"فيسبوك" يحذف إعلاناً لمرشح جمهوري إلى الكونغرس

21 يونيو 2022
تعرّض غريتنز إلى انتقادات واسعة من الجمهوريين (مايكل توماس/ Getty)
+ الخط -

قام "فيسبوك" يوم أمس الاثنين بإزالة مقطع فيديو لحملة من قبل المرشّح الجمهوري عن ولاية ميسوري في الكونغرس الأميركي إريك غريتنز، يظهر فيه وهو يلوّح ببندقية ويعلن أنّه يصطاد رينو، بحسب ما أفادت وكالة أسوشييتد برس.

ورينو، هي اختصار لعبارة "جمهوريون بالاسم فقط"، والتي تستعمل عادةً لوصف السياسيين الجمهوريين الذين تتّفق آراءهم وتشريعاتهم مع الحزب الديمقراطي.

في الإعلان، يظهر حاكم ميسوري السابق الذي استقال بشكلٍ مخزٍ في العام 2018، وهو محاصر من قبل وحدة عسكرية تقف خارج منزل في شارع تصطف الأشجار على جانبيه، وهو يهمس قائلاً: "يتغذّى الرينو على الفساد ويتميّز بالجبن". وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قد أشاع استخدام مصطلح "رينو" للسخرية من الجمهوريين المعتدلين.

يتواصل الإعلان، مع اقتحام الفريق المسلح الباب الأمامي وإلقائهم ما يبدو أنّه قنابل يدوية في الداخل. يدخل غريتنز إلى غرفة الجلوس الفارغة عبر الدخان ويقول: "انضم إلى طاقم ماغا واحصل على تصريح صيد الرينو. لا يوجد حدّ ولا تاريخ للصلاحية، حتّى ننقذ بلدنا".

وبحسب "أسوشييتد برس"، قال "فيسبوك" إنّ الفيديو أزيل "لانتهاكه سياساتنا التي تحظر العنف والتحريض". من جهتها، قالت منصة تويتر إنّ منشور غريتنز ينتهك القواعد، لكنّها ستتركه لأنّه من "مصلحة الجمهور أن تكون التغريدة قابلة للعرض". لكنّها حالت دون مشاركة المنشور بشكل أوسع.

يأتي الفيديو في وقت تجدّد فيه التركيز على العنف السياسي، بعد عددٍ من جرائم إطلاق النار الجماعي وتهديد المسؤولين الحكوميين. قبل أسبوعين، قُبض على رجل كان يحمل مسدّساً وسكيناً وربطة عنق بالقرب من منزل قاضي المحكمة العليا بريت كافانو، وهو يهدّد بقتل العدالة. في نفس الوقت تقريباً، قتل مسلح قاضي مقاطعة متقاعدا في ولاية ويسكونسن قبل أن يطلق النار على نفسه، وكانت لديه قائمة تضم أسماء حاكمة ولاية ميشيغن غريتشن ويتمير وزعيم الكونغرس الجمهوري ميتش ماكونيل وحاكم ويسكونسن توني إيفرز.

في يوم الأحد الماضي، قال النائب الجمهوري آدم كينزينجر من إلينوي، وهو أحد الجمهوريين العاملين في لجنة مجلس النواب للتحقيق في الهجوم على مبنى الكابيتول العام الماضي، إنّه تلقّى مؤخّراً رسالةً بالبريد يهدّد كاتبها بإعدامه هو وزوجته وطفله البالغ من العمر 5 أشهر.

يعدّ غريتنز من بين المرشحين الجمهوريين في الانتخابات التمهيدية التنافسية للغاية، والتي ستقام في 2 أغسطس/ آب المقبل لملء المقعد الذي أخلاه عضو الكونغرس الجمهوري المتقاعد روي بلانت. جاء ظهور الإعلان الاستفزازي، في الوقت الذي كان يتطلّع فيه غريتنز إلى تحسين وضعه في استطلاعات الرأي، ممّا أدى إلى ضعف في جمع التبرعات لحملته وإلى تحريك الاتهامات السابقة بالعنف المنزلي والتي قدّمتها زوجته السابقة في إفادةٍ خطيّة في مارس/ آذار الماضي في صراعها معه على حضانة الأطفال.

قالت شينا غريتنز إنّ طليقها إريك عنّفها هي وأحد أولادهما جسديّاً، ممّا دفع المحكمة إلى اتّخاذ خطواتٍ للحدّ من إمكانية وصوله إلى الأسلحة النارية.

من جهته، نفى الحاكم السابق بشدّة هذه المزاعم، لكنّها ظلّت تلاحقه طوال حملته الانتخابية الحالية. وذلك بعد أن كان قد استقال من منصبه في العام 2018، بعد فتح تحقيق جنائي حول إقامته علاقة خارج الزواج مع مصفّفة شعر، وابتزازه لها بصورٍ بهدف منعها من الحديث عن علاقتهما.

قالت محامية شينا غريتنز، هيلين واد، لصحيفة كانساس سيتي ستار إنّها ستستخدم "بكلّ تأكيد" فيديو الحملة الجديد في قضية الزوجين أمام المحكمة.

وقالت واد للصحيفة: "هذا تجاوز الحد"، مشيرةً إلى أنّها ستقدّم أوراق المحكمة لضمّ الفيديو إلى ملفات القضية.

بدوّره غرد زعيم الأكثرية الجمهورية في ميسوري كاليب رودين قائلاً: "لقد كنا على اتصال مع دورية طريق ميسوري السريع ونأمل أن يجد الحاكم السابق غريتنز المساعدة التي يحتاجها. يجب على أيّ شخص لديه اتهامات متعدّدة بإساءة معاملة النساء والأطفال الابتعاد عن هذا الخطاب".

كذلك ندّد مرشّحون آخرون إلى الكونغرس بفيديو غريتنز. ووصف السيناتور الجمهوري ديف شاتز في تغريدة على "تويتر" الفيديو بأنّه "غير مسؤول أبداً"، وتابع: "لهذا السبب قمت بالترشّح. حان الوقت لاستعادة العقل ونبذ هذا الهراء".

بينما، غرّد المرشح الديمقراطي لوكاس كونسي قائلاً إنّ "الإرهابيين، ومعنّفي الأطفال، والمجرمين" مثل غريتنز "لا ينبغي حتّى أن يكونوا قادرين على الحصول على سلاح".

تابع كونسي: "ساعدوني في التغلّب على هذا الرجل في نوفمبر، وسأحافظ على عائلاتنا في مأمن من المجرمين مثله".

من جهتها رفضت حملة غريتنز الغضب الذي اندلع حول الإعلان الجديد.

وقال مدير الحملة ديلان جونسون في بيان: "إذا كان هناك أشخاصٌ لم يستوعبوا التشبيه، فهم إمّا كاذبون أو أغبياء".

كانت ميسوري في يومٍ من الأيام ولاية متأرجحة بين الحزبين، أمّا اليوم فقد صار الجمهوريون يحظون بمزيدٍ من التأييد. لكن سباق الكونغرس يحظى رغم ذلك بالاهتمام على المستوى الوطني، لأنّ البعض في مؤسسة الحزب الجمهوري قلقون من أنه إذا فاز غريتنز في انتخابات المرشّح الجمهوري للكونغرس، فإنّه سيكون ضعيفاً أمام خصمه الديمقراطي في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل. وفي ظلّ انقسام الكونغرس بالتساوي، لا يستطيع الحزب الجمهوري أن يخاطر بخسارة مقعدٍ يفترض أن يكون مضموناً.

المساهمون