموماً، لجهة الدعم الفني ووظائف البحث، لمساعدة المستخدمين في العثور على "غرف" محادثة تناسب اهتماماتهم، بحسب "فرانس برس". وتخطط المنصة لاختبار طرق مختلفة لمكافأة مستحدثي "غرف" المحادثة، أي الأشخاص الذين ينظمون "القطع" المختلفة، أو يدعون أصدقاءهم أو حتى يحيون عروضاً أسبوعية تفاعلية.
إقبال صيني
يجتذب تطبيق التواصل الصوتي المباشر "كلوب هاوس" أعدادا كبيرة من المستخدمين من البر الرئيسي الصيني، ويشهد مناقشات مستفيضة حول الحقوق والهوية الوطنية وغيرها من المواضيع ذات الحساسية.
وبالصينية، استمع آلاف المستخدمين إلى مناقشات صوتية واسعة النطاق تشمل موضوعات، منها معسكرات الاعتقال في شينجيانغ، واستقلال تايوان، وقانون الأمن القومي في هونغ كونغ، بحسب وكالة "رويترز". وبدأ، اعتبارا من الأحد الماضي، بيع الدعوات إلى المنصة، مقابل ما يراوح بين 50 و400 يوان صيني (7.73 دولارات و69.59 دولارا)، على مواقع التجارة الإلكترونية الصينية الشهيرة.
وتحظر الصين تطبيقات التواصل الاجتماعي الغربية، مثل تويتر وفيسبوك ويوتيوب، وتفرض رقابة صارمة على الإنترنت المحلي، للتخلص من المحتوى الذي قد يؤثر سلبا على الحزب الشيوعي الحاكم.