منذ انتشار وباء "كوفيد ــ 19" في الإكوادور، بدا أنّ السلطة عاجزة عن التعامل مع جثث ضحايا الفيروس، تحديداً في مدينة غواياكيل، وهي المدينة الاكثر اكتظاظاً في البلاد.
ومنذ شهر إبريل/نيسان الماضي، انتشرت صور لجثث مرمية في الشارع، تبيّن أنها تعود لضحايا الوباء. وأثارت الصور سخطاً ورعباً كبيراً بين السكان، وهو ما دفع رئيس البلاد لينين مورينو إلى الإعلان عن فتح تحقيق في اتهامات سوء إدارة الأزمة، والعجز عن التعامل مع جثث المتوفين بفيروس كورونا.
لكن يبدو أن التحقيق لم يصل إلى أي نتائج، وأن الرعب الذي يعيشه سكّان المدينة قد انتقل إلى مستوى ثان. إذ كشف عدد من ذوي المتوفين بالفيروس، بأنهم لا يعلمون أين وضعت الجثث، خصوصاً بعد إعلان المستشفى عن فقدان هذه الجثامين.
"بعد شهر من وفاة أبي لا نزال عاجزين عن دفنه، المستشفى قال إنه أضاع جثّته" يقول أرتورو راموس، وهو ابن أحد ضحايا الفيروس ويدعى فلافيو، لموقع " سي أن أن" الأميركي.
موقع "بازفيد" من جهته نقل قصة أخرى شبيهة، فيكتور هوغو أوريلانا الذي توفيت والدته سيليدا أيضاً في أحد مستشفيات المدينة، وبعد 35 يوماً على وفاتها، لا يزال عاجزاً عن إيجاد جثتها. "كنت خائفاً أن يحصل هذا، وضعت صليباً في رقبتها قبل دخولها المستشفى، وقلت إنه في حال ضاعت الجثة فإن الصليب سيكون علامة تميزها عن باقي الجثث، لكن حتى الساعة لم نجدها"، يقول أوريلانا.
كل ما سبق دفع عمدة المدينة سينتيا فيتيري إلى التغريد عبر حسابها على "تويتر" سائلة نائب الرئيس أوتو سونينهولزنر بإخبار ذوي المتوفين عن مكان الجثث.
Twitter Post
|
أزمة اختفاء الجثث في تلك المدينة لم يكن حادثاً فردياً، حتى أن المدعي العام قرّر فتح تحقيق في الموضوع، بعد توالي عشرات الشكاوى التي تفيد بان المستشفيات هنا، تفقد أثر الجثث بعد وفاة المريض. وفي كل مرة يحاول أحد أفراد الأسرة السؤال عن جثمان المتوفي، يكون الجواب بأن عليه البحث في المشرحة حيث تتكدس الجثث فوق بعضها من دون أكياس. وحتى هناك فشلت عشرات الأسر في العثور على المتوفين المفقودين.
وبعد ضغط كبير من القضاء ومن عمدة المدينة تمّ الكشف عن مكان وجود 313 جثة في مستوعب للشحن خارج مستشفى محلي. لكن مئات الجثث الأخرى لا يزال مكانها مجهولاً.
وما أثار رعب الأهالي أكثر كان تصريح رئيس البلاد الأسبوع الماضي بأن حكومته تواجه "مشاكل" في معالجة تكدس جثث ضحايا فيروس كورونا الجديد بسبب انهيار نظام المستشفيات ونقص الأماكن في المشارح. وقال مورينو لشبكة تلفزيونية: "علينا الاعتراف بأننا في المرحلة الأولى نواجه مشاكل في إدارة مسألة الموتى، لأننا اتخذنا قرار منح كل إكوادوري قبراً لائقاً، لا فتح حفر مشتركة كما فعلت دول أخرى".