راهن الفنان السوري، حسام تحسين بيك، على نص مسلسله الأول "الكندوش"، وعانى عدة سنوات حتى عثر على فرصة جيدة لإنتاجه، ساعده في ذلك الفنان أيمن رضا وعبر شركة إنتاج جديدة تحمل اسم "MB" لرجل أعمال يدعى ماهر البرغلي.
وكعادة شركات الإنتاج الجديدة في سورية التي تفتتح بين يوم وآخر، أغدق البرغلي ميزانية عالية على العمل الذي تمكن من إقناع عدد من الفنانين الغائبين عن الدراما السورية بالعودة للعمل معاً ضمن توليفة تضم كلّا من أيمن زيدان وسامية الجزائري وشقيقتها صباح، وشكران مرتجى وسلاف فواخرجي وكندة حنا وفايز قزق.
في حين رجح متابعون أن يكون رضا المنتج المنفذ للشركة اعتمدَ على علاقاته الشخصية مع الفنانين لإقناعهم بالنص، والذي تولى المخرج سمير حسين تنفيذه على مدار جزأين بتكلفة قيل إنّها وصلت إلى ملياري ليرة سورية. ومع بداية التسويق، أطلقت الشركة المنتجة حملة إعلامية ضخمة شملت لوحات طرقية في شوارع العاصمة دمشق، لتجد الحملة استهجان صحافيين سوريين استغربوا من شكل الوعاء الذي ملأ اللوحات حيث بدا مشابهاً لحاوية النفايات.
ولكنّ رغم ذلك تمكنت الشركة من تسويق المسلسل في عدة قنوات فضائية منها غابت عنها الأعمال السورية لسنوات، وهذا ما دفعَ متابعي مواقع التواصل الاجتماعي إلى التفاؤل نسبياً بتقديم عمل شامي مختلف، خاصةً أنّ تحسين بيك دافع عن عمله واصفاً إياه بـ"الأصدق". وهذا ما لم يتحقق حين بدأ عرض المسلسل، إذ خابت آمال المشاهدين من حالة التشويق الغائبة بشكل كلّي عن العمل، وتحول الحلقات إلى سرد مكرر لحوارات لا تحمل خصوصية أو تمايزا من ناحية الصفات الجسدية أو النفسية.
رافقَ ذلك توفر مشاهد طويلة للغاية وغياب الإيقاع المرافق للأحداث الدرامية، إذ بدأت الحلقة الأولى بسارق يمر على سطح منزل "عزمي بيك" وتتالت الحلقات العشر الأولى في البحث عن السارق دونَ أي تطور مشجّع قد يعمل على زيادة التشويق. كما تحول الفنانون المشاركون في المسلسل إلى البحث عن أداء فردي للإقناع في ظل الهفوات المتواجدة في النص، فجاءت ثنائية أيمن رضا وحسام تحسين بيك مكررة تتقاطع بشكل واضح مع شخصيات المسرح السوري الشهيرة "كراكوز" و"عواظ".
ورغم الانتظار الكبير لعودة الفنانة القديرة سامية الجزائري بدور كوميدي، إلا أنّ الثنائية مع ابنتها في المسلسل شكران مرتجى لم تحمل جديداً يقارن بما سبق وقدمتاه معاً في عدة أعمال تلفزيونية أثيرة لدى المشاهدين. الفنان أيمن زيدان بدوره لم يحظَ بدور مختلف يصدّره في طليعة نجوم البيئة الشامية بحضور عدد كبير من زملائه في إنتاجات هذا الموسم، وهكذا حال صباح الجزائري والتي لم تتخطَ بعد الصورة الشهيرة لشخصية "سعاد خانوم" في مسلسل "باب الحارة" على مدى تسعة أجزاء.
يحسب للمسلسل بالمقابل الابتعاد عن الحشو في طرح الشعارات، والاكتفاء بنماذج بسيطة من الحارة الشعبية عبر مجموعة من المهن التقليدية والحرف الغائبة عن مسلسلات البيئة الشامية. ليكون "الكندوش" عملاً أثار الكثير من الجدل قبل عرضه، ولم يفلح في كسر الصورة النمطية لمسلسلات البيئة الشامية في حالتها الاستهلاكية المنفّرة لشريحة واسعة من الجمهور.