"إنستغرام"... هل ولّى زمن الصور؟

05 أكتوبر 2022
يهجر الفنانون "إنستغرام" إلى منصات أخرى (Getty)
+ الخط -

تأسست "إنستغرام" عام 2010، لتكون المنصة التي يشارك عليها المستخدمون لقطات من حياتهم، ثم أصبحت واحدة من أهم المستودعات المرئية الرائدة على شبكة الإنترنت. لكن المنصة التي تملكها شركة ميتا أخذت بالتوجه أكثر فأكثر نحو الفيديوهات في السنوات الأخيرة، فأطلقت ميزة "ريلز"، وهي مقاطع فيديو مسلية وجذّابة، سعياً لمنافسة "تيك توك"، كما طرحت ميزات أخرى تشجع المستخدمين على إنشاء مقاطع الفيديو مع بعضهم البعض. ويبدو أن خوارزميات المنصة نفسها باتت تفضل الفيديوهات على الصور. ولا يقف الأمر عند هذا الحد، إذ أكد رئيس "إنستغرام" آدم موسيري، العام الماضي، أنها "لم تعد تطبيقاً لمشاركة الصور".
هذه التحولات أثارت قلقاً واسعاً بين المستخدمين الذين اعتمدوا على "إنستغرام" في مشاركة الصور والرسوم التوضيحية والهزلية وغيرها. في يوليو/تموز الماضي، أطلقت "إنستغرام" تحديثات عدة مستنسخة من تلك الموجودة في "تيك توك"، فاستنفر كثير من المشاهير، وبينهم كايلي جينر، وطالبوا بإعادة المنصة إلى سابق عهدها. كانت ردود الفعل حادة إلى درجة دفعت "إنستغرام" إلى التراجع عن الميزات مؤقتاً. 
بالنسبة للفنانين الذين يكسبون رزقهم من خلال "إنستغرام"، يمثل انتقال تركيز النظام الأساسي للمنصة إلى الفيديو تهديداً وجودياً. كثيرٌ من هؤلاء هم مصورون أو رسامون أو كاتبو قصص مصورة، ولا يمكن ترجمة أعمالهم إلى الفيديو بسهولة. ومع الوقت، اكتشفوا أن منشوراتهم لا تصل إلى مستخدمي "إنستغرام"، وأن نموهم راكد وتقلصت إمكانية وصولهم إلى المتابعين.
ويغامر بعض الفنانين الشباب الذين أطلقوا أعمالهم بداية على "إنستغرام" باستخدام تطبيقات مشاركة الصور القائمة على العضوية، مثل VSCO وGlass. ويستكشف آخرون المنصات ذات التوجه المهني مثل "بيهانس" و"لينكد إن"، أو منصات التواصل الاجتماعي الأخرى كـ"تويتر" و"تيك توك".
وفي هذا السياق، أكدت "ميتا"، في بيان وجهته لصحيفة نيويورك تايمز الأسبوع الماضي، أنها تهتم "بشدة بجميع مبتكري المحتوى، بمن فيهم الفنانون". ودعت الشركة التي تحاول جذب مبتكري المحتوى بعيداً عن منافستيها الأبرز، "يوتيوب" و"تيك توك"، بعض الفنانين للانضمام إلى برامجها التي تدفع للمؤثرين (influencers) مقابل استخدام منتجاتها.
جاء تعليق "ميتا" بعدما عبّر فنانون، لـ"نيويورك تايمز"، عن استيائهم من توجه "إنستغرام" نحو الفيديوهات. إذ قالت رسامة القصص المصورة، ديب جاي جاي لي، إن علاقتها بالمنصة بدأت تفتر، ليس لأنها وغيرها من الفنانين لم يعودوا بحاجة إلى وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لفنونهم، ولكن لأن المنصة قد تغيرت كثيراً، لدرجة أنها تبدو كأنها توقفت عن الترحيب بالفنانين.
ووصفت الرسامة مادي مولر محاولة جذب انتباه مستخدمي "إنستغرام" بـ"المهمة الشاقة" في مواجهة الخوارزميات. وقالت إنها شعرت في كثير من الأحيان أن عدد الوسوم على المنشور، أو الوقت الذي يُحمل فيه المنشور، يهم أكثر من محتوى المنشور نفسه. أفادت مولر بأنها أصبحت تركز أكثر على "تويتر" منذ العام الماضي، حيث اكتشفت مجتمعاً مزدهراً من الفنانين. ولديها الآن 5 آلاف متابع على "تويتر"، مقارنة بألف على "إنستغرام". وقالت: "لقد فقدت الأمل من إنستغرام".

سوشيال ميديا
التحديثات الحية

تطرح علامات استفهام عدة حول مستقبل "ميتا" التي فقدت مئات المليارات من قيمتها في وقت سابق من هذا العام، وتخوض معركة ضارية ضد منصة مشاركة الفيديو تيك توك التي تحظى بشعبية واسعة، وتحديداً بين المستخدمين الأصغر سناً. إذ خسرت الشركة ــ للمرة الأولى ــ نحو مليون مستخدم يومي نشط في الربع الأخير من 2021 مع بلوغ عدد مشتركيها 1.929 ملياراً في نهاية العام الماضي. وجاء في تقرير لوكالة وي آر سوشال أن عدد مستخدمي "تيك توك" زاد 650 ألفاً في اليوم خلال الربع الأخير من 2021، أي ثمانية مستخدمين في الثانية، فيما عدد المستخدمين النشطين زاد بنسبة 45 في المائة. ووفقاً لاستطلاع رأي نصف سنوي أجرته مؤسسة بايبر ساندلر، فإن "تيك توك" و"سناب شات" هما الأكثر شعبية بين المراهقين اليوم، بينما حلّت "إنستغرام" في المرتبة الثالثة.
وأكثر ما يثير قلق شركة ميتا هو حقيقة أن مكانة "تيك توك" بالنسبة للمراهقين قد تحسنت بمرور الوقت، في حين انخفضت جاذبية "إنستغرام". وفقاً لمسح شمل 7100 مراهق أميركي في 44 ولاية، من 16 فبراير/شباط إلى 22 مارس/آذار، فإن 33 في المائة يفضلون "تيك توك"، في ارتفاع من 29 في المائة في خريف عام 2020.

المساهمون