جينيفر لورانس لـ"العربي الجديد": رأس مالي الفني هو الموهبة والعفوية

16 أكتوبر 2017
جينيفر لورانس في مهرجان تورونتو (إيما ماكإنتير/Getty)
+ الخط -
تحتل جينيفر لورانس (26 سنة) بطلة سلسلة أفلام "هانغر غيمز"، ثم أيضاً أجزاء "إكس مين"، و"كتاب الألعاب الفضية" الذي جلب لها جائزة أوسكار أفضل ممثلة في العام 2013، و"عظام الشتاء" و"مشاغبة أميركية"، مكانة شبه استثنائية في دنيا الفن السابع الهوليوودي. فهي إضافة إلى موهبتها الدرامية القديرة وشعبية أفلامها على المستوى العالمي، امرأة ذكية وجذابة ورشيقة ومبتسمة دائماً.
جاءت لورانس إلى باريس للترويج لفيلمها الأخير "يا أمي"، من إخراج شريك حياتها، دارين أرونوفسكي، وحيث تتقاسم البطولة مع كل من النجوم خافيير بارديم وإيد هاريس وميشيل فايفر، فالتقتها "العربي الجديد" وحاورتها.



حدثينا عن فيلم "يا أمي" (mother)، وهو مبرر زيارتك لباريس حالياً؟
- دعني أقول أولاً أنني مولعة بباريس، ويا ليتني كنت أستطيع أن أرد على سؤالك قائلة إنني هنا لمجرد السياحة والتمتع بكل ما هو مثير للاهتمام في باريس، وما أكثر هذه الأشياء. لكنك على حق، بما أنني أتيت من أجل أن أدافع عن فيلم "يا أمي" أولاً وأخيراً.

ألا يتبقى لك وقت للتمتع بمزايا باريس؟
- أخطف لحظات هنا وهناك، لكنني لست حرة في تصرفاتي، ومرتبطة بعقد مع الشركة المنتجة للفيلم.

في مهرجان البندقية (فيتورو زونينو تشيلوتو/Getty)



لكن دارين أرونوفسكي مخرج الفيلم هو شريك حياتك حسب معلوماتنا، ألا يستطيع بالتالي ترك العنان بعض الشيء لحريتك؟
- إنه المخرج، مثلما تقول بنفسك، وليس المنتج، وهو بدوره يخضع لعقد مبرم بينه وبين المنتجين.

هل معنى كلامك أنكما ممنوعان إذاً من التمتع بسهرة باريسية بعيداً عن أجواء ترويج الفيلم؟
- لن أرد على سؤالك بما أنني ذكرت لك تواً أنني أخطف لحظات هنا وهناك.

لنعد إلى موضوعنا الأصلي وهو فيلم "يا أمي"، فماذا عنه؟
- لقد أعجبتني الحبكة التي يرويها "يا أمي" فور قراءتي السيناريو الذي أرسله إليّ دارين (أرونوفسكي)، وأحب أن أوضح أننا أنا وهو في ذلك الحين لم نكن على علاقة مع بعضنا، ولم تكن تربطنا سوى علاقة مهنيّة فقط، الأمر الذي يعني أنني لم أخضع لأي ضغط عاطفي حتى أقبل الدور. لقد وجدت الحبكة إذاً قوية وكاتمة للأنفاس، كما عثرت في الشخصية المطروحة علي على مقومات مثيرة وغامضة تضارع تلك المتوافرة لدى الشخصيتين الأخريين في النص، وهذا وحده دفع بي إلى الموافقة الفورية على توقيع العقد مع المنتجين.

وما هي هذه الحبكة بالتحديد؟
- تدور الأحداث في بيت كبير يقيم فيه رجل مع زوجته، وتبدو عليهما بوادر السعادة والرفاهية إلى حين وصول شخصين، رجل وامرأة أكبر بكثير منهما في العمر، وإلحاح كل من الضيفين على الإقامة الموقتة في البيت لأسباب ستتضح مع مرور الأيام. والغريب، أن الزوج يبدو وكأنه كان يتوقع مثل هذه الزيارة المفاجئة، فهو يحسن معاملة ضيوفهما ويتصرف وكأنه يخافهما إلى حد ما، وهو شيء تعجز عن إدراكه الزوجة. وستكشف الأحداث في ما بعد عن سر رهيب يربط بين جميع الشخصيات، وأنا لن أبوح به هنا، وإلا ما الفائدة من عملية الترويج إذاً؟

خلال عرض فيلم "ماذر" (جيلبيرت كاراسكييو/Getty)



قد يحبسك فيلم "يا أمي" في اللون البوليسي المبني على الإثارة والنصب والدجل، فهل تميلين إلى هذا النوع السينمائي؟ وألا يضايقك مثل هذا الاحتمال؟
- أجل، أنا أميل إلى أفلام روبرت دي نيرو مثلاً، ثم إيريك بانا وأورلاندو بلوم وغيرهما من أصحاب الأدوار الذكية في ميدان حكايات الاحتيال في شكل عام. في مراهقتي شاهدت كل أفلام العمالقة الذين لمعوا في هذا السجل السينمائي، ودخلوا تاريخ الفن السابع، وبينهم روبرت ميتشوم وجيمس كاغني وكيرك دوغلاس، وتمتعت بمشاهدة هذه الأفلام مرات ومرات. لا أعني بكلامي هذا مدى رغبتي في التخصص في أي لون كان، لكن الظهور بين حين وآخر في مثل هذا النوع السينمائي الجديد علي، لن يضايقني اطلاقاً.

أنت بقيت متخصصة في التلفزيون سنوات عدة قبل أن تأتي إليك السينما، فكيف حدث الانتقال من الشاشة الصغيرة إلى الكبيرة؟
- لقد خضعت لاختبار تقليدي جداً أمام الكاميرا، في شأن تمثيل الشخصية النسائية الأولى الخاصة بفيلم "عظام الشتاء"، وعلمت في ما بعد أن موهبتي العفوية، مثلما سمّتها مخرجة هذا العمل ديبرا غرانيك، لفتت انتباهها، أسوة بمسؤولي الشركة المنتجة. ودفعت بهم جميعاً إلى منحي دور البطولة من دون تردد. وهكذا انتقلت بسهولة من التلفزيون إلى السينما. والأمر نفسه حدث معي في أفلام أخرى. أي الموهبة والعفوية، وهما رأس مالي.


مع جائزة غولدن غلوب (مارك دايفس/Getty)



حدثينا عن مشوارك الفني؟
- بدأته في هوليوود وكنت لا أزال مراهقة، وذلك بعدما شاركت في الكثير من الأفلام الدعائية وفي الحملات الإعلانية المصورة الخاصة بشركات كبيرة في الموضة الخاصة بالفتيات. وإثر اكتشافي في نفسي مدى حبي للتمثيل والوقوف أمام الكاميرات وتحت الأضواء، التحقت بمعهد متخصص في الدراما، وتأكدت حينذاك أن مستقبلي يكمن في السينما والمسرح ولا شيء سوى ذلك. كما أنني عملت في خلال فترة تعليمي، في حلقات تلفزيونية كثيرة، إنما في أدوار ثانوية صغيرة.

كيف دار العمل إلى جوار روبرت دي نيرو في فيلم "كتاب الألعاب الفضية" الذي جلب لك جائزة أوسكار أفضل ممثلة؟
- وجدت نفسي لدى مشاركتي التمثيل معه، أواجه فناناً تشع منه قوة الشخصية إلى درجة تفوق ما أعيشه عندما أعمل أمام أي ممثل عادي، وهنا أدركت سرّ نجاحه مهما كان الدور الذي يتقمصه أمام الكاميرا. وفي الوقت نفسه، فهو يتصف بناحية إنسانية مميزة ويحيط كل الذين يعملون إلى جواره برعايته وبنصائحه. يحلل دي نيرو الفنان الواقف أمامه ويسعى إلى الرفع من شأنه فيما بعد أمام الكاميرا، وكل ذلك بطريقة خفية. كنت مضطربة في بادئ الأمر لمجرد فكرة التمثيل في مواجهته، وهذا أمر طبيعي بالنسبة لفنانة في مثل عمري تتقاسم بطولة فيلم مع عملاق من الدرجة الأولى. وقد ذاب هذا الإحساس على الفور عقب الانتهاء من تصوير أول مشهد بيني وبينه، فقد حرص دي نيرو على راحتي، وجعلني أشعر بأنني على مستواه الفني، وبأن دوري يعادل دوره من حيث الأهمية في الفيلم، وأنا مدينة له إلى حد ما بحصولي على جائزة الأوسكار عن عملي في هذا الفيلم.

هل تشعرين برغبة في الوقوف فوق خشبة المسرح أم أنك ممثلة سينمائية وتلفزيونية وحسب؟
- سبق أن مثلت فوق خشبة المسرح في بدايتي المهنية وفي مناسبات قليلة، وكان ذلك خصوصاً في أعمال درامية، لكنني لم أكن مستعدة لخوض التجربة، الأمر الذي لم يمنع نجاح المسرحيات التي ظهرت فيها في لوس أنجليس، وكذلك حصولي شخصياً على آراء إيجابية من قبل النقاد والجمهور. أعرف أن مشروعي المسرحي المقبل عندما يحدث، سيختلف تماماً عن تجاربي السابقة لأنني أريده من اللون الفكاهي الساخر.

تلتقط سيلفي مع إحدى معجباتها (تيم ويتبي/FilmMagic)




المساهمون