أعلنت "ناسا"، يوم الأربعاء، عن اكتشاف نظام شمسي يضمّ سبعة كواكب بحجم الكرة الأرضية، ما يعدُّ الفرصة الواقعية الأولى للبحث عن الحياة خارج المجموعة الشمسية.
تدور هذه الكواكب حول نجم اسمه "ترابيست-1"، ويبعد حوالى 40 سنة ضوئية عن كوكب الأرض، أو ما يعادل 235 تريليون ميل. وبالنسبة لعلماء الفلك، فإن المسافة قريبة نسبياً، وتعدّ قابلة للعبور بالمركبات الفضائية في المستقبل. واللافت، أن محور دوران الكواكب السبعة المذكورة يسمح بدراستها بالتفصيل.
وصرّح العلماء أن كوكباً أو أكثر من الكواكب المكتشفة قد يحتوي على درجة الحرارة المناسبة ليغمر بالمياه، اعتماداً على المسافة بين الكواكب السبعة ونجم "ترابيست-1". وقال عالم الفلك في جامعة لييج في بلجيكا، مايكل غيلون، إنها "المرة الأولى التي يتمّ فيها اكتشاف هذا العدد من الكواكب حول النجم نفسه"، علماً أن غيلون مسؤول عن فريق أبحاث دولي مهمته مراقبة "ترابيست-1"، وذلك في اتصال هاتفي معه، خلال مؤتمر صحافي عقدته مجلة Nature التي نشرت نتائج الدراسات يوم الأربعاء.
وكان العلماء خلال المؤتمر الصحافي، قد أشاروا إلى إمكانية اكتشاف أدلة دامغة على وجود كائنات فضائية Aliens، إذ قال عالم الفلك في جامعة كامبريدج في بريطانيا، والعضو أيضاً في فريق الأبحاث الدولي، أموري إتش إم جاي ترايود: "أعتقد أننا قد حققنا خطو حاسمة باتجاه إيجاد أي إمكانية للحياة هناك"، وأضاف "هنا (على الكواكب المكتشفة) إذ تمكنت الحياة من الازدهار وإطلاق غازات مماثلة لتلك الموجودة على كوكب الأرض، فسنعرف".
ويعد القزم الأحمر البارد من أكثر أنواع النجوم شيوعاً، لذا فمن المرجح أن يكتشف علماء الفلك المزيد من الكواكب التي تدور حول "ترابيست-1" في السنوات المقبلة. وفي سياق متصل، أشار المدير المساعد في مهمة "ناسا" العلمية هذه، توماس زورباتشن، إلى أننا "يمكننا تخيل وجود أكثر من عالم قابل للسكن"، وذلك خلال المؤتمر الصحافي نفسه. وسأل زورباتشن "هل نحن وحدنا في هذا العالم؟ نحن نحقق خطوة باتجاه المعرفة الحاسمة لهذا الموضوع، بل نحقق قفزة في الواقع نحو اكتشاف الأجوبة عن هذا السؤال".
وأوضح العلماء أيضاً أن التلسكوبات على الأرض وتلسكوب هابل الفضائي ستكون قادرة على تمييز بعض الجزيئات في الأغلفة الجوية للكواكب المكتشفة، كما أن تلسكوب "جيمس ويب" الفضائي، والمقرر إطلاقه في العام المقبل، مصمم للتناظر مع الأشعة تحت الحمراء للضوء، ما يجعله مثالياً لدراسة ترابيست-1".
وبيّن العلماء خلال مؤتمرهم الصحافي أيضاً أن المعلومات حول الحالات المختلفة للكواكب السبعة المكتشفة ستكون مبشرة أيضاً، إذ إن "كواكب ترابيست-1 تجعل من إمكانية البحث عن حياة في المجرة وشيكة"، وفقاً لعالمة الفلك في معهد ماساتشوستس التكنولوجي، سارا سيغر، علماً أنها لم تكن عضواً في الفريق الدولي المكلف بهذا البحث. وأوضحت سيغر "للمرة الأولى على الإطلاق، لسنا بحاجة للتكهن. علينا فقط الانتظار، وبعدها إجراء ملاحظات بالغة الدقة، لنعرف ونرى الأغلفة الجوية لكواكب ترابيست".
وفي المقابل، لو تبيّن أن الكواكب المكتشفة حديثاً كافة غير صالحة للحياة، فإن العلماء سيستطيعون عبر دراستها تحديد الأسباب التي تمنع ازدهار الحياة عليها. لطالما عرف علماء الفلك أن النجوم الأخرى يجب أن يكون لديها كواكب، ولكن حتى بضعة عقود مضت، لم يكونوا قادرين على اكتشافها وتحديدها. حتى الآن، استطاعوا تأكيد وجود 3400 كوكب خارج المجموعة الشمسية، وفقاً للكتالوغ المفتوح للكواكب التي تدور حول النجوم (باستثناء الشمس). وتجدر الإشارة إلى أن معدّي الدراسة التي نشرتها Nature، يضمون بينهم ديديير كويلوز، وهو أحد علماء الفلك الذين اكتشفوا الكوكب الأول (خارج المجموعة الشمسية) الذي يدور حول نجم يشبه الشمس، وذلك في عام 1995.
وعلى الرغم من أن الكواكب التي تدور حول "ترابيست-1" يوازي حجمها حجم كوكب الأرض تقريباً (زائد أو ناقص 25 في المئة)، فإن النجم يختلف اختلافاً شديداً عن الشمس. إذ إن "ترابيست-1" الذي سمّي بهذا الاسم تيمناً بتلسكوب آلي في صحراء أتاكاما في تشيلي استخدم أساساً لدراسة هذا النجم، هو من نوع "القزم فائق البرودة"، وكتلته توازي فقط 1/12 كتلة الشمس، ودرجة حرارة سطحه تبلغ 4150 درجة فهرنهايت، أي أبرد بحوالي عشرة آلاف درجة من الإشعاعات الشمسية. وخلال مؤتمر "ناسا" الصحافي، أعطى العالم غيلون تشبيهاً بسيطاً لهذا النجم، قائلاً "إذا كانت الشمس بحجم كرة السلة، فإن ترابيست-1 بحجم كرة الغولف".
وصولاً إلى السنوات القليلة الماضية، ركزّ العلماء في بحثهم عن حياة أخرى خارج كوكب الأرض على الكواكب الذي يماثل حجمها حجم الأرض، وتدور حول نجوم تشبه الشمس. لكن من الصعب جداً فرز ضوء أحد الكواكب من وهج نجم ساطع، لذا فإن الأقزام الصغيرة القاتمة أسهل للدراسة.
اقــرأ أيضاً
في العام الماضي، أعلن علماء الفلك عن اكتشاف كوكب بحجم الأرض يدور حول نجم "بروكسيما سنتوري"، وهو النجم الأقرب إلى كوكب الأرض، ويبعد عنه حوالي 4.24 سنوات ضوئية فقط. وجاء هذا الاكتشاف بناءً على تقنيات عدة مختلفة لا تسمح بدراسة الغلاف الجوي للكوكب.
خفت ضوء "ترابيست-1" دورياً بشكل ملحوظ، ما يدل على أن الكوكب قد يمر أمام النجم، ويحجب جزءاً من الضوء. واستطاع العلماء، اعتماداً على أشكال المنحدرات، احتساب حجم الكوكب. وراقب تلسكوب "سبيتزر" النجم على مدار الساعة، على مدى عشرين يوماً، وتمكن من التقاط 34 عبوراً. وهكذا مع الملاحظات على الأرض، استطاع العلماء احتساب سبعة كواكب، لكنها صغيرة وقريبة جداً من النجم، ما يصعب إمكانية تصويرها مباشرة.
وصرّح العلماء أن كوكباً أو أكثر من الكواكب المكتشفة قد يحتوي على درجة الحرارة المناسبة ليغمر بالمياه، اعتماداً على المسافة بين الكواكب السبعة ونجم "ترابيست-1". وقال عالم الفلك في جامعة لييج في بلجيكا، مايكل غيلون، إنها "المرة الأولى التي يتمّ فيها اكتشاف هذا العدد من الكواكب حول النجم نفسه"، علماً أن غيلون مسؤول عن فريق أبحاث دولي مهمته مراقبة "ترابيست-1"، وذلك في اتصال هاتفي معه، خلال مؤتمر صحافي عقدته مجلة Nature التي نشرت نتائج الدراسات يوم الأربعاء.
وكان العلماء خلال المؤتمر الصحافي، قد أشاروا إلى إمكانية اكتشاف أدلة دامغة على وجود كائنات فضائية Aliens، إذ قال عالم الفلك في جامعة كامبريدج في بريطانيا، والعضو أيضاً في فريق الأبحاث الدولي، أموري إتش إم جاي ترايود: "أعتقد أننا قد حققنا خطو حاسمة باتجاه إيجاد أي إمكانية للحياة هناك"، وأضاف "هنا (على الكواكب المكتشفة) إذ تمكنت الحياة من الازدهار وإطلاق غازات مماثلة لتلك الموجودة على كوكب الأرض، فسنعرف".
ويعد القزم الأحمر البارد من أكثر أنواع النجوم شيوعاً، لذا فمن المرجح أن يكتشف علماء الفلك المزيد من الكواكب التي تدور حول "ترابيست-1" في السنوات المقبلة. وفي سياق متصل، أشار المدير المساعد في مهمة "ناسا" العلمية هذه، توماس زورباتشن، إلى أننا "يمكننا تخيل وجود أكثر من عالم قابل للسكن"، وذلك خلال المؤتمر الصحافي نفسه. وسأل زورباتشن "هل نحن وحدنا في هذا العالم؟ نحن نحقق خطوة باتجاه المعرفة الحاسمة لهذا الموضوع، بل نحقق قفزة في الواقع نحو اكتشاف الأجوبة عن هذا السؤال".
وأوضح العلماء أيضاً أن التلسكوبات على الأرض وتلسكوب هابل الفضائي ستكون قادرة على تمييز بعض الجزيئات في الأغلفة الجوية للكواكب المكتشفة، كما أن تلسكوب "جيمس ويب" الفضائي، والمقرر إطلاقه في العام المقبل، مصمم للتناظر مع الأشعة تحت الحمراء للضوء، ما يجعله مثالياً لدراسة ترابيست-1".
وبيّن العلماء خلال مؤتمرهم الصحافي أيضاً أن المعلومات حول الحالات المختلفة للكواكب السبعة المكتشفة ستكون مبشرة أيضاً، إذ إن "كواكب ترابيست-1 تجعل من إمكانية البحث عن حياة في المجرة وشيكة"، وفقاً لعالمة الفلك في معهد ماساتشوستس التكنولوجي، سارا سيغر، علماً أنها لم تكن عضواً في الفريق الدولي المكلف بهذا البحث. وأوضحت سيغر "للمرة الأولى على الإطلاق، لسنا بحاجة للتكهن. علينا فقط الانتظار، وبعدها إجراء ملاحظات بالغة الدقة، لنعرف ونرى الأغلفة الجوية لكواكب ترابيست".
وفي المقابل، لو تبيّن أن الكواكب المكتشفة حديثاً كافة غير صالحة للحياة، فإن العلماء سيستطيعون عبر دراستها تحديد الأسباب التي تمنع ازدهار الحياة عليها. لطالما عرف علماء الفلك أن النجوم الأخرى يجب أن يكون لديها كواكب، ولكن حتى بضعة عقود مضت، لم يكونوا قادرين على اكتشافها وتحديدها. حتى الآن، استطاعوا تأكيد وجود 3400 كوكب خارج المجموعة الشمسية، وفقاً للكتالوغ المفتوح للكواكب التي تدور حول النجوم (باستثناء الشمس). وتجدر الإشارة إلى أن معدّي الدراسة التي نشرتها Nature، يضمون بينهم ديديير كويلوز، وهو أحد علماء الفلك الذين اكتشفوا الكوكب الأول (خارج المجموعة الشمسية) الذي يدور حول نجم يشبه الشمس، وذلك في عام 1995.
وعلى الرغم من أن الكواكب التي تدور حول "ترابيست-1" يوازي حجمها حجم كوكب الأرض تقريباً (زائد أو ناقص 25 في المئة)، فإن النجم يختلف اختلافاً شديداً عن الشمس. إذ إن "ترابيست-1" الذي سمّي بهذا الاسم تيمناً بتلسكوب آلي في صحراء أتاكاما في تشيلي استخدم أساساً لدراسة هذا النجم، هو من نوع "القزم فائق البرودة"، وكتلته توازي فقط 1/12 كتلة الشمس، ودرجة حرارة سطحه تبلغ 4150 درجة فهرنهايت، أي أبرد بحوالي عشرة آلاف درجة من الإشعاعات الشمسية. وخلال مؤتمر "ناسا" الصحافي، أعطى العالم غيلون تشبيهاً بسيطاً لهذا النجم، قائلاً "إذا كانت الشمس بحجم كرة السلة، فإن ترابيست-1 بحجم كرة الغولف".
وصولاً إلى السنوات القليلة الماضية، ركزّ العلماء في بحثهم عن حياة أخرى خارج كوكب الأرض على الكواكب الذي يماثل حجمها حجم الأرض، وتدور حول نجوم تشبه الشمس. لكن من الصعب جداً فرز ضوء أحد الكواكب من وهج نجم ساطع، لذا فإن الأقزام الصغيرة القاتمة أسهل للدراسة.
في العام الماضي، أعلن علماء الفلك عن اكتشاف كوكب بحجم الأرض يدور حول نجم "بروكسيما سنتوري"، وهو النجم الأقرب إلى كوكب الأرض، ويبعد عنه حوالي 4.24 سنوات ضوئية فقط. وجاء هذا الاكتشاف بناءً على تقنيات عدة مختلفة لا تسمح بدراسة الغلاف الجوي للكوكب.
خفت ضوء "ترابيست-1" دورياً بشكل ملحوظ، ما يدل على أن الكوكب قد يمر أمام النجم، ويحجب جزءاً من الضوء. واستطاع العلماء، اعتماداً على أشكال المنحدرات، احتساب حجم الكوكب. وراقب تلسكوب "سبيتزر" النجم على مدار الساعة، على مدى عشرين يوماً، وتمكن من التقاط 34 عبوراً. وهكذا مع الملاحظات على الأرض، استطاع العلماء احتساب سبعة كواكب، لكنها صغيرة وقريبة جداً من النجم، ما يصعب إمكانية تصويرها مباشرة.