"البريئة": الجريمة والعقاب من جديد

21 أكتوبر 2021
كارمن بصيبص في "البريئة" (ايغل فيلم)
+ الخط -

يعرض منذ أسابيع مسلسل "البريئة"، من كتابة نورا الشيخ وندى عزت، ضمن ورشة سرد بإشراف الكاتبة مريم نعوم، وإخراج رامي حنا. العمل من بطولة كارمن بصيبص، وتقلا شمعون، وبديع أبو شقرا، ويورغو شلهوب، وإيلي متري، وساشا دحدوح، وبمشاركة جورج شلهوب.
مجدداً، تطرح دراما المنصات حكاية "جريمة"، بعد مجموعة مشابهة من الإنتاجات التي تطرقت إلى قضايا وجرائم مماثلة.
لا جديد في طرح أو سيناريو مريم نعوم، وما من محاولة للشركة المنتجة، "إيغل فيلم"، لتقديم مسلسل آخر للمنصات.. نحن أمام جريمة قتل واتهامات وشكوك، بسبب مافيا الاتجار بالآثار.
قبل عامين، عُرض مسلسل "العميد"، كتابة وإخراج باسم السلكا، وبطولة تيم حسن وكاريس بشار. أمضينا في العمل 12 حلقة لمعرفة من تسبب بمقتل رجل، يُكتشف أنه يدير عصابة للاتجار بالأطفال.
وعلى خط وقصة موازية لـ"العميد"، عرض قبل أشهر مسلسل "لا حكم عليه"، رؤية الكاتب السوري بلال شحادات، وبطولة قصي خولي وفاليري أبو شقرا، وإخراج فيليب أسمر. يطرح العمل قصة الاتجار بالأعضاء من قبل ابن طبيب شهير، يتسبب بقتل والده لعدم كشف أمره.
يقترب مسلسل "البريئة" من هذه الروايات المتشابهة إلى حد كبير، حتى الممثل بديع أبو شقرا يحضر في "البريئة" بدور مكرر، "المحقق" نفسه، بثوب نمطي مشابه تمامًا لصراعه في مسلسل "العميد"، كونه الضابط الموكل بقضية مقتل تاجر الأعضاء.
تدور أحداث مسلسل "البريئة" حول سيدة تدعى ليلى يونس (كارمن بصيبص) دخلت السجن ظلماً، في ظروف غامضة وغريبة. وبعد ثماني سنوات، تحصل ليلى على حريتها وتخرج من السجن، لتبدأ مغامرة البحث عن الحقيقة في جريمة قتل لم تقترفها، بعزيمة قوية وإصرار على إثبات براءتها من ذلك الجرم الذي أدينت به، واستعادة ابنتها الصغيرة التي باتت تعتبرها شخصاً غريباً في حياتها.
تشبه بطولة ليلى يونس في "البريئة" قصة نسيم (قصي خولي) إلى حد كبير في "لا حكم عليه"؛ فالعاملة في متحف الآثار تخرج بعد ثماني سنوات، لتثبت براءتها، واستعادة عائلتها، ولتجد أن زوجها تزوج من أقرب صديقاتها نادين (ساشا دحدوح) وأصبح رهينة في يد العصابة نفسها، التي تسببت باتهامها بجريمة القتل. الأمر نفسه حصل مع خولي عندما وافق على إعادة فتح محاكمته، وخروجه من السجن، ليجد أن خطيبته (كارول الحاج) تزوجت بغريمه ابن الطبيب الشهير.
مفارقات كثيرة، واضحة، لم تنقذها محاولات المخرج السوري رامي حنّا في "البريئة"؛ فجاءت ضعيفة هذه المرة، لما حمله المسلسل من تكرار، وملابسات تقليدية، للجريمة والتفاصيل المحيطة بها، وبالتالي قلة توظيف خبرة حنا أو تطوير برمجته لهذا النوع من الأعمال الدرامية، واستغلال المحقق جاد (بديع أبو شقرا) في مشهد مكررعن دوره السابق.

سينما ودراما
التحديثات الحية

يجوز القول إن "البريئة" دراما لبنانية وفق المكان الذي تتحرك فيه الأحداث؛ وكأن الكاتبة مريم نعوم شددت على هوية العمل من خلال السيناريو، لكنها سقطت، كما غيرها، في فخ أفلام الحماس "الهوليوودية"، أو روايات الجرائم المملة، والتي تُبنى بداية على الغموض، ثم تتكشف حقيقتها في سياق درامي ضعيف، ليبقى السؤال: هل الاتجاه في هذا النوع من المسلسلات هو تقليد إجباري لصالح شركات الإنتاج نفسها؟

المساهمون