تحاول المغنية اللبنانية، نانسي عجرم، الإسراع في تصوير كامل أغنيات البومها الأخير، لكن المحاولات تأتي أحياناً ضعيفة، ربما بسبب النمط الذي اعتمد في ترجمة الكلمات ونقلها إلى حكايات مصورة،ظنًا أنها تدعم نجاح أو تسويق الأغنية.
لسنوات، استطاعت عجرم العمل مع مجموعة من مخرجي الكليبات، ليس آخرهم ليلى كنعان التي تعاونت معها منذ البدايات في أعمال طبعت مسيرتها، لا بل أسهمت في نجاحها الإضافي بالصورة.
لكن الواضح في الأغنية المصورة، "على شانك" (كلمات شادي نور وألحان بلال سرور، وتوزيع هاني يعقوب وتسجيل استديو هادي شرارة)، أن ليلى كنعان تكرر نفسها في النمط المعتمد. تحاول كنعان إبهار المشاهد بكمية الألوان المستخدمة في التصوير وأثناء عملية المونتاج. يمكن وصف ذلك بأنها جرعة بصرية زائدة، تهدف إلى إشغال الجمهور المتلقي بهذه الكمية من الصور الملونة الجذابة التي يمكن أن تبهر المشاهد بطريقة سريعة، سرعان ما تغيب عن الذهن، ولا تغطّي على ضعف كلمات الأغنية.
يبدأ الكليب في حجرة مركبة ملوّنة ومعدّة خصيصاً لعجرم. تنتفض الأخيرة فجأة من على مقعدها، وتنتقل إلى مساحة استعراضية راقصة، وترافقها فرقة مشتركة من الشبان والفتيات، يرتدون أزياء بألوان فاقعة، ويسعى الجميع وراء إتمام أحجية هندية. صور مزركشة تبدأ من "الجنيريك" المصبوغ بالأجواء نفسها، إلى جانب الكلمات المدونة بطريقة الكتابة الهندية، إلى أن نصل إلى أسواق نيودلهي من خلال تقنية الفوتوشوب المستخدمة، وإسقاطها في كادر بدت معه عجرم جميلة، وتضج بالحياة والحماس، وهو ما أظهره خبير التجميل فادي قطايا في تغيير ألوان ماكياج عجرم التقليدية.
استغنى فادي قطايا عن الألوان الترابية الكلاسيكية التي تميزت بها عجرم لسنوات، وخرج بريشة فيها ألأصفر والألوان المتفرعة، منه بطريقة تتناسب والمشهد أو السيناريو العام لكنعان. وأكثر من ذلك، اعتمدت نانسي عجرم هذه المرة على تصاميم بسيطة، بعيدة كل البعد عن التصاميم الصارخة في الحفلات والمهرجانات. أزياء ساعدت على التكيف مع أجواء الهند المبعثرة في كل صوب، وهي مشاهد استهلكت في أكثر من كليب عربي في العقدين الأخيرين.
رقصت نانسي عجرم حتى الثمالة، وبدا واضحاً أنها لم تستطع الخروج من تدريبات الكليب أو فقرات الرقص، وظهر ذلك بعد أيام من انتهاء تصوير الكليب وإعادة الرقصات في كواليس حفلة أحيتها في الدوحة، وكأنها مأخوذة بهذه الفقرة قبيل الموعد الرسمي لإطلاق الكليب.
ربما أجادت ليلى كنعان نقل الصورة إلى الهند هذه المرة، ولو أنها اعتمدت على الخدع البصرية كسبيل إقناع. لكن الواضح أن كنعان تكرر نفسها في معظم السيناريوهات الخاصة بنانسي عجرم، التي تجعلها أسيرة خط واحد في التصوير والتنفيذ، وإن اختلفت هوية الكليب، بحسب ما يتناسب مع كلمات وألحان الأغنية. تحاول نانسي عجرم، أحياناً، التفرد، ساعيةً إلى الاشتغال على شكل جديد، لكنها تقع في فخ التكرار.