استمرار مسلسل سرقة المساجد الأثرية في القاهرة

09 مارس 2017
العديد من مساجد القاهرة تعرضت للسرقة (سكوت هادو/Getty)
+ الخط -
استمراراً لمسلسل سرقة الآثار الإسلامية بمنطقة جنوب القاهرة، تعرض مسجد "الإمام الشافعي" أحد المساجد الأثرية الكبرى في المدينة، فجر اليوم الخميس، إلى سرقة عدد من القطع الأثرية المهمة من داخله، فيما كلف وزير الآثار المصري، الدكتور خالد عناني، أجهزة الأمن بالكشف عن الحادث بسرعة.

وتبادلت وزارتا الآثار والأوقاف الاتهامات بالمسؤولية عن وقوع السرقات، والتقصير في حماية المساجد، فيما أكد خبراء آثار وجود تنظيم عصابي متخصص ينشط في تلك المنطقة، ويضم أشخاصاً متخصصين في الآثار ومتواطئين مع الأوقاف، لكونهم أدرى بأماكن المناطق الأثرية داخل المساجد الكبرى.


من ناحيتها أعلنت وزارة الآثار المصرية، في بيان رسمي لها اليوم، الخميس، عن تعرض مقصورة السلطان الكامل الأيوبي الموجودة داخل قبة الإمام الشافعي بالقرافة الصغرى للسرقة، حيث تمت سرقة الباب الخشبي للمقصورة والذي يبلغ طوله 70 سنتم بالإضافة إلى مجموعة من الزخارف الخشبية المعمارية صغيرة الحجم.

وبحسب بيان الوزارة فإنه "فور العلم بالواقعة توجه السعيد حلمي، رئيس قطاع الآثار الإسلامية، إلى المنطقة لمعاينة الضريح وتفقد القبة، لبيان حجم المسروقات وحالة الأثر. وقد قام بتحرير محضر بالواقعة وعملَ مذكرة وتقريرا مفصلا رفعه إلى وزير الآثار المصري، خالد العناني، الذي قام بدوره بإحالة الموضوع برمته إلى النيابة العامة للوقوف على جميع ملابسات السرقة، كما قام بمخاطبة شرطة السياحة والآثار والتي توجهت على الفور لموقع الحادث".

وتم بناء قبة السلطان الكامل الأيوبي عام 608 هجرية (1211 م) وذلك تعظيماً للإمام الشافعي، وتعتبر هذه القبة من أكبر الأضرحة في مصر على الإطلاق ومسجلة في عداد الآثار الإسلامية رقم 251.

ويوجد بالضريح أربعة مركبات خشبية الأولى تخص الإمام الشافعي والثانية تخص أم السلطان الكامل والثالثة للسلطان الكامل والرابعة لأسرة عبد الحكم وهي الأسرة التي استضافت الإمام الشافعي.

يعتبر ضريح الإمام الشافعي الموجود في حي الخليفة "جنوب القاهرة" من أكبر أضرحة مصر على الإطلاق، وله جدران سميكة جداً مما يؤهلها لحمل قبة ضخمة، وتعد قبة الإمام الشافعي من أجمل القباب التي بنيت في مصر، ويزيد من أهميتها أنها ترجع إلى العصر الأيوبي في عهد السلطان الكامل.

ويذكر أن مسجد الرفاعي في تلك المنطقة كان قد تعرض في شهر يناير/كانون الثاني الماضي لسرقة مقتنيات أثرية بعد الانتهاء من تصوير أحد الأفلام السينمائية، وسبق ذلك سرقة مسجدي "الفكهاني" و"الصالح" الأثريين، كما سُرقت حشوات أثرية من منبر مسجد قايتباي، المصنوعة من العاج والأبنوس، وتفريغ المنبر تماماً منها، وهي المرة الثالثة التي يتعرض فيها هذا المسجد للسرقة، حيث سُرق من قبل حشو كرسي المصحف، وكذلك سرقة "الصرة النحاسية" للمسجد.

وقال مسؤول، في تصريحات خاصة، إنه للمرة المليون منذ ثورة يناير تتعرض المساجد الأثرية الكبرى في القاهرة للسرقة، حيث تفرغ محتوياتها وتحرر المحاضر، ويتم التحقيق وتتبادل كل من وزارتي الآثار والأوقاف الاتهامات بينهما، ويرمي كل منهما المسؤولية على الآخر، وتغلق المحاضر دون الكشف عن السارق ومحاسبته، وتمر أيام قليلة لنسمع بخبر سرقة جديدة في أحد المساجد الأثرية.


دلالات
المساهمون