"آبل" في ورطة بسبب "المنبوذ" ويل سميث

21 سبتمبر 2022
تضرّرت صورة سميث بشدّة بعد سلوكه في حفل الأوسكار العام الماضي (نيلسون بارنارد/ Getty)
+ الخط -

تواجه شركة آبل موقفاً صعباً بشأن إطلاق أو إلغاء فيلم "إمانسيبايشن" (عَتق)، من بطولة النجم ويل سميث، وذلك بعد الجدل الذي أثير حول الممثل الشهير إثر صفعه مقدم حفل الأوسكار، كريس روك، في مارس/آذار الماضي، بحسب ما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز".

انتهى تصوير الفيلم، الذي تدور أحداثه في زمن الحرب الأهلية الأميركية، في وقتٍ مبكرٍ من هذا العام. صوّرت "آبل" الفيلم كمنافس أكيدٍ على جوائز الأوسكار في فبراير/شباط المقبل، لكنّ ذلك كان قبل صفع سميث للكوميدي كريس روك، الذي سخر من زوجته جادا بينكيت.

في تلك الليلة فاز النجم الشهير بجائزة أفضل ممثل رئيسي لأوّل مرة في مسيرته عن فيلم "كينغ ريتشارد"، لكنّه تخلى بعدها عن عضويته في أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، ومُنع من حضور أيّ فعاليات متعلّقة بها لعقدٍ من الزمن.

فرض وضع سميث الجديد، كممثلٍ غير مرغوبٍ به في أكبر حفل لجوائز السينما، على "آبل" التفكير بجدوى إصدار الفيلم، الذي بلغت كلفته 120 مليون دولار. يخشى مديرو الشركة أن يؤدّي وجود سميث إلى إقصاء الفيلم عن حصد الجوائز، بغضّ النظر عن جودته الفنيّة.

تولى أنطوان فوكوا إخراج الفيلم، الذي كتبه ويليام كولاج، ويستند إلى قصة حقيقية عن عبدٍ هرب خلال الحرب الأهلية الأميركية من الجنوب، وقرّر الانضمام إلى جيش الاتحاد وقتال مستعبديه السابقين. صُوِّر الفيلم بالقرب من نيو أورلينز، وأُنجز في فبراير الماضي.

بحسب "نيويورك تايمز"، كانت "آبل" تخطّط لإطلاق "إمانسيبايشن" في نهاية العام الحالي، فيما ذكرت مجلة فارييتي في مايو/أيّار الماضي أنّ عرض الفيلم سيتأخّر حتّى عام 2023. بكل الأحوال، رفضت الشركة الإجابة عن أسئلة "نيويورك تايمز" بشأن موعد الإطلاق.

سينما ودراما
التحديثات الحية

كانت شركة آبل قد عرضت الفيلم للفحص أمام أعدادٍ محدودةٍ من المشاهدين، في شيكاغو، في وقتٍ سابق من هذا العام. بحسب 3 أشخاص كانوا على ارتباط بالحدث، واشترطوا عدم ذكر أسمائهم، فإنّ الفيلم حققّ ردود فعلٍ إيجابية كبيرة، وأثار أداء سميث الإعجاب. وأشاروا إلى أنّ معظم المشاهدين عبّروا عن عدم تأثير الصفعة بتقييمهم للفيلم.

كذلك، كان الرئيس التنفيذي الجديد لأكاديمية السينما، بيل كرامر، قد أكّد في مكالمة مع الصحافيين أخيراً أنّه لن يجري التطرق إلى الصفعة في حفل العام المقبل، ولا حتّى من طريق السخرية. وقال: "نريد المضي قدماً. هذا هو تركيزنا الآن".

لكن ذلك لم يبدّد مخاوف الشركة، فهي من جهة تخشى أن يطرد ظهور سميث المتابعين، ومن جهة قد يحقّق الفيلم نجاحاً جماهيرياً كبيراً، ما قد يغضب أعضاء الأكاديمية أكثر. يضع ذلك الكثير من الضغوطات حول خطّة تسويق الفيلم، ويجعلها غير واضحة المعالم.

قال عميد كلية دودج للفنون السينمائية، والمحرر السابق في مجلة هوليوود ريبورتر، ستيفن غالاواي: "إذا قاموا بتعليق الفيلم، فقد تتشوّه سمعة آبل، وإذا عرضوه فقد تتشوّه سمعتها أيضاً. لا أحد يخاطر في هوليوود إلّا إذا كان واثقاً من الربح".

يوافق كثيرون مع غالاواي، ويرون أنّ وضع الفيلم في المنافسة لجوائز أوسكار، سيغضب القائمين على الأكاديمية، والذين شعروا بالحرج من سلوك سميث.

بحسب الرئيس التنفيذي السابق لشركة "فوكس سيرشلايت"، ستيفن غيلولا، فإنّ إصدار الفيلم من الآن وحتّى نهاية العام، سيكون مضرّاً، خاصةً أنّ صفعة سميث لروك ستكون محور النقاش، بدلاً من محتوى الفيلم.

قال غيلولا لـ"نيويورك تايمز": "بغضّ النظر عن جودة الفيلم، فإن كلّ الصحافة وجميع المراجعين والكتّاب الذين قد يشاهدونه، سيتحدّثون عن الصفعة. هناك مخاطرة كبيرة في ألّا يكون الحكم على الفيلم على أساس مزاياه البحتة".

المساهمون