هاني شاكر والمهرجانات... مسافة غاضبة بين عالمين

27 ديسمبر 2018
تغفل النقابة عن حقيقة الشارع المصري وظروفه (شادي الشامي/الأناضول)
+ الخط -
مؤخراً، أطل هاني شاكر على قنوات عديدة في دور منولوجست كوميدي يلقي نكاتاً متواصلة بشأن أزمة حمو بيكا ومجدي شطة الأخيرة مع النقابة، برغم أن هذه الأزمة تثير تساؤلاً كبيراً حول غياب نقابة الموسيقيين، جهة الدولة الرسمية الوحيدة لحصر المشتغلين بالموسيقى في مصر، علماً أنها لا تقدم خدمات تذكر للمنتسبين لها سوى بعد سنين طويلة، وتنحصر في تأمين صحي في مستشفيات مجهولة، وبعض فرص الإسكان القليلة المعروف مسبقاً لمن تؤول، ويظل اشتراكها السنوي ديناً في رقبة من قرر الانتماء إليها.

الرقابة التي كانت تحارِب في سبيل منح سلطة الضبطية القضائية لأعضائها، والتي تتيح لهم دوراً رقابياً كبيراً، يمكّنهم من وقف وتخريب الحفلات استناداً إلى أمزجتهم وذوقهم الشخصي، ورفض القضاء المصري أحقيتها فيها، ما مثّل انتصاراً للموسيقى في مصر، ولو كان مؤقتاً وصغيراً، تتناسى هذه النقابة أن دورها في الأساس تنظيمي بحت، وتمثّل هذا في ردود النقيب المصري التي أقل ما توصف به هو الطبقية والتعالي والاحتقار لشريحة تمثل أغلب الشعب، متلحفاً بلحاف الجودة، والأخلاق.

شاكر، الذي بدأ كمغنّي كورال لعبد الحليم حافظ، سخر بنبرة طبقية واضحة من شكل مجدي شطة وحمو بيكا، غافلاً، أو متغافلاً عن أنهما تعبير عن شريحة كبيرة من مجتمع بلده، هو بدوره الفني سبب في تكونها. وبدلاً من أن يحتم عليه دوره النقابي أن يسعى إلى التواصل معها لتوفيق أوضاعها لا للرقابة عليها، انطلق متفاخراً بأنه لا يعرفهم ولم يسمع عنهم من قبل.



يقول في أحد تعليقاته: "النقابة مش هتسيطر على الحفلات في الشوارع.. والأزقة"، متابعاً: "هما لا يعرفان بوجود النقابة أصلاً". في الحقيقة، مشكلة من هذه إن كانا لا يعلمان بوجود النقابة ونقيبها أصلاً؟ أليس هو من يملك السلطة، والقنوات الفضائية التي يستخدمها الآن لإهانة طبقة كاملة من الشعب لمجرد أنها لا تمتلك الأموال كي تستخدمها في إجراء عمليات التجميل وشراء الملابس.. يعلّق على شكل مجدي شطّة: "شفته عامل إزاي؟".

يتابع شاكر: "أنا هتحاسب على ده أمام ربنا يوم القيامة على الكرسى اللي قعدت عليه أم كلثوم وعبد الوهاب وكبار المطربين". وفي تصريح اخر يدّعي أن دور النقابة هو "حماية الشباب من التلوث السمعي".

في موقف لافت للناقد طارق الشناوي، استنكر الرجل الهجوم على بيكا وشطة من منظور طبقي، "لأن تفتح الذهن وتنوع الأذواق واجب طالما هناك جمهور يؤيد ذلك"، وفي هذه الحالة هو جمهور كبير للغاية، مشيراً إلى أن الرد هو بالفن، ولا يقوم دور هاني شاكر على الإبلاغ عن المغنين، ولا هذا دور النقابة.

في النهاية، تمكننا رؤية جماهيرية هذين الشابين اللذين لا يجيدان الغناء ربما، ولا تعرفهما النقابة في هذا الفيديو الذي يتضمن تصريحاً آخر للنقيب، تراجع فيه إلى حد ما عن أهمية ما يقدمانه وكون أزمته مع أنهما لا ينتميان للكيان التنظيمي النقابي ولا يحصلان منه على التصاريح اللازمة لإقامة الحفلات، وعن أنه بكل أسف لا يتابع موسيقى المهرجانات.


دلالات
المساهمون