يوم 26 فبراير/ شباط المُقبل، ستتّجه أنظار العالم نحو مدينة لوس أنجلس الأميركيَّة. وبالتحديد، مسرح "دولبي" الذي ستقام عليه فعاليات حفل توزيع جوائز الأوسكار للدورة رقم 89.
وفي هذه المرة، لن يكون الاهتمام فنيّاً ومن محبي السينما والأفلام فقط، بل، أيضاً، بسبب الطابع السياسي المنتظر للحفل المقبل، والذي يأتي في لحظة مرتبكة وضاغطة جداً في التاريخ الأميركي الحديث، بعد تولي، دونالد ترامب، رئاسة الولايات المتحدة الأميركيَّة. ومن المنتظر أن يكون الحفل من "أكثر حفلات الأوسكار ثورية"، كما وصفته مجلة "فارايتي" في تقرير صحافي.
فقد أعلن، المخرج الإيراني أصغر فرهادي، والممثلة ترانه عليدوتشي، والممثل شهاب الحسيني (طاقم فيلم "البائع" المرشح باسم إيران لجائزة "أوسكار" أفضل فيلم أجنبي) عدم حضورهم للحفل القادم، حتى في حال علمهم بفوز الفيلم، وذلك احتجاجاً على منع الرئيس الأميركي الجديد للإيرانيين من دخول البلاد. ويأتي ذلك، أيضاً، بعد وقتٍ قصير من خطاب الممثلة، ميريل ستريب، في حفل توزيع جوائز "الكرة الذهبية"، والذي خصَّصت أغلبه للهجوم على ترامب، والتعبير عن موقف معاد لسياساته المعلنة ضد الأقليات في أميركا.
لذلك، وقبل أسابيع قليلة من الحفل، نستعرضُ معكم عدداً من الخطب والمواقف السياسية عبر تاريخ حفلات “الأوسكار"، والتي ستنضم لها، بالتأكيد، لحظات أخرى في الحفل المقبل.
مارلون براندو والهنود الحمر (حفل عام 1973)
واحدةٌ من أشهر اللحظات في تاريخ الحفل. إذْ رَفَض الممثّل، مارلون براندو، استلام جائزة "الأوسكار" عن دوره التاريخي في فيلم "الأب الروحي". وأرسَل بدلاً منه الناشطة في جمعيّة حقوق السكان الأصليين لأميركا، ساشين ليتلفيد. وأعلنَت عن اعتذار براندو عن تسلم الجائزة بسبب "المعاملة المُهينة التي يتلقّاها الهنود الحمر في هوليوود" وكانت تلك اللحظة فارقة، وأدَّت لانتباه عالمي وإعلامي كبير، لما يحدث اتجاه الهنود.
فينيسا ريدغريف و"السفاحين الصهاينة" (حفل عام 1978)
لحظة ثورية أخرى خلال السبعينيات، حين فازت فينيسا ريدغريف بجائزة أفضل ممثلة مساعدة عن فيلم "جوليا"، في نفس العام الذي اشتركت وساهمت في تمويل فيلم وثائقي عن "منظمة التحرير الفلسطينية". وبسبب الهجوم العنيف عليها من قبل "جماعة الدفاع عن اليهودية" في أميركا، فقد قالت في خطبتها "إننا جميعاً ضد العنف والفاشية، وضد التهديدات التي تمارسها حفنة صغيرة من السفاحين الصهاينة".
مايكل مور والـ"عار على بوش" (حفل عام 2003)
بعد أيام قليلة جداً من بداية الحرب الأميركية على العراق، أقيم حفل توزيع جوائز "الأوسكار" رقم 75، والذي فاز فيه المخرج الشهير، مايكل مور، بجائزة أفضل فيلم وثائقي. وفي الخطبة الأشهر ربما خلال الألفية، قال مور إننا "نعيش في زمن يرسلنا رجل إلى الحرب لأسباب خيالية". قبل أن يختتم بصيحته "نحن ضد هذه الحرب، العار عليك يا سيد بوش! نحن لا نريد تلك الحرب"، ليقف الجميع في المسرح مصفقين كتحيّة وموافقة.
إيرول موريس و"جحر الأرنب في العراق" (حفل عام 2004)
بعدَ عامٍ من الحرب الأميركية على العراق، وصيحة مور ضد بوش، يأتي مخرج الأفلام الوثائقية، إيرول موريس، في خطبة هجائية مرة أخرى بعد فوز فيلمه "ضباب الحرب" بجائزة "أوسكار" أفضل فيلم وثائقي، إذ ربط بين الحرب الفيتنامية القديمة وحرب العراق الحالية، قائلاً "منذ أربعين عاماً نزلنا إلى جحر أرنب في فيتنام، والنتيجة كانت أن ملايين قد ماتوا"، قبل أن يكمل "أخشى أننا، الآن، ننزل مرة أخرى إلى جحر الأرنب".
جاريد ليتو والمتظاهرون في أوكرانيا وفنزويلا (حفل عام 2014)
واحدة من أكثر خطب "الأوسكار" تأثيراً، كانت لجاريد ليتو، حين فاز قبل عدة أعوام بجائزة أفضل ممثل مساعد عن فيلم "نادي دالاس". إذ تحدث عن والدته، وعن أحقية المصابين بمرض الإيدز في نيل رعاية مجتمعيّة ملائمة. ولكن الجزء الأهم، كان إشارته المهمة للاحتجاجات الاقتصادية التي تجري حينها في فنزويلا وأوكرانيا، والقمع الحكومي الذي يمارس ضدهم، وهو الأمر الذي كان له أثر كبير في تلك اللحظة.
باتريشا أرغيت والمساواة في الأجور (حفل عام 2015)
الممثلة، باتريشا أرغيت، فازت بجائزة "أوسكار" أفضل ممثلة مساعدة عن فيلم "صبا" (الذي صورته في 12 عاماً رفقة المخرج ريتشارد لينكلاتر). وجاء الجزء الأهم من خطبتها في الإشارة لقضية "مساواة الأجور بين الجنسين" في الولايات المتحدة، وهو الأمر الذي تمت مناقشته بشكل موسع إثر تلك الخطبة.
اقــرأ أيضاً
ليوناردو دي كابريو والاحتباس الحراري (حفل عام 2016)
الممثل، ليوناردو دي كابريو، هو واحد من الناشطين طوال السنوات السابقة في قضية الاحتباس الحراري، حديثه مع آل غور عن فيلم "حقيقة مزعجة"، أثناء حفل "أوسكار" عام 2006 كان لحظة مهمة، قبل أن يعود بعدها، وفي اللحظة الأهم في حياته، أثناء خطبة جائزة "أوسكار" أفضل ممثل عام 2016 عن فيلم "العائد"، ليتحدَّث عن أن "التغير المناخي هو حقيقة تحدث الآن وكل يوم"، ويطالب بـ "دعم كل القادة حول العالم، من أجل إنقاذ البشرية كلها".
اقــرأ أيضاً
وفي هذه المرة، لن يكون الاهتمام فنيّاً ومن محبي السينما والأفلام فقط، بل، أيضاً، بسبب الطابع السياسي المنتظر للحفل المقبل، والذي يأتي في لحظة مرتبكة وضاغطة جداً في التاريخ الأميركي الحديث، بعد تولي، دونالد ترامب، رئاسة الولايات المتحدة الأميركيَّة. ومن المنتظر أن يكون الحفل من "أكثر حفلات الأوسكار ثورية"، كما وصفته مجلة "فارايتي" في تقرير صحافي.
فقد أعلن، المخرج الإيراني أصغر فرهادي، والممثلة ترانه عليدوتشي، والممثل شهاب الحسيني (طاقم فيلم "البائع" المرشح باسم إيران لجائزة "أوسكار" أفضل فيلم أجنبي) عدم حضورهم للحفل القادم، حتى في حال علمهم بفوز الفيلم، وذلك احتجاجاً على منع الرئيس الأميركي الجديد للإيرانيين من دخول البلاد. ويأتي ذلك، أيضاً، بعد وقتٍ قصير من خطاب الممثلة، ميريل ستريب، في حفل توزيع جوائز "الكرة الذهبية"، والذي خصَّصت أغلبه للهجوم على ترامب، والتعبير عن موقف معاد لسياساته المعلنة ضد الأقليات في أميركا.
لذلك، وقبل أسابيع قليلة من الحفل، نستعرضُ معكم عدداً من الخطب والمواقف السياسية عبر تاريخ حفلات “الأوسكار"، والتي ستنضم لها، بالتأكيد، لحظات أخرى في الحفل المقبل.
مارلون براندو والهنود الحمر (حفل عام 1973)
واحدةٌ من أشهر اللحظات في تاريخ الحفل. إذْ رَفَض الممثّل، مارلون براندو، استلام جائزة "الأوسكار" عن دوره التاريخي في فيلم "الأب الروحي". وأرسَل بدلاً منه الناشطة في جمعيّة حقوق السكان الأصليين لأميركا، ساشين ليتلفيد. وأعلنَت عن اعتذار براندو عن تسلم الجائزة بسبب "المعاملة المُهينة التي يتلقّاها الهنود الحمر في هوليوود" وكانت تلك اللحظة فارقة، وأدَّت لانتباه عالمي وإعلامي كبير، لما يحدث اتجاه الهنود.
فينيسا ريدغريف و"السفاحين الصهاينة" (حفل عام 1978)
لحظة ثورية أخرى خلال السبعينيات، حين فازت فينيسا ريدغريف بجائزة أفضل ممثلة مساعدة عن فيلم "جوليا"، في نفس العام الذي اشتركت وساهمت في تمويل فيلم وثائقي عن "منظمة التحرير الفلسطينية". وبسبب الهجوم العنيف عليها من قبل "جماعة الدفاع عن اليهودية" في أميركا، فقد قالت في خطبتها "إننا جميعاً ضد العنف والفاشية، وضد التهديدات التي تمارسها حفنة صغيرة من السفاحين الصهاينة".
مايكل مور والـ"عار على بوش" (حفل عام 2003)
بعد أيام قليلة جداً من بداية الحرب الأميركية على العراق، أقيم حفل توزيع جوائز "الأوسكار" رقم 75، والذي فاز فيه المخرج الشهير، مايكل مور، بجائزة أفضل فيلم وثائقي. وفي الخطبة الأشهر ربما خلال الألفية، قال مور إننا "نعيش في زمن يرسلنا رجل إلى الحرب لأسباب خيالية". قبل أن يختتم بصيحته "نحن ضد هذه الحرب، العار عليك يا سيد بوش! نحن لا نريد تلك الحرب"، ليقف الجميع في المسرح مصفقين كتحيّة وموافقة.
إيرول موريس و"جحر الأرنب في العراق" (حفل عام 2004)
بعدَ عامٍ من الحرب الأميركية على العراق، وصيحة مور ضد بوش، يأتي مخرج الأفلام الوثائقية، إيرول موريس، في خطبة هجائية مرة أخرى بعد فوز فيلمه "ضباب الحرب" بجائزة "أوسكار" أفضل فيلم وثائقي، إذ ربط بين الحرب الفيتنامية القديمة وحرب العراق الحالية، قائلاً "منذ أربعين عاماً نزلنا إلى جحر أرنب في فيتنام، والنتيجة كانت أن ملايين قد ماتوا"، قبل أن يكمل "أخشى أننا، الآن، ننزل مرة أخرى إلى جحر الأرنب".
جاريد ليتو والمتظاهرون في أوكرانيا وفنزويلا (حفل عام 2014)
واحدة من أكثر خطب "الأوسكار" تأثيراً، كانت لجاريد ليتو، حين فاز قبل عدة أعوام بجائزة أفضل ممثل مساعد عن فيلم "نادي دالاس". إذ تحدث عن والدته، وعن أحقية المصابين بمرض الإيدز في نيل رعاية مجتمعيّة ملائمة. ولكن الجزء الأهم، كان إشارته المهمة للاحتجاجات الاقتصادية التي تجري حينها في فنزويلا وأوكرانيا، والقمع الحكومي الذي يمارس ضدهم، وهو الأمر الذي كان له أثر كبير في تلك اللحظة.
باتريشا أرغيت والمساواة في الأجور (حفل عام 2015)
الممثلة، باتريشا أرغيت، فازت بجائزة "أوسكار" أفضل ممثلة مساعدة عن فيلم "صبا" (الذي صورته في 12 عاماً رفقة المخرج ريتشارد لينكلاتر). وجاء الجزء الأهم من خطبتها في الإشارة لقضية "مساواة الأجور بين الجنسين" في الولايات المتحدة، وهو الأمر الذي تمت مناقشته بشكل موسع إثر تلك الخطبة.
ليوناردو دي كابريو والاحتباس الحراري (حفل عام 2016)
الممثل، ليوناردو دي كابريو، هو واحد من الناشطين طوال السنوات السابقة في قضية الاحتباس الحراري، حديثه مع آل غور عن فيلم "حقيقة مزعجة"، أثناء حفل "أوسكار" عام 2006 كان لحظة مهمة، قبل أن يعود بعدها، وفي اللحظة الأهم في حياته، أثناء خطبة جائزة "أوسكار" أفضل ممثل عام 2016 عن فيلم "العائد"، ليتحدَّث عن أن "التغير المناخي هو حقيقة تحدث الآن وكل يوم"، ويطالب بـ "دعم كل القادة حول العالم، من أجل إنقاذ البشرية كلها".