إليسا... الحكاية من بدايتها

09 اغسطس 2018
تحاول أن توجه رسائل توعوية (يوتيوب)
+ الخط -
13 يوماً فصلت بين إصدار إليسا ألبومها الجديد "إلى كل اللي بيحبوني" وبين الكليب الذي يحمل ذات العنوان، وكانت هذه المدة كفيلة بتلقي إليسا الكم الأكبر من الانتقادات التي تلقتها خلال مسيرتها، حيث نشرت الصفحات الفنية على مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة من الانتقادات طاولت الألبوم، وتداولها الجمهور في الأيام الماضية، منها أن 10 أغانٍ من أصل الـ16 أغنية، هي ألحان مٌستنسخة قليلاً، وكذلك تم انتقاد ميل إليسا نحو الكآبة والحزن في الألبوم الجديد؛ ولكن كل هذه الانتقادات تلاشت بمجرد أن أصدرت فيديو كليب "إلى كل اللي بيحبوني" الذي أخرجته إنجي جمال. ففي الكليب الجديد، فاجأت أليسا جمهورها بسردها حكايتها مع مرض سرطان الثدي، التي أخفتها عن الإعلام منذ أن علمت بإصابتها به نهاية العام الماضي؛ فمنحت هذه الحكاية إليسا تعاطف الجمهور وتضامنه معها، على الرغم من تعافيها من المرض. 

يبدأ الكليب بلقطة خلفية للفنانة وهي تجلس على أرجوحة دائرية الشكل على خشبة المسرح، وسرعان ما تتبدل هذه الدائرة لتصبح إطار جهاز الرنين المغناطيسي الذي تستلقي عليه إليسا في المشفى، ونسمع صوت الطبيب وهو يقول باللغة الإنكليزية: "أنت مصابة بسرطان الثدي"، قبل أن نستمع لتسجيلات صوتية الموثقة بالتواريخ، والتي تتحدث فيها إليسا عن تجربتها المؤلمة مع المرض الذي رفضت الاستسلام له.



وبعد أن تبدأ الأغنية يضاف إلى الفضاءين الرئيسيين في الأغنية (المسرح والمشفى) فضاء ثالث، وهو قرية دير الأحمر عام 1985، الذي يتم فيه تصوير بعض ذكريات إليسا الطفولية، لتتداخل خطوط الزمن الثلاث في سرد حكاية الفنانة الشخصية، التي يشاركها في أدائها أصدقاؤها الحقيقيون وممثلون لعبوا أدوار أشخاص لهم أهمية في حياتها، مثل والدها زكريا خوري، الذي تربطها به علاقة خاصة، وسبق أن غنت له أغنية "زكريا" العام الماضي. فالكليب تم تصويره على طريقة الديكوردراما، حيث إن إليسا تعيد في الكليب تمثيل أحداث حقيقية عايشتها لتوثق ما حدث معها، كما أنها تستخدم بعض الفيديوهات والوثائق الحية، مثل اللقطة التي تسقط بها على المسرح في حفلة دبي يوم 3 فبراير 2018.
ومن الممكن أن نقول إن العمل الفني الذي قدمته إليسا يندرج في إطار ما يُعرف بالسيكودراما، حيث إنها تجاوزت من خلال إعادة تمثيل قصتها أزمتها النفسية الناجمة عن إصابتها بسرطان الثدي. وتحاول الفنانة في نهاية الكليب أن توجه رسائل توعوية عن أهمية الكشف المبكر عن مرض سرطان الثدي، لتعطي الكليب بعداً إنسانياً مضافاً، حيث تذكر: "أنا تعافيت... قاومت المرض وغلبته. الكشف المبكر لسرطان الثدي قادر على إنقاذ حياتك. لا تهمليه... واجهيه... افعلي ذلك، مش كرمالك، كرمال اللي بيحبوكي".

ورغم أن الكليب نجح في توثيق حكاية إليسا واختزالها في قطعة فنية لا تتجاوز سبع دقائق، ورغم احتوائه على العديد من اللمحات الفنية المضيئة، كالقدرة على تركيب المعنى من خلال تداخل الخطوط الزمنية، وتصوير جسد إليسا، الذي تتمحور حوله القضية، بطريقة تظهر جماله من دون ابتذال.
المساهمون