"الإسماعيلية" تُكرِّم كمال رمزي: مؤرِّخ اللحظة

05 مايو 2021
كمال رمزي: تاريخٌ عام في ناقدٍ سينمائيّ (عن فيسبوك)
+ الخط -

لكمال رمزي حضورٌ في فصلٍ تاريخيّ أساسيّ من الكتابة النقدية السينمائية المصرية. فصلٌ يرتبط بمرحلةٍ ثرية بمعطيات وتأسيسات واشتغالات، تحصل في السينما المصرية والعربية في آنٍ واحد، فيكون رمزي ـ المُكرَّم في الدورة الـ22 (19 ـ 25 مايو/أيار 2021) لـ"مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة" ـ شاهداً ومؤرّخاً، والتأريخ معه مُتحرّر من أدوات العلم والتنقيب، لانهماكه في كتابة اللحظة، وكاتب اللحظة مؤرّخ أحياناً، كقول ألبير كامو عن أنّ الصحافيّ "مؤرّخ اللحظة".

تأريخ اللحظة غير منتقصٍ من الفعل النقديّ في كتابات كمال رمزي. مقالاته تمزج بين تحليل وسردٍ، وبهذا تُصبح قراءتها بعد سنين على كتابتها أشبه برحلةٍ إلى الوراء، لمعرفةٍ واطّلاعٍ على خفايا لحظة، ونتاجاتها. حواراته مُشبعةٌ بالمزيج نفسه، فمن يُحاورهم يمتلكون رصيداً في الذاكرة، ونتاجاً في المشهد، وحيويةً في التاريخ والحاضر. أسئلته، في تلك الحوارات، ترتكز على حكاياتٍ وانفعالاتٍ، لكنّها تنحو مع المُحاوَر إلى شيءٍ من تفكيك ونقاش وتذكّر.

ينتمي رمزي إلى جيلٍ مؤسِّس لمرحلةٍ أخرى من سيرة النقد السينمائي في مصر. بدايته لاحقةٌ على "نكسة 67" (5 ـ 10 يونيو/حزيران 1967)، وهذا غير عابر، فالنكسة تطرح أسئلة جمّة في مناحي الحياة والتفكير والعلاقات والمواقع، في السياسة والاقتصاد والثقافة والفنون. للسينما، في هذا كلّه، مكانة أساسيّة، تُتيح لكمال رمزي فرصة المواكبة الشاهِدة، التي تدفعه إلى معاينة حسّية لأحوال تلك المرحلة، وللاّحق بها أيضاً، والمعاينة معه تقرأ وتُحلِّل وتروي، وهذا كافٍ ومطلوبٍ. ارتباط السينما بالثقافة والتحوّلات، التي تشهدها مصر بعد النكسة، أساسيّ في شؤون مصرية وعربية، يصعب الفكاك منها بسهولة.

 

 

هذا تحريضٌ لكمال رمزي على مزيدٍ من المواكبة الشاهِدة، ومن التحليل والنقاش. اشتغاله في صحفٍ ومجلات مصرية وعربية، في أعوامٍ مختلفة، تأكيدٌ على انفتاحٍ يبغيه الناقد المصري، لتواصل مع نتاجاتٍ تنعكس ـ في بعضها على الأقلّ ـ وقائع وتبدّلات وأحداثٍ وحالاتٍ وانفعالات، يكترث رمزي بها ويتابعها.

هذا واضحٌ في كتبٍ، يُصدرها منذ منتصف ثمانينيات القرن الـ20. عناوين تشي بتنويع القراءة والمتابعة والاهتمام، ومضامين تلتزم طريقةً في الكتابة النقدية، ترتكز على ثلاثية السرد والذاكرة والتحليل. رغم هذا، يطغى المصريّ على غالبية إنتاجاته وكتاباته، ما يُحمّله مسؤولية تاريخية، يُتقن إيفاءها شروطها، بجعله إنتاجاته وكتاباته شهاداتٍ عمليّة على مسار السينما المصرية وتحوّلاتها ومآزقها، وجوانب مختلفة في صناعتها.

في تحديد سبب اختيار كمال رمزي لتكريمه في الدورة المقبلة لـ"مهرجان الإسماعيلية"، يُشدِّد عصام زكريا (الناقد ورئيس المهرجان) على "حبّ" المُكرَّم للسينما، مُشيراً إلى أنّ الحبّ واضحٌ في تسطيره مقالات وكتباً، بعضها مرجعٌ في شؤون صناعة السينما ونجومها وخبريّاتها.

المساهمون