"كانّ" ينطلق بفيلم "آنيت": من كورونا إلى السياسة والبريق

07 يوليو 2021
بدأت مسابقة الأفلام رسمياً بعرض فيلم "آنيت" الافتتاحي (ستيفان كاردينال كوربيس/Getty)
+ الخط -

انطلق مهرجان كانّ السينمائي مساء أمس الثلاثاء، بحضور مشاهير كبار، وبعرض لفيلم "آنيت".

وأعطى أربعة من كبار الفن السابع هم بيدرو ألمودوفار وسبايك لي وجودي فوستر وبونغ جون هو، إشارة الانطلاق الرسمية لمهرجان "كانّ" السينمائي ولعودة الصناعة السينمائية إلى نشاطها المعهود، بعد شهور طويلة من التوقف بسبب جائحة كوفيد-19.

وقالت الممثلة والمخرجة الأميركية جودي فوستر بفرنسيتها المتقنة بعد تسلّمها "السعفة الذهبية" الفخرية من المخرج الإسباني بيدرو ألمودوفار عن مجمل مسيرتها "في هذا العام الانتقالي، كانت السينما طوق نجاتي".

وسبق لفوستر أن حصلت خلال مسيرتها على جائزتي "أوسكار"، ومن أبرز الأفلام التي شاركت فيها خلالها "تاكسي درايفر" (1976) و"سايلنس أوف ذي لامبس" (1991).

أما ألمودوفار المخلص لمهرجان "كانّ" والذي لم يسبق أن حصل هو نفسه على أي جائزة فيه، فأوضح أنه شاء أن يكون "حاضراً بمناسبة عودة السينما والمهرجان"، وأن يتمكن من "الاحتفاء بسينما المؤلف على شاشة كبيرة".

وانضم إلى ألمودوفار وفوستر، رئيس لجنة التحكيم المخرج النيويوركي سبايك لي مرتدياً بزة باللون الزهر الفوشيا تتناسب مع نظارته، والمخرج الكوري الجنوبي بونغ جون الحائز "السعفة الذهبية" عن فيلم "بارازايت" عام 2019، في الدورة الأخيرة من المهرجان قبل الجائحة.

وأضافت جودي فوستر "لقد أمضى كثر منا السنة داخل فقاعاتهم الصغيرة، وأمضاها كثر في عزلة، بينما واجه آخرون المعاناة والقلق والألم والخوف القاتل، وها نحن أخيراً، بعد عام لا مثيل له، مجتمعون بملابسنا الجميلة". وتابعت مازحةً "هل اشتقتم إلى البريق؟ قليلا؟ أنا أيضا..."، بحسب ما نقلت "فرانس برس".

وقال سبايك لي، وهو أول سينمائي أسود يتولى رئاسة اللجنة، "هذا العالم يحكمه رجال العصابات"، حاملاً بشكل خاص على رئيسي روسيا فلاديمير بوتين والبرازيل جايير بولسونارو، وذلك خلال مؤتمر صحافي اعتمر خلاله قبعة سوداء عليها الرقم "1619"، في إشارة إلى سنة وصول طلائع العبيد إلى الولايات المتحدة.

وتطرق أولاً إلى مصير السود في الولايات المتحدة، وهو موضوع في صلب التزامه السياسي والفني لم يكفّ عن استكشافه في أفلامه خصوصاً عبر فيلم "دو ذي رايت ثينغ".

ولفت إلى أنه بعد مرور أكثر من 30 سنة على عرض الفيلم لأول مرة، "كان يمكن أن يُخيل لنا أن ملاحقة السود مثل الحيوانات توقفت"، قبل الإشارة إلى السود ضحايا عنف الشرطة في الولايات المتحدة مثل "الأخ إريك غاردنر" أو "الملك جورج فلويد".

كذلك خاض أعضاء في لجنة التحكيم في مواضيع مختلفة، من المخرج البرازيلي كليبر ميندونسا فيليو عن الوضع السياسي في بلاده، إلى الممثلة ماغي جيلنهال عن مكانة المرأة في السينما، مرورا بالفرنسية ميلاني لوران التي تطرقت إلى القضايا البيئية.

وبعد مراسم الافتتاح، بدأت مسابقة الأفلام رسمياً بعرض فيلم "آنيت" الافتتاحي للمخرج ليوس كاراكس وبطولة آدم درايفر وماريون كوتيار، وهو كوميديا غنائية تتسم بأجواء أوبرالية من نمط موسيقى الروك.

وأثبت الفيلم أنه كان اختياراً مناسباً للعرض على الشاشة الكبيرة في الافتتاح بعد إلغاء الدورة السابقة بسبب جائحة كوفيد-19، بحسب "رويترز". فالقصة التي كان مقرراً صدورها في ألبوم غنائي لثنائي موسيقى الروك الأميركي سباركس، تلقي الضوء على عالم فناني الأداء الموسيقي والاستعراضي والآثار المدمرة للشهرة.

ويلعب درايفر دور الممثل الكوميدي هنري الذي يقع في حب مغنية الأوبرا الخجولة آن، وتؤدي دورها كوتيار، قبل أن تفسد قصتهما. وفي التقييمات الأولية، يوم الثلاثاء، نال البطل والبطلة إشادة واسعة على أدائهما، بينما نوه موقع "إندي واير" الفني المتخصص بأداء درايفر بشكل خاص.

تأخذ القصة منعطفاً درامياً عندما ينجب الممثل الكوميدي الذي يؤدي دوره درايفر من مغنية الأوبرا التي تؤدي دورها كوتيار طفلة يسميانها آنيت، فتبدأ علاقتهما في التفكك مع خفوت شهرة الزوج وتحقيق الزوجة نجاحاً أكبر.

وتوقعت بطلة الفيلم ماريون كوتيار، في حديث لوكالة "فرانس برس"، أن يكون لهذا "العرض الكبير" وقصة الحب المأسوية الجميلة هذه، أثر قوي على الجمهور بعد أشهر من الحجر والحياة الاجتماعية المعطلة.

وكان زميلها في بطولة الفيلم آدم درايفر الذي لا يحب أن يشاهد نفسه على الشاشة، قرر أن يلجأ خلال عرض الفيلم "إلى مكتب ما" لانتظار انتهائه. وقال "هناك سألهو بالدباسة أو بالشريط اللاصق وأعود إلى الصالة عندما تضاء الأنوار مجدداً (...) وسأتظاهر بأني بقيت فيها طوال الوقت!".

وتتواصل العروض الرسمية ضمن المسابقة، اليوم الأربعاء، مع فيلم "تو سيه بيان باسيه" لفرنسوا أوزون، من بطولة أندريه دوسولييه وصوفي مارسو، ويتناول موضوع الانتحار بمساعدة الغير. 

وسيحضر أعضاء لجنة التحكيم ما مجموعة 24 فيلماً تتنافس على السعفة الذهبية، ويفترض بها أن تختار الفائز من بينها بحلول 17 يوليو/تموز الجاري، وهم اغتنموا يوم الافتتاح لإعطاء نبرة سياسية لهذه الدورة الرابعة والسبعين من المهرجان.

المساهمون