معبد حتشبسوت

22 يناير 2017
معبد حتشبسوت (Getty)
+ الخط -
في عهد الأسرة الـ 18 (زمن الدولة المصرية الحديثة)، وتحديداً في المنطقة التي كان يسميها القدماء "بيت المليون سنة"؛ أمرت الملكة حتشبسوت ابنة تحتمس الأول ببناء المعبد الذي حمل اسمها، على الضفة الغربية بمواجهة مدينة طيبة، عاصمة البلاد ومقر عبادة "آمون". استمر بناء المعبد 15 سنة من حكم الملكة، وهو الذي ظل باقياً في أحسن صورة منذ نحو 3500 سنة، وشاهداً على عظمة ملكها، ووثيقة كاشفة عن طبيعة سياساتها. كان هدف حتشبسوت من بنائه أن تؤدي فيه الطقوس الأخروية.
توفى زوج الملكة، حتشبسوت، تحتمس الثاني عام 1479 قبل الميلاد، تاركاً ابنه تحتمس الثالث رضيعاً، وعيّنت حتشبسوت وصية على الصبي، ومنه حاكمة للبلاد، وفي الوقت الذي كبر فيه تحتمس الثالث كانت حتشبسوت قد غيّرت رأيها، وفقاً لتقرير أصدرته "ناشيونال جيوغرافيك" عام 2009.
كانت منطقة المعبد منذ الدولة الوسطى، خاصة الأسرة الـ11، مخصصة لعبادة هاتور وآمون رع بالإضافة إلى حورس وأنوبيس وتتضمن المنطقة أيضاً معبد منتوحوتب الثاني وأطلال معبد تحتمس الثالث. وبعد نهاية عصر البطالمة وانتشار المسيحية في مصر استخدم الأقباط معبد حتشبسوت ومجموعة المعابد الملاصقة له ديراً من القرن السابع وحتى الـ11 الميلادي، وكان يسمى "دير فويبأمون"، بينما أطلق العرب على المنطقة آنذاك اسم "الدير البحري".

بذل علماء الآثار جهوداً كبيرة في كشف آثار الدير البحري، وفي الفترة من 1893 إلى 1897 قام الباحثان "أوغست مريت" و"إداوارد نافي" على إزالة أنقاض الدير لرؤية ما تحته من آثار المعبد، كذلك قام الأثري الإنكليزي "هوارد كارتر" (مكتشف مقبرة الملك توت عنخ آمون) بنقل الرسومات المكتشفة على الورق بمعاونة آخرين. وقد أثمرت تلك الجهود عن كشف العديد من الآثار التي دوّنها إدوارد نافي في سبعة كتب بعنوان "معبد الدير البحري".
يمتاز معبد حتشبسوت، المبني من الحجر الجيري، بعمارته الفريدة، المتميزة عن غيره من المعابد، إذ يوجد على الضفة الغربية من النيل في مواجهة "مدينة طيبة"، على عكس باقي المعابد التي بنيت على الضفة الشرقية. وهو يتكون من ثلاثة طوابق لها شرفات مفتوحة. وقد نصبت أمام أعمدة الطابق الثاني تماثيل ملونة للإله أوزوريس وللملكة حتشبسوت.
وتحتفظ جدران المعبد بالنقوش الجدارية المهمة التي تتحدث عن البعثات التجارية التي كانت ترسلها الملكة لبلاد بونت (الصومال) من أجل جلب البخور والمر والأخشاب والأشجار والحيوانات النادرة وفراء النمور الذي كان يرتديه بعض الكهنة.
ويتضمن المعبد العديد من التفاصيل المعمارية، لكنه بصفة عامة يبدأ بطريق الموكب، والذي كان في الماضي طريق كباش، ويبلغ مسافة كيلومتر واحد، ليصل بين معبد الوادي على النيل والمعبد الجنائزي لحتشبسوت، والذي يتضمن بدوره العديد من الأروقة والشرفات المميزة، إضافة إلى محراب هاتور ومعبد أنوبيس ومقدس الشمس، ومحراب أنوبيس، ومحراب تحتمس الأول، ومحراب آمون رع.


دلالات
المساهمون