"تيك توك"... محرّك بحث الجيل زِد

يستخدم الأشخاص بين 10 و25 عاماً (الجيل زِد) منصة تيك توك كأداة بحث، للعثور على معلومات تتلاءم مع ذوقهم، في مؤشر على تحوّل كبير في البحث على شبكة الإنترنت. إذ ما زال محرك البحث من "غوغل" يهيمن على القطاع، لكنّ المستخدمين باتوا يلجأون مثلاً إلى "أمازون" للبحث عن المنتجات، وإلى "إنستغرام" للبقاء على اطلاع على أحدث الصيحات، وإلى "سناب شات" للعثور على الشركات المحلية.

"غوغل" تنبهت إلى جنوح "تيك توك" نحو مجالها. رفضت الشركة سابقاً الإقرار بتخلي المراهقين عن محرك البحث خاصتها لصالح "تيك توك" لكنّ واحداً على الأقل من المسؤولين التنفيذيين فيها تحدث علناً عن حضور المنصة المنافسة في هذا المجال. في يوليو/تموز الماضي، قال نائب رئيس "غوغل" الأول براباكار راغافان: "وجدنا في دراساتنا أنّ نحو 40 في المائة من الشباب لا يقصدون خرائط غوغل أو محرك بحثها عند محاولة العثور على مكان لتناول الطعام مثلاً. إنّهم يتوجهون إلى تيك توك أو إنستغرام".

دمجت "غوغل" الصور ومقاطع الفيديو في محرك البحث الخاص بها في السنوات الأخيرة. منذ عام 2019، بدأت تظهر مقاطع الفيديو من "تيك توك" في نتائج البحث. عام 2020، طرحت "غوغل" خدمة يوتيوب شورتس التي تسمح بمشاركة مقاطع فيديو عمودية تقل مدتها عن دقيقة واحدة، وبدأت في تضمين محتواها في نتائج البحث.

سوشيال ميديا

التحديثات الحية

طريقة جديدة لجني الأرباح من "يوتيوب"

الأسبوع الماضي، التقت صحيفة نيويورك تايمز عدداً من الشباب الذين تحدثوا عن تفضيلهم "تيك توك" كأداة بحث عن مطاعم أو وجهات معينة أو وصفات أو نصائح أو غيرها، وقالوا إنها "أقل تحيزاً" من "غوغل".

لكن البروفيسورة في مجال المعلومات وعلوم المكتبات في جامعة نورث كارولينا، فرانشيسكا تريبودي، حذرت من أن الاعتماد المتزايد على "تيك توك" يعني تعرض المستخدمين أكثر للمعلومات الزائفة والمضللة التي تضخم على نحو كبير، علماً أن المنصة واجهت صعوبات في السيطرة على المحتوى المضلل بشأن الانتخابات الأميركية والحرب في أوكرانيا ومسألة الإجهاض. وأضافت تريبودي أن خوارزمية "تيك توك" تميل إلى إبقاء الأشخاص على التطبيق، مما يصعب عليهم اللجوء إلى مصادر إضافية للتحقق من صحة عمليات البحث.

في السياق، تكثف "تيك توك" جهودها في هذا المجال، إذ تختبر ميزة تحدد الكلمات الأساسية في التعليقات وروابط لنتائج البحث الخاصة بها. في جنوب شرقي آسيا، تختبر الشركة أيضاً تقديم موجز يضم محتوى محلياً، حتى يتمكن الأشخاص من العثور على أنشطة تجارية وفعاليات بالقرب منهم. ومن المرجح أن تساهم هذه الميزات في ترسيخ مكانة "تيك توك"، علماً أنّها المنصة الأكثر تحميلاً في العالم لدى مَن تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً.