ريم البنا… إصرار على الإبداع رغم المرض

13 مارس 2017
نالت ريم البنا جائزة "ابن رشد للفكر الحر" (فيسبوك)
+ الخط -

بعد أن أعلنت ريم البنا عن إصابتها بسرطان الثدي للمرة الثانية سنة 2015، كثرت الإشاعات، وتناقلت المراكز الإعلامية أخباراً، تنبّأت بتوقُّف البنا نهائياً عن الغناء، بسبب شلل أصاب أحد أوتارها الصوتية. وأكدت بعض المصادر، آنذاك، أن البنا ستتّجه نحو أنواع أخرى من الفنون، وستُكرِّس وقتها للكتابة والتطريز الفلسطيني، وربما تقديم البرامج.


ولكن، ريم البنا، التي رفضت الاستسلام للمرض، حاولت طيلة الفترة الماضية أن تبقى على تواصل مباشر مع جمهورها، فاستخدمت وسائل التواصل الاجتماعي، وتقنية البث المباشر على فيسبوك، للتواصل مع جمهورها باستمرار، ولتخبر متتبعيها عن الأمور التي ترغب بتقديمها، ولتعلن عن مواقفها الإنسانية والسياسية لكل ما يحدث في العالم من حولها.

كما حدث في بداية العام الماضي، عندما ظهرت في فيديو على فيسبوك لتعلن تضامنها مع أهالي مضايا ومخيم اليرموك في سورية، ولتدعو الناس للتضامن مع سكان المناطق المحاصرة في سورية، وآثار المرض واضحة عليها وعلى صوتها. إذا كانت تخرج كي تبدي تضامنها مع الشعب السوري الذي يتعرّض للقصف والتجويع والإذلال من قبل نظام بشار الأسد، وكي تطمئن جمهورها حول صحّتها واستمراريتها.


ومن خلال فيديوهات البث المباشر، والتي تطل من خلالها ريم البنا كل حين، أخبرتنا منذ أشهر بأنها بدأت التحضير لألبوم جديد ستطلقه في العام الحالي، لتنفي كل الشائعات عن استسلامها للمرض. ويتبيّن من خلال التسجيلات، بأن الألبوم القادم سيتضمن قراءات لنصوص أدبية أو شعرية بصوتها.


وفي الآونة الأخيرة، بدأت ريم البنا تروّج لبرنامج جديد ستقوم بتقديمه، من خلال فيديوهات البث المباشر على فيسبوك، وأعلنت في بداية الأسبوع بأنّها ستقوم بتقديم برنامجٍ، حمل عنوان "خاطرة في القاطرة"، وسيتمّ عرضه قريباً على قناة A J + بالعربي، المخصصة لمواقع التواصل الاجتماعي؛ واستفسرت بالفيديو عن آراء جمهورها بالاسم الذي اختارته لبرنامجها، فجاءت الردود والتعليقات متباينة.

فالبعض أشاد بالاسم، وأعلن عن إعجابه بكل ما تفعله ريم البنا، بينما اعتبر البعض أنه يتوجب عليها أن تعيد التفكير، وأن تختار اسماً أفضل لبرنامجها. وبناءً على اسم البرنامج، فإن محبّي ريم البنا تنبؤوا بأن يكون موضوع البرنامج هو الشعر، ولا سيما أن للبنا علاقة وطيدة مع الشعر، فهي قبل كل شيء، ابنة الشاعرة الفلسطينية، زهيرة صباغ.


وبغض النظر عن محتوى البرنامج المرتقب، فإن أكثر ما يثير الإعجاب بشخصية ريم البنا، هو تحدّيها لظروفها الخاصة والصعبة ومقاومتها للمرض، ورغبتها بالعطاء الفني المستمر أياً كان نوعه. فالبنا لم تستسلم لليأس، وتمكنت من مقاومة السرطان مرتين، واستطاعت بعد أن تغلبت على انتكاستها الأولى، أن تنتج ألبومات مميزة، مثل "تجليات الوجد والثورة"، وأن تحصد جائزة "ابن رشد للفكر الحر"، ويبدو كذلك أن انتكاستها الأخيرة، وتحول "السرطان لجزء من جسدها" كما سبق وأن صرحت، لن تنهي رغبتها بالحياة والعطاء. بالإضافة إلى مواقفها السياسية المشرفة، ووقوفها إلى جانب ثورات الربيع العربي عموماً، والثورة السورية بشكل خاص.

اقــرأ أيضاً
النجم العالمي ريتشارد غير ينتقد المستوطنات الإسرائيلية
المساهمون