المركز الثقافي في إدلب: افتتاح واستذكار للثورة

27 مارس 2019
في إحياء ذكرى الثورة (محمد سعيد/Getty)
+ الخط -
بعد أيام من الذكرى الثامنة للثورة السورية، أطلق مجموعة من الناشطين والفاعلين الثقافيين في إدلب مبادرة "الربيع الثقافي في مدينة إدلب"، التي تمثلت بإعادة افتتاح المركز الثقافي في المدينة بعد مرور أعوام على إغلاقه، وقد أشرفت منظمة "بنفسج" على فعالية الافتتاح. 

تواصل "العربي الجديد" مع الفنانين المشاركين بحفل افتتاح مركز إدلب الثقافي، للحديث عن أهمية افتتاح المركز والأنشطة التي قدموها بهذه المناسبة. في هذا السياق، يقول وليد أبو راشد، صاحب مشروع "تلفزيون الحارة": "كل العالم اليوم يركزون الآن على سلبيات الثورة ويغمضون أعينهم عن الإيجابيات، ولذلك أعتبر أن مبادرة الربيع الثقافي ثورة في وجه النظام والطغاة. وعلى أرض الواقع، نحن بحاجة إلى مبادرات ثقافية من هذا النوع في إدلب، بسبب وجود الكثير من الشباب الهواة والمبدعين، وعدم وجود مكان يستقبل إبداعاتهم. ويعتبر افتتاح المركز الثقافي بمثابة رسالة تأتي بعد ثماني سنوات من الحرب وآثارها النفسية والمعنوية".
يقول: "بالإضافة طبعاً إلى أهمية الثقافة بكل أنواعها في ظل الحرب، فمن خلال الفن نستطيع أن نعبر عن المعاناة المحيطة بنا ونعيشها". في ما يخص الفعاليات، يشير أبو راشد: "في حفل الافتتاح قدمت عرض خيال الظل بعنوان "قصر كراكوز"، ومن خلال شخصية كراكوز ناقشنا قضية فئة كبيرة من الشعب السوري المهجرين بسبب قصف النظام، والقصص التي سردناها هي قصص واقعية جمعها الكاتب حمزة الأبرش بنصه".

وبدوره، تحدث ساطع ياسين عن المشهد المسرحي الذي قدموه في حفل الافتتاح: "لقد قدمنا مشهد "خبز"، وهو مشهد مسرحي قصير، رمزي وعبثي، لا يحكي بشكل مباشر عن الثورة السورية، ولكنه يتطرق إليها بشكل غير مباشر، فهو يحكي عن العصا الغليظة للحاكم الجلاد، الذي يحاول بشكل دائم أن يضطهد شعبه ويجوعه ليحافظ على الطاعة والولاء". يوضح: "اخترنا هذه الفكرة لأنه عندما اندلعت الثورة السورية، كانت ضد الاضطهاد والظلم الذي كنا نعيش فيه. وبرأيي فإن تقديم فعاليات ثقافية في إدلب بهذا التوقيت هو أمر هام، لنؤكد أن هنالك وجها ثقافيا، حاولوا أن يطفئوه، ولكنه موجود وسيبقى موجوداً؛ والحياة لها عدة أوجه".


من جهته، يتحدث محمد أيهم سليمان، المسؤول عن اتحاد "كتاب سوريا الأحرار" عن أهمية إعادة افتتاح المركز الثقافي بإدلب، فيقول: "بالنسبة لنا نحن "كتاب سوريا الأحرار"، يعتبر افتتاح المركز الثقافي خطوة مهمة في طريق النهضة الأدبية والثقافية في المناطق المحررة بشكلٍ عام، ما يتيح لرواد ومحبي الأدب منبراً للتعبير عن أفكارهم وتقديم فنونهم وإبداعاتهم؛ فنحن بحاجة ماسة إلى مثل هذا المكان لنثبت للعالم كله أن إدلب هي أرض للحضارة والثقافة والفنون، وليست قاعدة حاضنة للإرهاب". وعن النشاط الذي شارك به "كتاب سوريا الأحرار" يوم الافتتاح، يقول سليمان: "لقد قدمنا أمسية شعرية، شارك فيها بعض كتاب الاتحاد". 

وشاركت أيضاً رابطة "المرأة المتعلمة" ببعض الأنشطة في افتتاح المركز الثقافي. وعن ذلك تقول نيرمين خليفة (مديرة الرابطة): "لقد سعدنا كثيراً بافتتاح المركز وعودة الأنشطة الثقافية، لأن المركز الثقافي هو مَعلم مهم من معالم إدلب الثقافية، وأصبح بإمكاننا نحن وجميع المنظمات والجمعيات إقامة النشاطات واللقاءات والاجتماعات الثقافية فيه. وقد طُلب منا المشاركة بفعالية افتتاح المركز من خلال معرض خاص بالأعمال اليدوية ولوحات الموزاييك والفسيفساء، ضمن صالة المعارض المفتتحة حديثاً بالمركز الثقافي.

وشاركت بالأعمال المعروضة مجموعة من النساء تم تدريبهن على هذه الأعمال، وكان المعرض ناتج عن ورشات عمل مع 60 مستفيدة، 30 منهن مهجرات و30 مقيمات. وكان الهدف من تلك الدورات هو الدمج بين المهجرات والمقيمات وخلق روح الألفة والمحبة بينهن، بالإضافة إلى إنتاج مواد ولوحات فنية".

المساهمون