اعتزال الفنانات... الهروب من الأضواء

10 سبتمبر 2017
أمل حجازي آخر الفنانات المعتزلات (العربي الجديد)
+ الخط -
حمل المشهد الفنّي العربي، مجموعة من المواقف الشخصية التي اتخذتها بعض الفنانات، أبرزها الاعتزال، وهو قرار ما كان يوماً إلا قراراً مثيراً للجدل والأخذ والرد، بالنسبة للمتابعين والجمهور.
أمور كثيرة تحمل الفنان إلى إعلان اعتزاله الحياة الفنية، منها خفوت نجمه، أو فشله في بعض الأعمال الفنية التي تلعب دوراً رئيسيًا في مثل هذه القرار.
منتصف الثمانينيات، انتشرت ظاهرة اعتزال الفنانات للتمثيل، في مصر، واتخذ عدد منهن قرارات حاسمة، فاعتزلن الحياة الفنية، بعد أن تربعن على عرش النجومية.
الفنانة شمس البارودي كانت من أكثر الفنانات اللواتي أثارت الجدل بإعلان قرارها المفاجئ باعتزال عالم الشهرة والأضواء والسينما الجدل، بعد زواجها من الممثل حسن يوسف وتقديمها لمجموعة لا بأس بها من الأفلام التي لاقت رواجاً كبيراً منتصف الستينيات وعقد السبعينيات. ورغم كل هذا النجاح أرادت لنفسها اعتزال حياة الصخب والناس والجمهور.

ويذكر التاريخ الفني، أيضاً قرار الفنانة القديرة شادية اعتزال عالم الغناء والنجاح، نهاية الثمانينيات من القرن الماضي، وكانت لا تزال في عز نجاحها الفنّي، خصوصاً بعد نجاح مسرحية "ريّا وسكينة" التي لعبت لسنوات طويلة في المسرح المصري، وشاركت في بطولتها، مع سهيرالبابلي، والفنان الراحل عبد المنعم مدبولي.
خطوات مفاجئة، اختفت من خلالها مجموعة من الممثلات، دون إعلان رسمي عن قرار الاعتزال. الممثلة المصرية ليلى حمادة، استطاعت أن تنافس نجمات السينما والتلفزيون في الثمانينيات من القرن الماضي، خصوصاً في مسلسل "الشهد والدموع"، لكنها اختفت عن الساحة الفنية، وأعلنت عن اعتزالها وارتدائها للحجاب، وغابت زميلتها نسرين التي شاركت أيضاً في مسلسل "الشهد والدموع" وكانت تتمتع بجمال آسر، وفضلت الحياة العائلية.
يذكر الإعلام اليوم هذه القضايا، من باب التذكير بأسماء يتداولها المتابعون لتلك الحقبة، أو عند تسريب أو التقاط صورة لفنانة اعتزلت عالم الشهرة، للتذكير بها، والتشويق على قاعدة، "تعرّف على الفنانة المعتزلة بعد سنوات من غيابها عن الأضواء"، وذلك من باب الترويج والتسويق للموقع أو للصفحة التي وجدت الصورة ونشرتها.

لم يتغير الوضع كثيراً، القرارات المفاجئة لبعض الفنانين لا تزال حتى يومنا هذا تشد أنظار المتابعين لعالم الغناء والتمثيل، والفن عموماً.
نذكر جيداً، كيف أعلنت الممثلة صابرين اعتزالها منتصف العقد الماضي، وذلك بعد نجاح مسلسل "أم كلثوم" والذي حملها بالتالي إلى التقدم كبطلة مطلقة في الأدوار الدرامية والسينمائية. لكن قرار اعتزالها لم يحملها إلى الثبات، أو الحفاظ على القمة. وحتى اليوم نجد تبايناً في موقفها من قرار الحجاب أولاً والاعتزال ثانيًا، والأمر هنا سيان بين صابرين والممثلة سهير رمزي، التي اعتزلت التمثيل، لاسباب كثيرة، منها زيجاتها المتكررة، وفقدانها لوالدتها، وما ترتب على ذلك من تداعيات صحية ونفسية أصابت رمزي واعترفت بها في أكثر من مقابلة إعلامية.
لكن سهير رمزي فاجأت هي أيضاً متابعيها، بظهورها مؤخراً بقبعة بينت جزءاً من شعرها، في أحد المنتجعات السياحية المصرية. أسئلة كثيرة دارت حول إمكانية تخلي رمزي عن الحجاب، ثم ظهرت الممثلة نفسها حاملة مجموعة تبريرات في الإعلام، منها ما يقول إن الهواء هو ما أظهر شعرها. لكن هذا لم يعفها من المساءلة، خصوصاً أن رمزي مقلة جداً في أعمالها التمثيلية، التي تقربها أكثر أو تؤثر بالجمهور، في حين علق البعض متسائلاً عن صفة سهير رمزي وقال آخرون إنهم لا يتذكرونها كممثلة.

المغنية اللبنانية أمل حجازي كانت آخر الفنانات اللواتي يعلن اعتزالهن للأضواء، بعد "قنبلة" تستحق أن تُسمى صوتية أطلقتها زميلتها شيرين عبد الوهاب السنة الماضية حيث أعلنت اعتزالها الغناء، لكنها لم تلبث أن عادت عن قرارها في أقل من 24 ساعة.
أمل حجازي التي اكتشفت موهبتها الغنائية صدفة، حاولت من اليوم الأول الصعود إلى القمة، واللحاق بمجموعة من مغنيات جيلها منتصف التسعينيات من القرن الماضي. ولا يخفى على أحد أن أبرز المنتجين والملحنين الذين اكتشفوا ودعموا زميلتها المغنية إليسا، هم أنفسهم من حاولوا دعم حجازي في بداية مشوارها الفني، ومنهم المنتج الموزع جان صليبا، الذي ساهم في تعرّف الجمهور على إليسا وبعدها على أمل حجازي.
لكن اهتمامات صليبا، الفنية، حالت دون متابعة التعاون الوثيق بين حجازي وبينه، بعدها اختارت حجازي اللجوء إلى المخرج سيمون أسمر الذي خرّج مجموعة من الفنانين خلال ثلاثة عقود. محاولات أسمر مع أمل حجازي، لم تتعد إطار أو تنفيذ خطة مستقبلية لضمان نجاح خجول حققته بداية القرن الحالي. لكن مشاكل كثيرة صادفتها، بينها قلة الخبرة التي يمتلكها من كان إلى جانبها، إضافة إلى مشاكل وقعت بينها وبين شركة روتانا التي لم تنفذ لها شروط التعاقد معها، فاستسلمت حجازي للقدر وأعلنت مؤخراً أنها اعتزلت الغناء وتحجبت، بعيداً عن تفاصيل أخرى أسهمت ربما في اتخاذها لهذا القرار، ومنها إهمال أمل حجازي لنفسها فنيّا لعدم امتلاكها الخبرات الكاملة للبقاء كمغنية.
المساهمون