بين الصيدلة وصناعة الحلويات

غزة

جهاد عويص

avata
جهاد عويص
06 ديسمبر 2017
AC3D0704-C6B1-416E-B58F-07D0C8445D55
+ الخط -
شاءت الأقدار للشابة دعاء حسان بعد تخرجها من كلية الصيدلة في جامعة الأزهر بغزة، لتتصالح مع مطبخها، بعدما تعثرت خطواتها في عدم حصولها على فرصة عمل في مجالها، إذ قادتها حالة التصالح مع تلك الجدران التي اعتادت على الهروب منها طوال السنين الماضية، إلى إيجاد فرصة تؤمن لها مصدر رزق لم تحصل عليه بشهادتها.
حالة الضجر من البطالة فرغتها حسان داخل مطبخها، وبدأت حينها بالتدرب شيئًا فشيئًا على صناعة الطعام ومنه الكيك، إلى أن وصلت إلى شيء فريد بها، وهو تزيين الحلوى بأشكال ورسومات وأساليب مختلفة، تنجذب العين لها، وأصبحت الصيدلانية تُفرغ وقت بطالتها عن العمل في صناعة الحلوى غير التقليدية.
عامٌ كامل من التنقل بين فرص العمل المؤقتة، والتدرب داخل المطبخ على صناعة الحلوى وتزيينها بأشكال مختلفة، جعلت القدر يُبعدها عن شبح البطالة شيئًا قليلاً، إذ وجدت فرصةً للعمل في مجالها، لكنها رفضت التخلي عن مشروعها وطموحها في المجال الذي تعلمته، وبدأت بترتيب وقتها بين عملها بدراستها وآخر في هوايتها.
توضح حسان لـ"العربي الجديد"، أن الفرص المؤقتة للعمل بعد تخرجها انتهت بها داخل منزلها، وأضحى الفراغ يقتل وقتها، وبدأت بالتصالح مع المطبخ وتعلم أشياء كثيرة حول صناعة الحلوى وتزيينها، وتتعلم كل يوم شيئًا جديدًا في تلك الهواية التي أحبتها.
وتبين الشابة الصيدلانية أن تصفُّحها لمواقع الانترنت جذبها إلى فنون الطبخ، والذي ولّد لديها حالة من الشغف لتعلم مجال صناعة الحلويات، ومنه تخصصت في صناعة الكيك وتزيينه بقوالب وأشكال مختلفة لم يعتد الفلسطينيون عليها، وهذا ما ترجمته الردود الإيجابية على أعمالها التي تنشرها على صفحاتها الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتقول حسان (28 عامًا) في حديثها: "عائلتي وصديقاتي شجعوني على المضي قدمًا في عملي، كونه شكل جديد من قوالب الكيك التي لم تنتشر في غزة".
وعلى الرغم من عملها في إحدى الصيدليات لساعات طويلة، إلا أن مجال هوايتها الذي أتقنته مع السنين لم يوقفها عن قضاء وقتٍ آخر في المطبخ وتعلم الأشياء الجديدة على غرار عملها المُرهق نهارًا، فأخرجت كيكًا مختلفًا بأشكال دمية "سبونج بوب"، و"باربي" وكيكًا بأشكال العرائس، وأخرى عن الأجندة والكثير من الرسومات.
وعن أسعار بيع الكيك، تلفت حسان إلى أن أسعاره مشابهة للتي تباع في محلات الحلوى، لكن الاختلاف يكون في الكيك الخاص الذي تصنعه وتُزينه بشكل ورسومات مختلفة، حيث يتراوح ما بين 80 إلى 150 شيكلاً، كونه يحتاج لمواد مختلفة في تزيينه ووقت أطول في صناعته.
وتستخدم حسان أدوات بدائية في صناعة الكيك والتقطيع ورسم الأشكال، كما أنها وجدت من ذلك العمل فرصة توفر لها مصروفًا خاصًا بها على غرار عملها في مجال الصيدلة، كما أنها تتلقى الطلبات من متابعيها على مواقع التواصل الاجتماعي لصناعة حلوى خاصة بهم، وتعتذر من آخرين بحسب وقت تفرغها.
ودفعت البطالة التي تضرب غزة بنسبة وصلت إلى 41 في المائة، الخريجين للبحث عن مشاريع ذاتية تؤمن لهم مصروفًا خاصًا يُصبرهم على عذابات الحياة القاسية في القطاع المحاصر إسرائيليًا منذ 11 عامًا، مع تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية سوءًا ونُدرة فرص العمل، وانسداد الأفق أمام طموحاتهم وتطلعاتهم.
دلالات

ذات صلة

الصورة
ميديا بنجامين (حسابها على إكس)

سياسة

تروي ميديا بنجامين اليهودية الأميركية الأكثر شهرة في التضامن مع غزة حادثة قاسية حصلت معها وغيّرت مجرى حياتها لتصبح الناشطة الأبرز في معارضة الحروب.
الصورة
مخيم جباليا يعاني من دمار واسع، 1 يونيو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

أعلنت لجنة طوارئ البلديات، في شمال قطاع غزة، اليوم الأحد، أن منطقة جباليا وبلدة بيت حانون شمالي القطاع، أصبحتا "مناطق منكوبة"، نتيجة الحرب.
الصورة
أطفال ينتظرون في الطابور للحصول على طعام في دير البلح، 28 مايو 2024(الأناضول)

مجتمع

أطلقت أكثر من مئة منظمة مجتمع مدني ونقابة فلسطينية، اليوم الأربعاء، نداء عاجلاً للمطالبة بإعلان غزة منطقة منكوبة بالمجاعة والتلوث البيئي وانتشار الأمراض.
الصورة
ذكرى النكبة حاضرة في فعاليات نصرة الأسرى الفلسطينيين (العربي الجديد)

سياسة

لم تغب معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي في مناسبة ذكرى النكبة الفلسطينية الـ76،
التي تحل اليوم الثلاثاء في ظل الحرب على غزة.
المساهمون