واتخذت دول عدة إجراءات احترازية لمنع انتشار الفيروس، بدءاً بمنع التجمعات وإلغاء الاحتفالات الفنية والثقافية والرياضية، وصولاً إلى تعليق الرحلات الجوية من وإلى المناطق التي تشهد ارتفاعاً حاداً في عدد الإصابات بـ "كوفيد ــ 19".
وفي ظل هذه التدابير، أسئلة عدة تطرح نفسها: ما مصير المسافرين الذين لم يتمكنوا من العودة إلى ديارهم؟ وما مصير حجوزات الطيران أو الحجوزات الفندقية؟ وهل يمكن للسياح الاستمرار في مخططاتهم السياحية؟
يقدم موقع "لونلي بلانيت" Lonely Planet المختص بالشؤون السياحية دليلاً شاملاً حول حركة السفر في زمن كورونا، مبيناً حقوق وواجبات المسافر، مع التركيز على احتياجاته. ويرد كاتب السفر في المؤسسة، توم هول، عن أبرز الأسئلة التي يطرحها المسافر من حول العالم.
متى علينا السفر؟
من المؤكد أن الوقت الحالي غير مناسب للسفر من وإلى أماكن عدة، وفق توم هول. لذا على المسافرين اتباع نصائح الحكومات، والبقاء في أماكنهم حتى انحصار الوباء. هل يعني ذلك إلغاء خطط السفر وخسارة أموال الحجوزات؟
يقول هول" مع إصدار الحكومات قرارات بوقف الرحلات الجوية بسبب وجود حالات طارئة، فإنه يمكن للسياح تغيير حجوزاتهم وتمديدها لفترة عام تقريباً. إذ يسمح قانون السفر الجوي بتغيير مواعيد الرحلات، والمحافظة على القيمة المادية لتذكرة السفر لفترة عام. أما بالنسبة إلى التكاليف التي يمكن أن يسددها المسافر بشأن تغيير موعد الرحلات، فهي تخضع لشروط شركات الطيران، والتعرفة التي تضعها كل شركة". ويضيف هول "أما بالنسبة إلى إمكانية إلغاء الحجوزات الفندقية، فهي متاحة للسياح والمسافرين قبل انطلاق رحلاتهم بنحو 24 ساعة، ومن دون أي تكاليف إضافية".
ما مصير مَن يضطرون إلى السفر لأسباب عائلية أو ما شابه؟
وفق تقرير صادر عن صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، عنوانه "السفر وفيروس كورونا"، فإنه لا يمكن السفر لأي مكان حظرت السلطات التوجه إليه. ويبقى أمام المسافر المضطر استخدام الترانزيت، أي التوجه من مكان إقامته إلى دولة تسمح سلطاتها بالدخول إليها، ثم السفر إلى وجهته الأخيرة. ووفق التقرير، فإنه من غير المؤكد أن يجد حجوزات سفر للانتقال بين وجهات عدة للوصول إلى وجهته الأخيرة.
ما مصير المسافرين المتواجدين في مناطق سياحية؟
قبل إعلان إجراءات العزل، تمكن العديد من المسافرين من العودة إلى ديارهم، أما بالنسبة إلى أولئك الذين لم يحالفهم الحظ، يقول هول إن "عليهم الالتزام بالإجراءات الخاصة بالسلطات المحلية، وبالتالي البقاء في أماكنهم حتى انحصار فيروس كورونا".
وحول تجربتها، تقول السائحة المحتجزة في مدينة ميلانو، أريتا أودنيال، إنها تقيم بهدوء في غرفة فندقية صغيرة بعد تعثر محاولات عودتها إلى أيرلندا، وفق ما كتبت عبر موقع "كوميونيتي ترافيل".
وتضيف أودنيال: "تمكنت من شراء احتياجاتي الأساسية قبل فرض الحجر الصحي، وأجلس على شرفة الغرفة يومياً، لأراقب الطيور والشوارع الخالية التي كانت يوماً ما مكتظة بشكل لافت... بسبب الحجر الصحي، تعرفت على بعض الأصدقاء من على شرفات المنازل، حيث نتبادل أطراف الحديث".
ما الاحتياجات الأساسية للمسافرين وسط الوباء؟
لا شك أن البقاء في أماكن تحتوي على معدلات مرتفعة من فيروس كورونا يستدعي من المسافرين تأمين الاحتياجات الأساسية منعاً لتعرضهم لأي إصابة. ووفق الدليل الشامل المقدم من موقع "لونلي بلانيت" فإن المعقم يأتي في قائمة الأدوات الأكثر أهمية، ثم القفازات وأقنعة الوجه.
وعلى المسافر عند العودة إلى مقر إقامته تبديل ملابسه وغسلها جيداً، وبحسب الموقع، فإن توافد المسافرين من أماكن مختلفة، ومرورهم في المطارات العالمية، يزيد من خطورة انتقال الفيروسات والبكتيريا، لذا لابد من تغيير الملابس بعد العودة إلى الغرف الفندقية. إضافة إلى ذلك، على المسافر التزود بتطبيقات مجانية، أبرزها خدمات المكالمات الهاتفية، ليستطيع التواصل مع ذويه، أو ليبلغ السلطات بأي حدث أو مكروه قد يصيبه.
ماذا عن الطعام؟
تذوق الأطعمة الشعبية في الدول التي يقصدها المسافر أو السائح أمر أساسي، لابل إن كثرا من المسافرين والسياح يقصدون الأسواق الشعبية والمطاعم الشهيرة لتذوق الأطعمة الفريدة. لكن في زمن كورونا، الحال تبدل. على المسافرين تجنب الأطعمة الجاهزة بأي شكل من الأشكال. ويعود السبب في ذلك، إلى أن فيروس كورونا يبقى في الهواء لساعات، ومن المحتمل تساقط الفيروسات على الأطعمة.
وبحسب موقع "كوميونيتي ترافل"، الأفضل شراء الأطعمة المعلبة من متاجر التجزئة، وشراء قوارير المياه المعبأة مسبقاً. ينصح الموقع أيضاً بعدم استخدام المرافق العامة أو الأماكن الترفيهية في الفنادق، كحمام السباحة، أو القاعات الرياضية، وحمامات البخار، كونها أيضاَ من الأماكن الناقلة للفيروس.