الأوروبيون وحلم القمر

26 يناير 2019
مراحل تحضير المسبار الهندي Chandrayaan-2(Getty)
+ الخط -

منذ حوالي 50 عامًا، وعبر مشروع "أبولو" الفضائي، أعلنت الولايات المتحدة الأميركية الهبوط على سطح القمر. هيمنت أميركا حينها على الفضاء، ولم تكن أي أمّة أخرى، قد تمكّنت من إرسال الإنسان إلى القمر. لكن قائمة البلدان التي هبطت على سطح القمر بدأت تزداد شيئاً فشيئاً، فبعد الولايات المتحدة، أتى الاتحاد السوفييتي. وقبل فترة وجيزة، أرسلت الصين روبوتها Chang’e 4، لأوّل مرّة، والذي هبط على الجانب البعيد من القمر. احتلَّت هذه الدول أميركا وروسيا الحالية والصين المراكز الثلاثة الأولى في سباق الوصول إلى القمر. لكنْ، يوجد مركز رابع، الآن، تتسابق دول كثيرة على احتلاله. في الأسابيع القليلة الماضية، توضّح أنّ الهند تريد إرسال مسبار غير مأهول بالبشر إلى سطح القمر. أجّلت الهند تاريخ إطلاق مركبة فضائية عدّة مرّات، وليس واضحًا في الوقت الحالي، متى سيهبط المسبار الهندي على سطح القمر. ولكن، يرجح علماء الفضاء، أنّ المسبار الهندي Chandrayaan-2، والذي يعني باللغة الهندية "المركبة القمريّة" سيحتلّ المركز الرابع.
وبدأ حلم الأوروبيين يلوح أيضاً في الأفق؛ إذْ وقّعت وكالة الفضاء الأوروبيَّة المركزيّة ESA، عقدًا مع شركة ArianeGroup وذلك لاختبار إمكانية هبوطٍ محتمل على سطح القمر عام 2025. الهدف من المهمّة الأوروبيَّة كما نشرت صحيفة "Die Welt" الألمانيَّة، هو اكتشاف بنية العناصر المعدنيَّة في تراب القمر.

ويأمل الباحثون الأوروبيون، إنتاج الماء والأوكسجين من تراب القمر، الأمر الذي من شأنه أن يكون عاملاً أساسياً في تشغيل محطة فضائية على مدى طويل على سطح القمر. بالإضافة إلى ذلك، يريد الأوروبيّون التأكد مما إذا كانت المواد المتاحة الموجودة على سطح القمر، كافيةً لإنتاج وقود للصواريخ، بحيث يمكن استخدامها في المركبات الفضائيّة التي ستطير إلى المريخ. وسيتم إطلاق المسبار الأوروبي مع القمر الصناعي Ariane 64، والذي يمتلك القدرة على نقل حمولة تبلغ 8.5 أطنان إلى الفضاء. ويرى المدير التنفيذي لشركة ArianeGroup، أندريه هوبير روسيل، أنّ هذه الحمولة هي أمر مناسب تماماً لأهداف الرحلة الأوروبيَّة.



وستعمل الدول الأوروبيَّة، بعضها مع بعض، لإنجاز هذه الرحلة، كشركة الخدمات التطبيقية الفضائية البلجيكية، وشركة PTScientists الألمانية، وشركات فرنسية أخرى. يحرص الأوروبيّون أن تكون الرحلة بكل تفاصيلها أوروبيّة بالكامل. ولكن القرار النهائي لبدء هذا المشروع، يعتمد بشكل أساسي على الاجتماع القادم للمجلس الوزاري التابع لوكالة ESA الأوروبيَّة، إذ يجب أن يعطي الضوء الأخضر لهذه المهمة الأوروبية القمرية. وبالتالي، تمتلك أوروبا الفرصة في أن تحتل المركز الخامس بعد الهند.

منذ حوالي 10 سنوات، كانت ثمّة فرصة لألمانيا في البدء بمشروع للوصول إلى سطح القمر. ولكن هذا المشروع فشل، بسبب التكاليف المرتفعة له، وتفضيل الألمان وضع أموالهم في أمور أكثر فائدة، بدلاً من تسابق يرونه ذات أهداف سياسيَّة وقومية بالدرجة الأولى. لكن، يخاف أندريه هوبير روسيل، المدير التنفيذي لشركة ArianeGroup قائلاً: "حسناً، إذا قررنا الآن المهمة، فهل ستبقى أوروبا موحدة حتّى عام 2025. إذا تفكك الاتحاد الأوروبي، لأي دولة سيعود هذا المسبار؟".
المساهمون