الشقيري يفتتح "قمرة 2" بفيلم "تحت الاسمنت"

31 مايو 2017
أحمد الشقيري (فيسبوك)
+ الخط -
تمكّن برنامج "قمرة 2" من جذب اهتمام الجمهور، فمنذ أن عرضت الحلقة الأولى منه، وحتى الساعة، قام الآلاف بإعادة نشر الفيلم القصير "تحت الإسمنت"، عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ويبدو من الحلقة الأولى، الاختلاف الكبير الذي طرأ على برنامج "قمرة" بين جزأيه الأول والثاني. ففي الجزء الأول من البرنامج، كان الإعلامي السعودي، أحمد الشقيري، قد أوضح فكرة البرنامج كما يلي: "برنامج "قمرة" هو منصة إعلامية عالمية تتناول موضوعات محددة من البرنامج، أو يحددها المشاركون؛ وتتكون كل حلقة من فيديوهات لها موضوعة واحدة يرسلها المشاركون، لا تزيد مدة كل فيديو عن ثلاث دقائق، بحيث تكون هادفة وجذابة وعامة وتخدم أهداف البرنامج وشعاره، وهو "عبّر بإحسان". ويمكن للجميع المشاركة باللغة العربية أو أي لغة أخرى ومن أي مكان في العالم. ويعتمد البرنامج بشكل كامل على عرض إنتاجات المشاركين الإعلامية".
وبناءً على هذا التعريف، اختار الشقيري موضوعات حلقات الموسم الماضي، واستقبل المشاركات الإعلامية من المتابعين والهواة، وعرضها على شاشة "إم بي سي"، وتضمن البرنامج عدداً كبيراً من الفيديوهات غير الاحترافية، بعضها تم تصويره على طريقة "فيديو السيلفي". إلا أن البرنامج لم يلقَ الصدى الإعلامي المرجو منه في رمضان الماضي، وذلك ما دفع الشقيري لإجراء بعض التعديلات على البرنامج في الموسم الحالي، فأعلن من خلال صفحة استقبال المشاركات، عن وجود طريقتين للمشاركة، الأولى هي الفكرة، والثانية هي المشاركة بإخراج الأفكار الإعلامية التي تختارها لجنة مختصة، ليضمن بأن يتم تصوير الأفكار الإعلامية الجديدة التي يقترحها الجمهور بطريقة احترافية وجمالية.

ولكن ما عرض في الحلقة الأولى من برنامج "قمرة 2" لا يمكن أن ندرجه في إطار المواد الإعلامية، فالشكل الفني الذي تبناه البرنامج في أولى حلقاته هو "الفيلم القصير"، حيث اقتصرت الحلقة الأولى على عرض فيلم واحد بعنوان "تحت الإسمنت"، وهو من تأليف وإخراج مشعل الجاسر، ويشارك في التمثيل فيه الممثل السوري جهاد عبده، ويعالج الفيلم قضية الضحايا السوريين تحت الأنقاض، من خلال استعراض إدراك طفلة صغيرة لمأساتها وذكرياتها وهي عالقة تحت جدار من الإسمنت. وحاول الشقيري أن يعطي الفيلم القصير طابعاً إعلامياً من خلال تضمينه إحصائيات عن عدد الضحايا المدنيين في الحرب التي شنها النظام السوري على شعبه، ولكن هذه الوثائق والإحصائيات لم تؤثر على الشكل الفني للفيلم.

لكن الشقيري في الحلقة الثانية، عاد إلى هدفه الرئيسي من البرنامج، إذ عرضَ تقريراً إعلامياً عن "مركز بسمة للإيواء"؛ فبدا البرنامج، وكأنه استفاد من الفيلم القصير المتقن وضحايا الحرب السورية ليجذب، الجماهير قبل أن يعود البرنامج للخط الرئيسي الذي يسير عليه.
وانتشرت الكثير من البرامج التلفزيونيّة التفاعليّة مؤخرًا على التلفزيونات العربيَّة، والتي تحاول أن تشارك المواطن العادي في البرنامج، وهي امتداد لفكرة المواطن الصحافي الذي كسر احتكار الصحافي، وصار قادرًا على التوثيق والمشاركة بمعزل عن الجهات الإعلاميّة.


المساهمون