من داخل أزقة وطرقات مدينة كربلاء، جنوبي العراق، ينشر 25 شاباً من المدينة رسائل سلام ومحبة لمختلف مدن العراق من على دراجاتهم النارية التي أسسوا بواسطتها فريقاً أطلقوا عليه اسم "كربلاء بايكرز"، يقول كابتن الفريق حمد عبد الله إنه لمحاربة الطائفية والعنف ونشر رسائل التعايش السلمي.
إذْ يذهب أعضاء الفريق عبر دراجاتهم الضخمة وملابسهم المميزة إلى مختلف مدن العراق ويلتقون المواطنين ويقيمون فعاليات مختلفة هناك.
ووفقاً لمؤسس وكابتن الفريق في كربلاء حمد عبد الله (33 عاماً)، في حديث لـ"العربي الجديد"، فإن نشاط الفريق وهدفه، عدا عن كون ممارسة ركوب الدراجات هواية، فهي رسائل تعايش وسلام. إذْ "نتنقل بين المدن المختلفة في العراق ونلتقي أهلها، نصافحهم، نتعرف إليهم، نقيم أنشطة رياضية فنية وشعبية مختلفة". ويضيف "تأسس الفريق عام 2017، ونجحنا في تسجيل الفريق أخيراً بوزارة الشباب والرياضية ببغداد، كما أننا صرنا في شبكة (البايكرز) المركزية التي تضم فرقاً من مختلف المدن والمناطق".
ويجمع الفريق، وفقا لعبد الله، مختلف الفئات، إذ إن من بين أعضاء الفريق طبيب ومهندس ومدرسون ورياضيون ورجال أمن جمعتهم هواية ركوب الدراجات. وتابع عبد الله: "الفريق أخذ على عاتقه تنظيم رحلات سياحية من كربلاء إلى المحافظات الشمالية والغربية بواسطة دراجاتهم النارية وحققوا نجاحاً وقبولاً كبيراً". الدرّاج أحمد الزبيدي، وهو أحد أعضاء الفريق، يتحدث لـ"العربي الجديد"، عن أن الأعضاء يقومون من خلال فريقهم بأنشطة تثقيفية تتعلق بالالتزام بقواعد السير والتحذير من خطورة حوادث الطرق، مضيفاً أنهم يسعون إلى "توسعة أنشطتهم بالفترة المقبلة لتشمل جميع المحافظات العراقية من خلال التنسيق مع الشباب الذين نلتقي بهم خلال رحلاتنا المستمرة".
وشارك الفريق في حفلات زفاف مواطنين أيضاً من خلال مواكب عدة، فضلاً عن مساعدة فقراء ومحتاجين ومرضى، وفقا لأعضاء الفريق، إضافة إلى تنظيم رحلات لمناطق أثرية مختلفة حول كربلاء ومناطق طبيعية أخرى بمدن مجاورة، وذلك للفت الأنظار إلى أهمية السياحة الداخلية وطبيعة تلك المناطق، مثل حصن الأخيضر وكنيسة الأقيصر وخان الربع، بالإضافة إلى المواقع الأثرية في قضاء عين التمر، غربي كربلاء.
طقوس وعادات المدينة الدينية المقدسة والتي يقصدها سنوياً ملايين الزائرين من داخل العراق وخارجه، لم تكن عائقاً أمام ممارسة هواية سباق الدراجات من قبل شباب بايكرز، بحسب جاسم محمد، وهو مواطن من مدينة كربلاء، وأحد مشجعي الفريق.
ويضيف محمد، متحدثا لـ"العربي الجديد"، أن الناس يحتاجون دوماً إلى الترفيه والتغيير، لأنّ "انتقال شبان من كربلاء إلى مدن أخرى يساهم في تعزيز التعايش والتعارف ونقل ثقافات المدن المختلفة بين الشباب".
الحاج أبو حسن، وهو أحد سكان كربلاء، رحب بهذه الفكرة الشبابية آملاً أن تنظم فعاليات مشابهة لشباب أربيل والأنبار والموصل والبصرة وذلك من خلال زيارة كربلاء والمحافظات الوسطى والجنوبية، وأكّد أن هذه النشاطات تصب في بناء جيل متماسك موحّد، وخصوصاً أن البلاد اليوم تشهد بين الحين والآخر إثارة للفتن والتفرقة من قبل أناس لا يريدون الخير لهذا البلد، وثمّن دور الشباب بالتصدي وتحمل المسؤولية أمام التحديات التي تواجه العراق.