"القطان" تؤكّد تهديدها لمنع أمسية للموسيقي الفلسطيني جوان صفدي

04 اغسطس 2022
سيقدّم صفدي الأمسية من بيته عبر منصات التواصل الاجتماعي (فيسبوك)
+ الخط -

أعلنت مؤسسة عبد المحسن القطان اليوم الخميس، أنّها تعرّضت لتهديد مجهول المصدر في محاولة لمنعها من تنفيذ أمسية موسيقية في مركزها الثقافي في رام الله للفنان الفلسطيني جوان صفدي بحجج غير واضحة.

وقالت القطان في بيان صحافي إنّ "هذا التهديد يأتي لا سيّما في ظلّ ما تشهده الحياة الثقافية الفلسطينية في الفترة الأخيرة من حوادث الاعتداء ومحاولات المنع المؤسفة، التي تخلّلها عنف جسدي ولفظي وتهديد صريح طاول عاملين وناشطين ثقافيين وفنانين ومؤسسات متعدّدة، وصل إلى حدّ الإلغاء في عدد منها".

وأضافت القطان: "لم يقتصر الأمر على تهديد العاملين في الحقل الثقافي والاعتداء عليهم، وعلى حقهم في الإنتاج والتعبير، بل وصل إلى تهديد وجودهم وحقهم في الحياة الآمنة، بقصد إرهاب المؤسسات والفاعلين الثقافيين، من خلال ممارسة العنف عليهم، لخلق حالة من الخوف تدفعهم إلى ممارسة الرقابة الذاتية على خيالهم وإبداعهم وبرامجهم، نزولاً عند رغبة عناصر ظلامية تعمل على إثارة الخوف والتوتر وتشتيت الطاقات، ما يفضي إلى ضرب شروط الحيوية والإبداعية الفلسطينية".

في هذه الأثناء، قرّرت مؤسسة القطان تحويل الأمسية الفنية التي كان مخطّطا لها مساء اليوم الخميس، إلى فعل ثقافي وفني واحتجاجي "تجاه من يحاول جرّنا إلى مساحات الخوف والفلتان، حيث يقدّم الفنان جوان صفدي العرض الموسيقي من بيته وإلى جانب زوجته وأفراد عائلته، وسوف يتمّ بث هذه الأمسية على وسائل التواصل الاجتماعي".

وأعلنت القطان إغلاق أبواب مركزها الثقافي في رام الله اليوم الخميس، الساعة الرابعة مساءً، احتجاجاً على تلك التهديدات والأفعال المسيئة للفلسطينيين، ولفلسطين ولصورتها أمام العالم، وعلى عدم توفير الجهات الرسمية الحماية اللازمة للمؤسسات الثقافية وللفنانين، وصمتها عن كشف أولئك الذي يقفون وراء التهديد والوعيد، وإرباك الحياة الثقافية والمجتمعية وملاحقتهم.

وقالت المؤسسة: "لقد بات جلياً أن هذه الجهات العابثة والغامضة، باتت تستسيغ الدور الذي تلعبه، وهي ترى قدرتها على التهديد وإلغاء الفعاليات الثقافية والفنية، الواحدة تلو الأخرى، تتنامى وتكبر، دون رد فعل ملموس من قبل الجهات الرسمية المنوط بها حماية المواطنين والمؤسسات، ووضع حد لهذه التهديدات، بل نجدها تتنصل من مسؤولياتها معلنةً عدم قدرتها على تقديم الحماية للمؤسسة الثقافية، أو الجهة المنظمة للفعالية المهددة بالاعتداء عليها".

وشدّدت القطان على وجود عواقب وخيمة يمكن أن تجرّها مثل هذه التهديدات والأفعال القمعية على الحياة الثقافية بشكل خاص، وعلى المجتمع الفلسطيني بشكل عام، وعلى مكانة فلسطين الثقافية في الخارج.

ورأت مؤسسة القطان أنّ الرضوخ لمثل هذه التهديدات تحت ذريعة الخوف، أو أيّة تبريرات أخرى، "يساهم في تقويض المنجز الكبير الذي راكمته الحركة الثقافية الفلسطينية على مدى سنوات طويلة، ويمثل ضربة قاصمة لحرية التعبير والرأي، وإفراغاً للفعل الثقافي من عناصر ثرائه وقوته، وكسراً للجسور الثقافية العديدة التي تم بناؤها عبر السنين ما بين أبناء الشعب الفلسطيني في جغرافياته المترامية والمشتتة من جهة، ومع العالم من جهة أخرى".

وأهابت مؤسسة القطان بالكلّ الفلسطيني أن يقاوم كل تلك التهديدات، ويعرّي نوايا ومقاصد الواقفين خلفها والمستفيدين منها، ومن إشغال المجتمع الفلسطيني بقضايا طارئة تبدل أولوياته واهتماماته، وتقوّض وحدته، وتشتّت طاقته، وتفضّ من حوله العديد من المتضامنين معه.

المساهمون