"ع الحلوة والمرة"... انفعالات تصنع مسلسلاً

09 سبتمبر 2021
المسلسل تعرضه "شاهد" و"أم بي سي" (فيسبوك)
+ الخط -

تُعرَض على منصة "شاهد" وقناة "إم بي سي" النسخة العربية من المسلسل التركي "على السراء والضراء" الذي توقف عرضه بعد 8 حلقات، تحت اسم "ع الحلوة والمرة". تدور أحداث المسلسل في 60 حلقة، والسيناريو والحوار فيه للبنى مشلّح ومي حايك، والإخراج لفكرت قاضي.

اللافت اختيار فريق إنتاج "ع الحلوة والمرة" مجموعة من ممثلي الصفّ الثاني في أدوار البطولة، فتجتمع الممثلة دانا مارديني للمرة الأولى مع نيكولا معوض، وباميلا الكيك، وجو طراد، ونور علي، إلى جانب ممثلين يلعبون أدواراً مساندة، هم كارمن لبس وسلمى المصري ومحمد خير الجراح. مجموعة جيدة من الممثلين للخروج بمسلسل كان يفترض أن يلعب على الرؤية الخاصة بشخصيات المشاركين فيه وأدوارهم. وعلى الرغم من اختيار شركة الإنتاج لمحترفين في تدريب الممثلين، مثل أكثم حمادة، لكن الأداء لم يكن بالمستوى المتوقع، في الحلقات السبع الأولى.

تحاول دانا مارديني العبور إلى عالم الدراما الاستهلاكية، فتبذل جهداً إضافياً في تأدية دور "فرح"، وهي العروس التي تفجع ليلة زفافها، بعد قرار العريس "ريان" (نيكولا معوض) بعدم الحضور، لسبب مجهول، وسفره إلى لندن، ثم عودته بعد خمس سنوات، للزواج بـ"لانا" (باميلا الكيك) التي توكل، صدفة، مهمة تنظيم حفل زفافها إلى "فرح".

الصدفة من جديد تحكم عناصر الدراما العربية، لا بل تحاول زج نفسها كمحور رئيسي في السيناريو وطريقة الأحداث الأقرب إلى الكوميدية. يظن المنتج أن المشاهد غنية، لكنها في الواقع سلسلة من المواقف السطحية، لا تعدو أن تكون قصة حب خيالية، وتحاول عبور عالم الدراما الخفيفة بسرعة، اعتماداً على المردود التجاري. ثمة تجاذب واضح بين المخرج فكرت القاضي ومواقف الممثلين، في "ع الحلوة والمرّة"، وتباعد "وقتي" واضح في المشهد الواحد. يظهر ذلك جلياً على وجوه الممثلين، والتركيز فيها على عنصر المبالغة في ردود فعل أبطال المسلسل، تحديداً في المشاهد التي تجمع دانا مارديني وباميلا الكيك. انفعالات تكاد تكون المسلسل كله، إذ تقوم على المبالغة وعشوائية المصادفات إلى حد الاستسهال الهزلي.

سينما ودراما
التحديثات الحية

هذا التوجه الجديد في عالم الإنتاج يدحض الشك بأن المنتج يبحث دائماً عن الإثارة السطحية، والتوجه بها إلى المشاهدين، وتغليب لغة الصورة على المضمون، وما تصوير الأماكن والمدن التركية المستجد على الإنتاج إلا دليل على ذلك. وهنا، يكمن عنصر النجاح "اليتيم" في جذب المشاهد لحالات وحكايات مشابهة لمسلسل "ع الحلوة والمرة"، تماماً كما حصل في التجربة الاولى المُعربة عن مسلسل تركي، وهي "عروس بيروت"، المأخوذ من "عروس إسطنبول".

يمكن ملاحظة أن الإنتاج العربي، أو السعودي تحديداً، عبر قناة "أم بي سي" وشركائها، وضع الأساس لمثل هذه الإنتاجات، من خلال الأعمال الأولى، ثم كرّت سبحة مجموعة مسلسلات متشابهة في الشكل والمضمون، ستتواصل خلال السنوات المقبلة، من دون أن يعطي لنفسه فرصة الالتفات إلى حلقات الضعف. فالأهم بالنسبة إلى هذه القنوات والمنصات سرعة جذب المشاهدين والمتابعين والمتحدثين عن عمل ما، وتحقيق المكاسب المالية الأكبر، ونسب المشاهدة الأعلى، ليبقى المضمون في ذيل الاهتمامات.

المساهمون