"ألحان وشباب": نهاية موسم من الأزمات

13 مايو 2018
يعاني البرنامج من غياب استراتيجية فعّالة للتسويق (فيسبوك)
+ الخط -
فاز المشترك الجزائري وابن مدينة تيزي وزو، عاشور، بلقب الموسم الثامن من برنامج المسابقات الغنائي الجزائري "ألحان وشباب"، مختتماً بذلك موسماً تخللته سلسلة من المصاعب والمشاكل أثارت الجدل.

وفاز الفنان الشاب باللقب بعد انتصاره على ثلاثة مشتركين استمروا معه حتى لحظة إعلان الفائز النهائي، ووجّه كلمة شكر إلى الجمهور والمشاهدين باللغة الأمازيغية.



وإلى جانب مرور الطلاب للتباري، تضمنت الحلقة مشاركات لفنانين معروفين، بينهم خريج مسابقة "ذا فويس"، حسين بالحاج، الذي أدى عرضاً طريفاً رفقة المغنية ومذيعة البرنامج، سهيلة بن لشهب، إضافة إلى نجم الراي، كادر الجابوني.

 

موسم من الصعوبات

انتهى هذا الموسم بعد صعوبة وجدل كبير تكرر في أكثر من مناسبة، إذ أُلغيت النسخة الثامنة عام 2007، وأعلنت حينذاك صفحة البرنامج: "إلى كل الأصوات الشابة الواعدة التي تحلم بخوض تجربة "ألحان وشباب" في طبعتها الثامنة.. نودّ أن نعلمكم -نحن طاقم عمل هذا البرنامج- أنه لا توجد طبعة هذه السنة، وذلك لظروف معينة، أي ستتأجل الطبعة إلى وقت آخر، وشكراً".

كما أثار البرنامج الجدل بعدما ظهرت الفنانة الجزائرية، سهيلة بن لشهب، مقدمةً له. واعتبر معلّقون أنها إضافة جيدة إلى البرنامج، بينما اعتبر آخرون أنها لم تكن في مستوى المهمة، وأنها كانت جزءاً من سلبيات البرنامج، إضافة إلى المشاكل التقنية المتكررة.

واضطرت إدارة البرنامج إلى تأخير بث البرايم السادس 24 ساعة بعد موعده الأصلي، وجاء ذلك رضوخاً لمطالب الجمهور الذين دعوا القناة الجزائرية الثالثة إلى تأجيل الحلقة التي تزامنت مع الحداد الوطني، إثر كارثة تحطم الطائرة العسكرية بالقرب من مطار بوفاريك وأودت بحياة 257 شخصاً.

 

برنامج عريق خانه التسويق

رغم أن البرنامج في نسخته الجديدة هو في موسمه الثامن، لكنه برنامج عريق أثّر في المشهد الفني الجزائري لأجيال، إذ وصلت الأغنية الجزائرية بمدارسها المختلفة: أندلسي، شعبي، شاوي، صحراوي، قبائلي، إلى درجة التشبّع بالنجوم والأصوات، التي ظهر بعضها قبل الاستقلال الوطني عام 1962، فيما برز بعضها بعده، حين أطلقت مؤسسة التلفزيون الجزائري برنامج "ألحان وشباب" عام 1974، الذي يعدّ من أقدم البرامج المنقّبة عن المواهب الغنائية الشابة في الوطن العربي.

ولعب البرنامج دوراً حاسماً، خلال سنواته العشر الأولى، في اكتشاف أصوات جديدة ومختلفة، مثل الشاب خالد والشّاب مامي. إذ شكّل منصّة لانطلاقها نحو العالمية، وإعطاء الشّرعية لأغنية الرّاي، التي كانت ممنوعة من المرور عبر القنوات الحكومية، فلا تعلن عن نفسها إلا في علب الليل، ونخبة محدودة من الأعراس الشّعبية، والأشرطة المسجّلة المهرّبة في جيوب الشّباب.

وفي تسعينيات القرن العشرين، أدّت موجة العنف والإرهاب التي شهدتها الجزائر، إلى توقّف البرنامج.

وخلال عام 2012، بادر التلفزيون الجزائري، إلى بعث برنامج "ألحان وشباب" من جديد، تحت شعار "عودة المدرسة"، بالتعاون مع شركة إنتاج خاصّة، وبإمكانيات مالية وتقنية أعلى، وفق تصوّر جديد.

لكن رغم تاريخه الطويل ومتابعته من قبل شريحة معتبرة من الجزائريين، إلا أنه لم يستطع فرض نفسه منافساً لمسابقات أخرى. وأرجعت تقارير أسباب ذلك إلى ضعف الميزانية وغياب استراتيجية فعّالة للتسويق.

المساهمون