اكتشاف خريطة لقبر السلطان العثماني سليمان بالمجر: قصة دفن غريبة

16 مارس 2018
دفن قلبه وأعضاؤه الداخلية هناك (فيسبوك)
+ الخط -
اكتشفت حديثًا خريطة تعود إلى القرون الوسطى، تبين بالتحديد موقع القبر المفقود للسلطان العثماني سليمان، في المجر، وفقًا لما ذكره أحد الباحثين يوم الأربعاء الماضي، والذي أشار أيضاً إلى أنها ستباع في المزاد قريبًا.

وأفاد الدكتور نوربرت باب، رئيس قسم الجغرافيا السياسية والدراسات التنموية والإقليمية في جامعة بيك، بأن الخريطة رسمت من قبل المهندس الإيطالي لياندرو أنغويسولا ويعود تاريخها إلى عام 1689، وهي تظهر المنطقة بدقة بما فيها قبر السلطان العثماني سليمان، إلا أنه رفض الإفصاح عن هوية مالكها.

وأشار إلى أن الخريطة ستعرض للبيع بتاريخ 16 مارس/آذار الحالي، في دار "فيناتور وهانشتاين" في كولونيا في ألمانيا، وسيبدؤون المزاد بمبلغ قدره 45000 يورو، وقال إن دار المزادات اتصلت به لكونه قائد حملة الحفريات التي هدفت لتحديد موقع القبر في ريف مدينة سيكتوار جنوب المجر، وطلبت منه شرح المباني والطرق المرسومة في الخريطة والتي لا يزال بعضها موجودًا حتى اليوم، وفقاً لـ"ديلي صباح".

ويبدو أن الخريطة رسمت بهدف توضيح المعالم الجغرافية التي تشمل الطرق والحصون للحملة العسكرية النمساوية التي استعادت سيكتوار من العثمانيين. وكتب أنغويسولا في مكان ما موضحًا على الخريطة باللغة الألمانية: "مدينة تربك، حيث دفنت جثة سليمان" وفقًا لموقع "ديلي صباح".

ويعد عهد السلطان سليمان هو العصر الذهبي للدولة العثمانية، حيث امتد لمدة 46 سنة، ترأس خلالها العديد من الحملات العسكرية إلى شمال أفريقيا والشرق الأوسط، وهزم خصومه في شرق ووسط أوروبا، واستولى على مملكة هنغاريا، وأغلب المناطق شمال صربيا وكرواتيا وترانسلفانيا والمجر الحديثة، حيث استمر العثمانيون بحكمها لمدة 150 عامًا، كما نظم السلطة التشريعية، وكان راعيًا للفنون والتكنولوجيا.

وتوفي سليمان في عام 1566 عن عمر يناهز الـ 71 عامًا، بينما كانت قواته تحاصر قلعة سيكتوار في جنوب المجر، وبقيت وفاته سرية لمدة 48 يومًا لمنع جنوده من التخلي عن الحصار، حيث دفن قلبه وأعضاؤه الداخلية في المكان الذي نصبت فيه خيمته لمنع جسده من التعفن، وعندما انتهت الحملة أعيد الجثمان إلى مدينة القسطنطينية، التي تعرف الآن باسم إسطنبول، ودفن في مسجد السليمانية الذي يعد أشهر المعالم في المدينة.


وبنيت لاحقًا المقبرة التي دفنت أحشاء السلطان سليمان فيها، وتأسست تدريجيًا حولها مدينة سميت تربك، والتي تعني المقبرة باللغة التركية، وهي المستوطنة الوحيدة التي تمكن العثمانيون من بنائها في المجر، ويبدو أنهم عمدوا إلى محو موقع المدينة والقبر عن الخرائط مع نهاية القرن السابع عشر، بقصد حمايتهما من أعدائهم.

وبدأت حملة البحث عن القبر في أوائل القرن العشرين، إلا أنه لم يكتشف حتى عام 2015، أي بعد 3 سنوات من الجهود التي بذلتها وكالة التعاون والتنسيق التركية TIKA وجامعة الشرق الأوسط التقنية ODTU والأكاديمية المجرية للعلوم في البحث عن القبر، كما واكتشف في عام 2016 نزل الدراويش في المدينة وبقايا مسجد بني بأمر من الوزير العثماني الشهير سوكولو محمد باشا.

(العربي الجديد)

 

المساهمون